"مجموعة الفارين".. هكذا اطلقوا على انفسهم وانضموا لمقاومة الكرامة بمعنويات الروح الرفاقية

تحدث مجموعة من المقاتلين من العديد من الجنسيات والذين انشقوا من وحداتهم او فروا من المستشفى وتوجهوا الى سري كانيه للانضمام لـِ "مقاومة الكرامة"، عن مشاركتهم في هذه المقاومة والتضحيات التي بذلها الشهداء ورفاقهم المقاتلين.

لم يطلق على المقاومة التي خاضها شعبنا في شمال وشرق سوريا ضد الهجمات التي شنتها دولة الاحتلال التركي بـِ "مقاومة الكرامة" سدىً، لان لهذه المقاومة معنى عميق، وكان يسطر كل يوم منها المئات من الملاحم البطولية.  

زاد النضال الذي خاضه كل من المقاتلين ميتان قامشلو، دوغان ملا غازي، رزكار عرب، جانو صبري، نيجرفان ايزيدي، آندوك جوتكار، رياض قامشلو، حجي قامشلو، دمهات أكلا، باران رزو، تيكوشر، هركول قامشلو، إيفان قامشلو، جان عرب والكثير من الفدائيين الذين لم نعرف اسمائهم، "مقاومة الكرامة" كرامةً وشرفاً؛ حيث انضم لهذه المقاومة العديد من الجنسيات والمكونات من قامشلو، دير الزور، شنكال، المانيا حتى السويد، كانوا اجانب لكنهم كانوا يحملون داخلهم الحس النضالي وكان هدفهم واحد في رد الظلم والعدوان عن الشعب في شمال وشرق سوريا؛ لقد تعرفوا على بعضهم البعض خلال مسيرتهم النضالية وتعلقوا ببعضهم البعض حتى اصبحوا روح واحدة في عدة اجساد.

وفي هذا السياق تحدث ميتان قامشلو و هركول قامشلو العضوين في هذه المجموعة التي انضمت لمقاومة الكرامة، لوكالة فرات للانباء ANF، عن نضالهم في المقاومة.

حيث قال قائد المجموعة ميتان قامشلو: "كنت أتدرب عندما بدأ الهجوم على سري كانيه وكانت التدريبات العسكرية على وشك الانتهاء، أردت أن أذهب إلى وحدتي حيث يوجد رفاقي، لكني لم أستطع ابقى أكثر من يوم واحد، وبعدها هربت من وحدتي واتيت الى قامشلو، بحثت عن رفاقي الذين تعرفت اليهم اثناء الحملات العسكرية التي خضناها اثناء قدومي،  تحدثت إلى الكثير منهم وقلت، دعونا نذهب إلى سري كانيه.

اجتماع المجموعة

لقد قابلت الرفيق جانو الذي كان قد فر من وحدته في دير الزور رغبة منه للانضمام الى مقاومة سري كانيه، وهناك التقيت مع شقيقاه جان ورياض، كان الثلاثة يناضلون ضمن صفوف وحدات حماية الشعب، وبعد سماع رفاقنا باننا سنجتمع وننضم الي المقاومة في سري كانيه، قدموا وانضموا الينا؛ كان هناك رفيق يدعى دمهات سمع ذلك وقدم هو ايضا وانضم الينا، اجتمعنا في بيت الرفيق جان.

كما فر مقاتلان من شنكال وانضما الينا، حيث اتصل أحد الرفاق وقال: "هناك رفيقان يرغبان بالذهاب  إلى سري كانيه وقمنا بضمهم الى مجموعتنا.

كان هناك مقاتل يدعى دوغان، كان قد اصيب اثناء حملة منبج وفقد احد عيناه؛ بعد ان سمع عن مجموعتنا وذهابنا للانضمام الى مقاومة الكرامة في سري كانيه، فر من بيته وانضم الينا غير مكترث لجروحه.

كما انضم الينا المقاتل باران الذي كان يعمل في المجال العسكري واصيب وكانت اصابته بليغة.

كان هناك رفيق سويدي اسمه نيجيرفان ايزيدي، جاء الى روج افا كمجموعة دولية، وانضم إلى الحملة؛ عندما سمع بذهابنا الى سري كانيه للانضمام للمقاومة، بحث عنا واراد الانضمام لمجموعتنا.

