KODAR: بالروح الثورية للشعوب، سننظم المجتمع ونحرر كردستان

عقدت منظومة المجتمع الديمقراطي والحر لشرق كردستان (كودار) مؤتمرها الثالث  في ٧ و ٨ و ٩ أيار، تحت شعار "بالروح الثورية للشعوب، تنظيم المجتمع وتحرير كردستان ".

عُقد مؤتمر كودار في جبال كردستان وفيه تم الاحتفاء بالنضال التحرري للشعب الكردي وخاصة شهداء طريق الحرية ، ولا سيما الشهداء رواد هذه المرحلة ، أرغش كارزان ، تولدهان سنه ، روجات بوكان ، دلوفان فدائي وإقبال مرادي. واستمر المؤتمر لمدة ثلاثة أيام بمشاركة أعضاء وممثلي مؤسسات ولجان منظومة المجتمع الديمقراطي والحر لشرق كردستان. بدأ المؤتمر عمله من خلال تقييم الأداء التنظيمي والتطبيقي على مدى السنوات الثلاث الماضية. في هذا الصدد ، عُقدت محادثات قيمة وبناءة بناء على المبادئ التوجيهية للقائد آبو وتحليله للحداثة الديمقراطية. كما أعرب المؤتمر عن نقد ذاتي لجميع أوجه القصور تجاه الشعب، وتم طرح الخطط المستقبلية لتطوير الأداء وتنظيم الأنشطة. في عملية المراجعة ، تم تقييم وتحليل أنشطة المؤسسات واللجان وكيفية عملها ، وأُتخذت الخطوات اللازمة لجعل أنشطة هذه اللجان أفضل وأكثر فاعلية. كما انتخب المؤتمر مجلس إدارة جديد ، الذي يضم ١٨ عضوا وعضوة ، و بأغلبية الأصوات أُنتخب الرفيق فؤاد بريتان والرفيقة گولان فهيم كرئيسين مشتركين لكودار.

جاء انعقاد هذا المؤتمر في الأيام التي سبقت التاسع عشر من أورديبيشت بحسب التقويم الشمسي، والذي كان له في الواقع معنى خاص وهو نوع من تجديد العهد لشهداء مقاومة السجون ، فرزاد كمانگر ، فرهاد وكيلي ، علي حيدريان ، وشيرين علمهولي والشهداء الآخرين. الى جانب استذكار هؤلاء الشهداء  شدد المؤتمر على المضي قدما على دربهم والالتزام بقيمهم ومواصلة النضال في سبيل بناء مجتمع ديمقراطي حر. كما ناقش المؤتمر وضع السجناء السياسيين في إيران وشرق كردستان، وتمت الاشارة الى ان ثقافة مقاومة السجون هو شرط أساسي للحفاظ على المكتسبات التي تحققت بفضل دماء الشهداء. واكد المؤتمر على ضرورة  تعزيز روح التعاون والتضامن الاجتماعي  مشددا على ان هزيمة سياسة الحرب الدائمة ضد المجتمع تتم من خلال الدفاع عن حقوق السجناء السياسيين وأسرهم من قبل جميع شرائح المجتمع. مع التأكيد على التضامن والتماسك حول القيم الاجتماعية والإنجازات ودعوة الجميع لتعزيز القيم المجتمعية. كما تم استذكار الشهداء الذين دافعوا عن البيئة في شرق كردستان ، شريف باجور ورفاقه و شهداء انتفاضة نوفمبر وشهداء الصحة والذين فقدوا حياتهم في المعركة ضد فيروس كورونا ، وموظفي المستشفى والعاملين فيه.

