ماذا قال ملا مصطفى بارزاني لمحرر صحيفة كيهان؟

تقوم صحيفة كيهان في 10 مارس 1975، بعد فشل ثورة أيلول وفرار ملا مصطفى ورفاقه إلى مدينة كرج، بإجراء مقابلة مع ملا مصطفى وتنشرها.

يجري محرر صحيفة كيهان، أمير طاهري بأجراء هذه المقابلة مع ملا مصطفى بارزاني، وتبدأ المقابلة بعبارات كهذه مع ملا مصطفى: "لقد انتهى عملي، ولم يعد لي دور من هذا القبيل في قيادة كرد العراق".

وتقول الصحيفة: "هذه الإشارة للملا مصطفى تدل على أن فترة مهمة في تاريخ العراق الدموي قد انتهت إلى الأبد"،

ومن ثم تتابع الصحيفة بالقول: "يعيش البارزاني الآن برفقة عائلته بالقرب من طهران"، ويقول محرر صحيفة كيهان: "عندما زرته قبل أسبوع، كان يبدو سعيداً للغاية، وعندما كان يتطرق بالحديث عن نهاية الحرب في العراق ونهاية حياته السياسية والقتالية، لم تكن هناك أدنى علامة حزن في طيات كلامه".

وتضيف الصحيفة بالقول: "لقد خلع ملا مصطفى الآن ملابسه الكردية، وبات يرتدي سترة وبنطالاً وربطة عنق، وظل يكرر طوال المقابلة التي استمرت 95 دقيقة، ويقول "أن العبد الفقير لله، وكل شيء مكتوب في قدر الإنسان ولا يمكن لعباده الفرار منه".

ويقول البارزاني: "لم أشعر قط بصحة جيدة واستقرار مثل اليوم، ولا أستطيع التنبؤ بالمستقبل، لكن لا أستطيع أن أقول بأنني سأعود إلى العراق".

ويتطرق ملا مصطفى في دوام المقابلة بالحديث عن اتفاقية الجزائر، ويقول: "لم أكن على دراية بالاتفاق أبداً، لكنني أؤيد هذا الاتفاق، لأنها لصالح الشعوب في إيران، وكل ما هو لصالح وخير إيران يحظى برضا جميع الكرد".     

وعندما يتحدث ملا مصطفى بهذه الكلمات، كان القتل والقصف والشنق وإطلاق النار وسحق فلول الثورة لا يزال مستمراً في جنوب كردستان، وكان الشعب الكردي في شرق كردستان، تحت تهديد جهاز الاستخبارات سافاك الرهيبة والأيديولوجية العنصرية للنظام الملكي الفارسي".

ويقول البارزاني في دوام كلامه ما يلي: "خلال الحرب التي دامت عاماً، لم يساعد أحد الكرد سوى إيران".

ويقول البارزاني: "إن من يذرفون دموع التماسيح من أجل الكرد، فإن نيتهم الوحيدة هو شن الهجوم الإعلامي ضد إيران، باستثناء إيران، لا نشعر بأننا مدينون لأي دولة".     

وتقول الصحيفة بأن ملا مصطفى توقف عن التدخين لمدة شهرين والآن يدخن الغليون، وتشير إلى أن ملا مصطفى يواصل قوله: "إن ممتنون على فعلته إيران من أجل الكرد، وإننا نعيش في إيران تحت ظل ملك كل القوميات الآرية بكرامة وسلام".   

وتسأل الصحيفة ملا مصطفى ما الذي يتوجب على الكرد فعله؟ ويجيب ملا مصطفى رداً هذا السؤال بالقول: "أنا هنا وهم هناك، وكل شيء مرتبط ببعض، ولم أعد قائداً وأؤكد لكم أنني لن أكون قائداً مرة أخرى، وقد انتهيت بالمطلق، أمنيتي أن يُمحى اسمي من التاريخ، لكن الصحفيين لا يتركونني وشأني".  

ويشن البارزاني هجوماً قاسياً على هؤلاء الكرد الذين يتحدثون ضد إيران ويقول، "إنهم ليسوا بشراً، وليسوا كرداً وليسوا رجالاً".      

وعلى سبيل المثال، يقول في حق عصمت شريف وانلي "مأجور" ويقول عنه "إنه شخص تافه في صورة إنسان".

الجدير بالذكر أن أن عصمت شريف وانلي هو أحد الثوار الكرد والكتاب والمحامين والباحثين والمؤرخين، وقد ربط نضال الأجزاء الأربعة من كردستان ببعضه البعض، وكان معروفاً مثل سفير الكردياتية، وقد أمضى غالبية حياته في الغربة والهروب نتيجة ملاحقة أجهزة الاستخبارات له في كل العراق وإيران وسوريا وتركيا، حتى أحد أجهزة الاستخبارات العراقية قد حاولت قتله بعد العام 1975، كما كان أيضاً ممثل ثورة أيلول في أوروبا ورئيس المؤتمر الوطني الكردستاني.   

ولكن يقول ملا مصطفى بحق هذا العالم "إن من يعمل كهذا النوع من العمل ويبيع نفسه لقنصلية أجنبية ليس بمسلم،  سيعاقب الله مثل هذا الشخص عديم الشرف."

وعلى الرغم من تخلي شعب جنوب كردستان والبيشمركة المخلصين والفدائيين الذين كانوا تحت ظل سيف أجهزة الاستخبارات العراقية وجيشها الفاشي أثناء إجراء تلك المقابلة، إلا أن ملا مصطفى يتحدث باسمهم ويقول: "باعتقادي، إن غالبية كرد العراق كانوا مع إيقاف الحرب"