كنت اعرف الرفيق آندوك جوتكار، كان يعمل في مجال الصحة وهو من اصل الماني، انضم رفيقانا الامميين الى مجموعتنا.

كما فر كل من بوتان، رزكار، هركول من وحداتهم العسكرية وانضموا الينا؛ كما انضم الينا الرفيقين ايفان وجانو.

"مجموعة الفارين" ينطلقون الى سري كانيه

بهذا الشكل تكونت مجموعتنا وكان هدف الرفاق جميعهم واحد  واطلقوا على المجموعة اسم " مجموعة الفارين"، كانت هذه المجموعة التي عدت نفسها المجموعة الفدائية لقامشلو، ستتوجه الى سري كانيه للانضمام الى المقاومة.

بقينا 3 ايام في منزل في قامشلو وكنا نستعد لمسيرتنا، وبعدها ذهبنا الى مدينة الحسكة، واعلمنا الرفاق بأننا سنتوجه الى سري كانيه، وبعد ان سألو من اين نحن ومن اين اتينا، قلنا لهم نحن فارين من وحداتنا، وحينها انضم الينا كل من الرفاق بازو، عماد وعمر بعد ان فروا هم ايضاً من وحداتهم، وبعد ازدياد عددنا، قررنا ان نتوجه الى سري كانيه على شكل مجموعتين وابتعدنا عن المدنيين حتى لا نعرضهم لهجمات الاحتلال التركي.

عندما وصلت المجموعة الثانية الى سري كانيه استهدفتهم هجمات الاحتلال التركي، الا انهم وصلوا الى سري كانيه، وحينها كان العديد من رفاقنا يرغبون الانضمام الينا.

الرفاق الذين عرفوا بوجودنا جاؤوا إلى الحسكة، وكانت سري كانيه محاصرة حينها، توجهنا اليها وانضممنا الى الرفاق وشاركنا في جبهة القتال على شكل مجموعتين، وكان هناك العديد من الطائرات الحربية والاستطلاعية.

عندما خرجنا من بيت الرفيق رياض، ارسلت والدته ابنائها الثلاثة معنا، لكننا ابقينا على واحد ليكون بجانب والدته، حينها قالت لأبنائها : "انتبهوا لرفاقكم" هذه الكلمات تركت في نفسي مشاعر عميقة.

لم يستطع العدو التقدم براً، وكان يعتمد على الهجمات الجوية بشكل كبير، حيث استخدم جميع انواع الاسلحة من الطائرات الحربية والكشفية ومدافع الهاوتزر؛ لم يكن بإمكان العصابات المرتزقة التابعة لدولة الاحتلال التركي التقدم للامام ومواجهة مقاتلينا، لهذا كان الاحتلال التركي يلجأ لاستخدام الطائرات الحربية بشكل اكبر.

آندوك جوتكار الفدائي العظيم

كان آندوك عاملاً في مجال الصحة، كانت معنوياته عالية جداً، صمم على المجيء معنا والانضمام الى مقاومة الكرامة حيث قال حينها: "اريد الانضمام معكم مها جرى" وحمل سلاح الـ BKC وقرر النضال معنا.

رد عليه رزكار حينها: "لا تتحرك من مكانك، الرفاق اطلقوا عملية واجبروا العدو على الانسحاب، وحرروا 3 احياء، هناك العديد من القتلى والجرحى من العصابات الارهابية التي تقدمت بالمدرعات، لكن رفاقنا دمروا مدرعاتهم بالصواريخ"؛ كان الرفيق آندوك من اصل الماني ورزكار من اصل عربي، لهذا لم يكن يفهموا بعضهم البعض جيداً؛ حمل آندوك سلاه بحماس عال واطلق النار على العدو، الا ان الطائرة الحربية قصفت المنطقة وعلى اثرها استشهد آندوك.

ذهب رزكار مع رفيقتان لنا لانتشال جثمان آندوك، الا انهم تعرضوا للقصف ايضاً واستشهدوا؛ كانت الطائرات الحربية تحوم على تلك المنطقة كثيرا والتي تسببت في استشهاد 3 من رفاقنا.

تعجز الكلمات عن وصف رفاقنا الذين انضموا لمجموعتنا والذين استشهدوا، كانوا جميعهم فدائيين وثوريين".