وناقش المؤتمر الوضع السياسي على المستويين الدولي والإقليمي وحلل أحداث الشرق الأوسط من جوانب مختلفة . حيث أن المنطقة أصبحت ساحة معركة للحرب العالمية الثالثة و شروع النظام النيوليبرالي العالمي بإدخال المنطقة والعالم في مرحلة جديدة من الاستعمار مما دفع بالشرق الاوسط الى مواجهة تطورات سريعة وشاملة للغاية. يشبه الوضع السياسي والعسكري الحالي إلى حد كبير وضع الحرب العالمية الأولى ، حيث سعى النظام العالمي إلى تخطيط نظام الدولة القومية كبديل للنظام الإمبراطوري. ولكن في المرحلة الحالية ، يرى النظام العالمي ان خطته السابقة تعتبر عقبة خطيرة أمام تحقيق مصالحه التنموية وتوسيع نظام السوق الحرة و رأس المال. هذا هو السبب في أن الشرق الأوسط ، الذي أصبح مقبرة للمشاريع الغربية  وما زال يقاوم ، بات في حالة فوضى واضطراب. على الرغم من المعارك بالوكالة والمشاركة المباشرة لجميع القوى في الحرب ، والتكلفة البشرية الهائلة وتدمير البنية التحتية الحيوية لحياة الشعوب، لم  يتمكن احد من تقديم نموذج ناجح وشامل وقابل للتطبيق . تجدر الإشارة إلى أن الأنظمة الحكومية الإقليمية التي تعاني من حالة ركود طويلة قد فقدت فعاليتها. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأنظمة هي من نتاج نفس النظام العالمي ولا يتم تأييدها بأي حال من الأحوال من قبل شعوب المنطقة. تسعى القوى الإقليمية والعالمية إلى الاستفادة من الاحتجاجات الجماهيرية والنضالات الشعبية ، مدعية تقديم الدعم والمساندة للشعوب. وفي الوقت نفسه ، تقدم الحكومات الإقليمية نفس الادعاء لكن بطريقة مختلفة ، مدعية أنها تدافع عن الوجود السياسي والاجتماعي لشعبها وتحميه من الهجمات الغربية. في هذه الأثناء يُلاحظ وجود حاجة ماسة لمشروع يمثل إرادة  الشعب ويحقق مطالبه.

 كما شدد المؤتمر على أن الوضع وفقا لما ذُكر ينطبق على النظام الاستبدادي الإيراني أيضًا ، حيث أنه خلال الأربعين عاما الماضية من عمر النظام الإيراني أثبت عدم كفاءته ، وأن النظام من الناحية البنيوية ، والمؤسسية ، والإدارية ، وصنع السياسات ، بات غير مجدي ويعاني من شيخوخة متكلاً على الشعارات الفارغة فقط. إن الحاجة إلى التغيير أصبحت أكثر وضوحا من أي وقت مضى. أدى ظهور طبقات اجتماعية جديدة واختفاء بعض الطبقات القديمة ، بما في ذلك الطبقة الوسطى التقليدية ، إلى خلق فجوات اجتماعية جديدة وأوسع نطاقا. تتسع الفجوة الطبقية بين الفئات الضعيفة والمجموعات التي تسعى إلى الإتجار والمصلحة الذاتية باستمرار. نحن نشهد انفصالاً شاملاً بين الشعب والحكومة. لقد خلقت الفئة الاجتماعية الجديدة التي انبثقت من تغيرات نمط الحياة من حيث التطور في مجالات التعليم والاتصالات العالمية الحديثة والتقدم التكنولوجي مطالب مختلفة لم يتمكن النظام من تلبيتها بسبب سياسته المحافظة م وباتت الشروخ في هيكل السلطة في إيران اكثر وضوحا.

وأكد المؤتمر على أن الحركة الآبوجية من خلال إدراك هذه الحقيقة والاستفادة من الفكر العميق للقائد آبو وفلسفته ، انتهجت الخط الثالث من النضال والتنظيم ، بمعنى الاصطفاف مع الجبهة الشعبية والابتعاد عن أقطاب الهيمنة والسلطة واختارت هذا النهج كاستراتيجية. تحقيقا لهذه الغاية ، من خلال تقديم شكل جديد من التنظيم الاجتماعي والثقافي و بناء على الأسس العامة لعقلية للشرق الأوسط المبنية على أساس التعايش بين الشعوب ومنهج خط المقاومة التاريخية في شكل كونفدرالية ديمقراطية للشعوب  تم تبني الخط الثالث .  لقد اتخذت منظمة كودار خطوة نحو حل المشاكل المتراكمة في شرق كردستان من خلال الاستفادة من المعرفة والعقلانية السياسية والاجتماعية. و من خلال تحليل الظروف الشاملة لشرق كردستان وفهم الاحتياجات والمطالب التاريخية والحديثة الناشئة عن الظروف الاجتماعية والسياسية والثقافية الجديدة يعمل كودار بجد ويكافح. وفي هذا الصدد ، فقد تسعى منظومة المجتمع الديمقراطي والحر لشرق كردستان الى تنظيم  شعبنا في شرق كردستان ، والذي يشمل كل مكونات المجتمع. كما تعمل على جعل الكونفدرالية الديمقراطية والديمقراطية الديمقراطية الخطاب الرئيسي في شرق كردستان وإيران. مما لا شك فيه أن هذا النموذج ، على الرغم من الهجمات الشاملة من قبل القوى العالمية والإقليمية ، أظهر كفاءته وقدرته في أصعب المواقف ويمكن أن يمهد الطريق لسلام دائم بين الشرق الأوسط وإيران وخاصة شرق كردستان.

