محاضرة كركوك تسلط الضوء على مخاطر استمرار الاحتلال بتواطؤ من الحكومتين

انعقدت محاضرة في مدينة كركوك بجنوب كردستان عن الاحتلال التركي، حيث اكد المتحدثون فيها انه يجب أن يدرك الشعب الكردي في جنوب كردستان حقيقة انه في حال تمسك حكومة إقليم كردستان بخط الخيانة، سيستمر الاحتلال ولن يستفيد الشعب في جنوب كردستان من هذه السياسة.

أقيمت، مساء أمس، محاضرة في مدينة كركوك بإقليم جنوب كردستان بمشاركة العديد من الأشخاص من مختلف شرائح المجتمع، بهدف تحذير الشعب من المخاطر التي تستهدف العراق بشكل عام ومخاطر الاحتلال التركي بشكل خاص. بدأت المحاضرة بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكراماً لأرواح جميع شهداء الحرية، تلاها كلمة للكاتب والصحفي حسن جودي.

سلط حسن جودي في بداية كلمته، الضوء على أسباب انتصار قوات الكريلا وكيفية تمكنها من هزيمة ثاني أكبر قوة للحلف الأطلسي (الناتو) وأكبر قوة تنتهج خط الخيانة، الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، باستخدام أسلحتها الفردية والخفيفة، وقال: "هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى انتصار قوات الكريلا خلال مواجهتها للاحتلال التركي، واكثرها أهمية هي فلسفتها، وإيمانها وآمالها. فالكريلا هي قوة وفلسفة الحرية، وعن هذه الحرب التي تدور على الأراضي العراقية؛ يمكننا القول إنها حرب عالمية، لأنها تدور من أجل مصلحة مجموعة من القوى العالمية. كما أن دول العالم تسعى لفرض سيطرتها على العراق وجنوب كردستان من أجل تحقيق سيطرتها، وأجنداتها، ومصالحها السياسية والاقتصادية الخاصة، ولتنفيذ استراتيجية احتلالها بما يخدم أطماعها".

وتحدث الصحفي والكاتب حسن جودي عن الحرب الخاصة التي تنفذ ضد الشعب الكردي وحركة التحرر الكردستانية، وقال: "يحاول العدو خداع الشعب عبر اساليب الحرب الخاصة والأكاذيب التي ينشرها على وسائل الإعلام. يعود ذلك لعدم قدرته على المحاربة إلا من خلال تقنياته المتطورة وحربه الخاصة. ورغم ذلك، باءت كل محاولاته بالفشل ولم يبقى له أي طريق للنجاح. فعلى الشعب العراقي أن يفهم خطورة أن ما يحدث في العراق على انها مؤامرة كبيرة تستهدف الشعب الكردي وشعوب العراق عامةً، وعليهم اتخاذ موقف قوي ضد المؤامرات التي تحاك ضدهم. الحرب الحالية على جنوب كردستان تنفذ بأموال تم سرقتها من الميزانية المخصصة لدفع رواتب الموظفين وإقامة مشاريع خدمية لأهالي جنوب كردستان".

وأشار جودي إلى دور مصطفى الكاظمي وتعاونه مع دولة الاحتلال التركي، وتابع قائلاً: "مصطفى الكاظمي يتعاون مع الحكومة التركية ومستعد لانتهاك سيادة واستقلالية العراق واحتلال جزء من أراضيه من أجل البقاء في السلطة. ولكي يتمكن  من البقاء في السلطة ومواصلة حكمه فهو بحاجة ماسة إلى صوت القوى العربية السنية المقربة من تركيا. الكاظمي لم يلتزم الصمت امام الاحتلال فحسب، ففي الوقت الذي تزيد فيه مجموع القواعد العسكرية التركية عن الـ 50 قاعدة داخل الأراضي العراقية، يهاجم الكاظمي المدنيين في قضاء شنكال. هذا يعني أن رئيس الوزراء العراقي يرتكب انتهاك بحق بلاده وشعبه".

وحذر الكاتب والصحفي حسن جودي من مخاطر تشكيل الحكومة من قبل التحالف الثلاثي (البارزاني، الحلبوسي والصدر)، وأختتم حديثه قائلاً: "لو كان قد نجح التحالف الثلاثي بقيادة البارزاني، لكانوا قد وسعوا خططهم الحربية في العراق، لذا على الشعب الكردي في جنوب كردستان معرفة هذه الحقيقة جيداً، أن الاحتلال سوف يستمر في حال اصرت حكومة إقليم كردستان على خط الخيانة، ولن يستفيد شعب جنوب كردستان من هذه السياسة".