وقال العضو في مجموعة الفارين هركول قامشلو:

"انضممت لصفوف الثورة منذ عام 2013، وقد شاركت في العديد من المعارك والحملات العسكرية، وكنت ضمن القوات أثناء الهجمات في منطقة دير الزور، وكان قد بقي ليي يومين للحصول على اذن للمجيء الى قامشلو؛ كان الرفيق ميتان يبحث عن الشهيد رزكار وقال حينها: "دعونا نجتمع كقوات قامشلو ونذهب إلى سري كانيه، كنا سنذهب كفدائيين؛ حينها قلت لقائد وحدتنا بأننا سننضم للمقاومة في سري كانيه، الا انه رفض طلبي، لكني ذهبت انا والشهيد رزكار الى الرفيق ميتان في حي قدوربك في قامشلو.

كنت انا والشهيد رزكار والرفيق بوتان من القرية نفسها وانضممنا سويا الى العديد من الحملات، كان لدينا رفاق اخرون، ذهبنا الى سري كانيه؛ لقد ناقشنا مع الشهيد رزكار اثناء ذهابنا، لام يكن يرغب بذهابي الى سري كانيه لانه شهد استشهاد اخيه عكيد وكان يخاف من فقداني.

الهجمات التي شنت ضد المجموعة

كان يقال لنا: سنذهب على شكل مجموعتين، عليكم البقاء هنا للدفاع عن قامشلو في حال حدوث أي طارئ، لكني لم اقتع، ذهب قائدا المجموعتين ميتان ورزكار، وبعدها ذهبت انا والشهيد كندال واثنين من رفاقنا الذين كنا نعرفهما سابقاً، لم نكن نصبر على وضعنا ولحقناهما، كنا 5 اشخاص وذهبنا لدعم المجموعتين.

واجهنا عراقيل في مدينة الحسكة عند مغادرتنا، لم يرغب رفاقنا بذهابنا الى سري كانيه، الا اننا اصرينا وانطلقنا الى سري كانيه؛ تعرضنا للقصف في نقطة قريبة عن مركز الهلال الاحمر الكردي، لكننا لم نتراجع عن سيرنا وكنا مصممين على الوصل الى سري كانيه مهما يكن.

عند وصولنا كان مطلبي الوحيد بأن ارى الشهيد رزكار والقتال الى جانبه، لكنني ادركت انه كان في الجبهة الامامية، لم يسمح لي الرفيق ميتان الذهاب الى هناك، لكنني تمركزت في منطقة استراتيجية مطلة على حيين، حيث قال ميتان بأنه يمكننا التمركز هنا.

تواصلنا مع الشهيد رزكار عبر اللاسلكي، لكن العدو كان يشوش علينا، تحدثنا سويا عبر جهاز الجوال وبعدها حذرنا الرفيق ميتان وقال حينها: "لا تحددوا اماكنكم اثناء حديثكم عبر الجوال"، لم يكن بمقدورنا التحدث عبر الجوال لضمان سلامتنا وهذا ما احبط من معنوياتي، لكننا كنا مصممين على القتال سواء إن استشهدنا او اصبنا.

عندما رأيت الرفيق ميتان، استفسرت عن الشهيد رزكار، قال لي انه في الجبهة الامامية، حينها قابلت رفيق كان في المجموعة التي كان الشهيد رزكار معها، كان على علم باستشهاده، الا انه لم يخبرني، اخبرني بأنه مصاب فقط وما يزال يقاوم، وانضممت للقتال مع اربعة من رفاقي مصمما على الانتقام، واصبت خلال القتال وتم نقلي الى المستشفى للعلاج.

عندما كنا نذهب الى ناحية تل تمر للعلاج، علمت إن الرفيق رزكار قد استشهد مع انهم كانوا يقولون لي بأنه قد اصيب؛ لقد سار الشهيد رزكار على خطى الشهداء من قبله ووصل الى هدفه بكل فخر واعتزاز.

وهناك الشيء الوحيد الذي ترك في نفسي اثرا عميقاً هو الروح الرفاقية، كان جميع الرفاق من كرد وعرب وسريان يناضلون دون تفرقة في جبهات القتال.

نواصل نضالنا في تل تمر ولن نسمح لدولة الاحتلال التركي باحتلال ارضنا مهما قدمنا من تضحيات، وسنحرر المناطق التي احتلتها الدولة التركية الفاشية".