علي كريمي: ثورة "المرأة، الحياة، الحرية" استمدت روحها من فلسفة القائد آبو

تحدث السياسي الكردي علي كريمي لوكالة فرات للأنباء عن ذكرى وأحداث ثورة "المرأة، الحياة، الحرية" في شرق كردستان وإيران، كما تحدث عن تفاصيل تلك الثورة.

قال علي كريمي عن تعريف الثورة: "الثورة التي انطلقت في شرق كردستان منذ الوهلة الأولى التي دُفن فيها جثمان الشهيدة الكردية جينا أميني العام الماضي في مدينة سقز تحت شعار “المرأة، الحرية، الحياة"؛ كان شعارها في محله تماماً، لقد كان أفضل شعار لوضع إيران، حيث أن هذا الشعار قام بتحديد تلك الثورة وحقوق المرأة بشكل مثالي فإن الكلمة الأولى في الشعار هي "المرأة"، وفي دولة مثل جمهورية إيران الإسلامية؛ ولأن المرأة حرمت من حقوقها منذ 44 عاماً، فإن هذا الشعار كان يؤثر على حقوق المرأة، وفي الوقت ذاته؛ فإن الكلمة الثانية من الشعار "الحياة" تشير إلى تغير الوضع بعد إلغاء النظام الملكي وإقامة جمهورية إيران الإسلامية، حيث لم يعد هناك شيء اسمه حياة في تلك البلد، وخاصة بالنسبة للشباب والنساء، لذلك؛ وأثناء مراسيم دفن جثمان الشهيدة جينا أميني استنجد أحد الشبان وقال: "المرأة، الحياة، الحرية"، حيث انتشر هذا الشعار كالانفجار في معظم أنحاء شرق كردستان وإيران، حتى أن العائلة المالكة لشاه إيران السابق رددت هذا الشعار.

 

كما عبر كريمي عن هوية هذه الثورة قائلاً "شعار المرأة، الحياة، الحرية، كان يُقال من قبل تلك القوى والأحزاب المؤمنة بنضال وحقوق المرأة، وبحسب فكر تلك القوى؛ يجب أن تكون النساء شريكات في الحياة، يجب أن تكنَّ قائدات ومقاتلات، ولا شك أن هذا الفكر جاء من غرب كردستان ومن حركة الحرية، أوقن شخصياً أنه بعد أطروحات وفلسفة القائد أوجلان التي عمل عليها لسنوات طويلة والتي زاد من جهوده للعمل عليها خلال فترته في حركة الحرية بداية شمال كردستان ثم في روج آفا، وعلى أساسها؛ تم تطبيق نظام الرئاسة المشتركة في أنظمة قيادتهم، حيث ستبقى حركة الحرية وإلى الأبد مصدر الإلهام لثورة شرق كردستان وإيران.

وفي هذا الصدد تحول ثورة المرأة التي يقودها الكرد إلى ثورة عالمية، وحول الوضع الداخلي للكرد، أشار علي كريمي إلى أن " شعار المرأة، الحياة، الحرية" تجاوز المستوى المحلي وانتشر في كافة أنحاء العالم، كما أنه يردد في معظم دول العالم باللغة الكردية، ومن المؤكد الأمر له علاقة بوضعنا الداخلي، فقد طالبنا منذ البداية أن تكون مصلحة شعبنا فوق جميع المصالح الأخرى، ولهذا السبب؛ كان لا بد من تشكيل جبهة موحدة من كافة الأحزاب والفصائل السياسية في كردستان من أجل النضال ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن أجل أن يتحقق النصر في ثورتنا، وأكدنا للعالم بأسره أننا كشعب كردي أصبحنا قادة الثورة النسائية في العالم وأننا نحن من وضع أسس هذه الثورة.. لكن للأسف؛ فإن بعض القوى السياسية في شرق كردستان والتي تعتبر نفسها صادقة، وفقاً لهم فإن الكلمة دائماً يجب أن تكون لهم، ولم تسمح لنا بالعمل معاً ثم قامت ببناء ما يسمى بمركز التعاون، لكن هذا المركز كان لكل شيء إلا التعاون، حيث يتكون هذا المركز من حزبين سياسيين فقط هما حزبا التجمع والديمقراطية، حيث كان يهرع الجميع بأحصنتهم من مكانهم ويذهب بعضهم للقاء نجل رضا شاه، هذه العائلة المالكة التي ظلت صامتة منذ أربعة عقود وليس لها أي دور في ساحة السياسة الإيرانية، الذي أرسل نجل الملك بعض اللصوص ومدمني المخدرات إلى شوارع باريس للتخريب على ثورة شرق كردستان وإعطاءها طابعاً مضللاً، كما أنه من المؤسف أن قسماً من القوى السياسية الكردية دخل مشروع سياسة نجل الشاه وأصبح جزءاً من ذاك المشروع القذر، لم يكن ينبغي لهم أن يفعلوا ذلك، بل على العكس؛ كان ينبغي عليهم التعاون مع بعض القوى الأخرى التي تحمل هذا الشعار وكان من اللازم أن نكون متحدين الآن لنشكل قوة مسلحة مشتركة.

وأشار علي كريم إلى موقف حزب الحياة الحرة الكردستانية حيال الثورة التي اندلعت في شرق كردستان وقال "أتذكر أنه خلال الثورة عندما كنا مشغولين بجمع الأحزاب من أجل أن نكون منسقين ولدينا علاقات، دعوت حزب الحياة الحرة الكردستانية للمساهمة في الوحدة والتضامن، وأعربوا عن دعمهم لكافة الاتفاقيات والترتيبات بأي شكل من الأشكال، وجمعية كاك سيد إبراهيم بنفس الطريقة، في البداية كان العمل يسير بشكل جيد، ولكن بعد ذلك انضمت إلينا بعض القوى والأحزاب وعطلت عملنا".

كما تحدث علي كريمي عن شعب شرق كردستان وإيران، وقال: "علينا أن نقدم لهم شكر خاص، لأنهم قدموا تضحيات كبيرة وقيادة عظيمة من أجل الثورة، نأمل أن يتم الاحتفال مرة أخرى بمدن سقز، باوه، كرمانشاه، سنه، مريوان وغيرها بذكرى الثورة بنجاح قيادة الثورة وأن يستمروا بثورتهم حتى تحقق النصر".