وبعد التحليلات والنقاشات المستفيضة حدد المؤتمر الثالث لكودار النقاط التالية لتحقيق أهداف وتطلعات شعبنا:

 ١- من أجل كسر سياسة العزلة المفروضة على القائد آبو وإطلاق سراحه من الأسر ، تعتبر كودار  نفسها مسؤولة عن إنشاء نظام الكونفدرالية الديمقراطية في شرق كردستان،  وتستخدم كل قدراتها التنظيمية والتشغيلية في هذا الاتجاه. تماشياً مع هذه الجهود لتعزيز أفكار القائد آبو وإضفاء الطابع المؤسسي عليها ، تقوم بتوسيع أنشطتها في شرق كردستان

٢- ستواصل منظومة المجتمع الديمقراطي والحر لشرق كردستان جهودها  من أجل استبدال نظام الدولة القومية في إيران بنظام الكونفدرالية الديمقراطية للشعوب وستستمر في توسيع أنشطتها في مجال الإدارة الذاتية في جميع مجالات النشاط الاجتماعي. وتعتبر كودار نفسها مسؤولة عن تنظيم جميع الأفراد وشرائح المجتمع  وحماية قيمه وإنجازاته. وتعتبر تشكيل الجبهة الديمقراطية لشعوب إيران  من أولوياته ويعمل على توسيع العلاقات السياسية والاجتماعية مع البلوش والعرب والأذريين والتركمان ومختلف الشعوب والقوى الديمقراطية الأخرى.

٣- تناضل كودار من أجل إرساء تعايش حر و تناهض كل أنواع التمييز الاجتماعي والتقاليد الرجعية والقوانين الأبوية التي تستغل النساء. وعلى هذا الأساس تستند على أساس المشاركة المتساوية والفعالة للمرأة في نظام الإدارة الذاتية.

٤- من منطلق أن تدمير اللغة والثقافة هو سبب تدمير الشعوب ، تبذل كودار قصارى جهدها لخلق ارضية مناسبة لتنمية الروابط الثقافية وتحفيز التبادل الثقافي بين مختلف المكونات في شرق كردستان وإيران . لذلك فإن الجميع مدعوون إلى التعلم على أساس ثقافة ولغة الأم.

٥- الدين والمعتقدات في أي مجتمع هي الركائز الأساسية للعالم الروحي لهذا المجتمع ، والتي يجب حمايتها من أجل الصحة العقلية لذلك المجتمع. لطالما استخدمت السلطة السياسية الدين ومعتقدات المجتمع كأداة للقمع والاستغلال. بينما ترفض كودار أي استغلال للدين والمعتقدات كأدوات لتحقيق السلطة ، فأنها تحارب ضد هذه الانحرافات وتسعى إلى الجمع وخلق سياق للحوار بين الأديان والمعتقدات

٦- من منطلق "يجب ألا نترك الشباب دون تعليم وتنظيم" ، تلفت كودار انتباه الجميع إلى دور الشباب في ريادة نضالات الشعب. وتسلط الضوء على دورها في النمو المستمر للمجتمع وتنميته وإعادة تكوينه وتقدمه ، وتتيح لفئة الشباب الفرصة والمساحة للمشاركة الفعالة في جميع المجالات.

 ٧- يستخدم النظام الاستبدادي لإيران المخدرات والدعارة والتعبئة والبطالة وغيرها كأدوات حرب خاصة. لمكافحة هذا الوضع وتحقيق مجتمع صحي ونظيف تشدد كودار على تنظيم المجتمع بطريقة ذاتية الإدارة ، وتمنع إهدار رأس المال البشري.

 ٨-  السياسات النيوليبرالية في إيران وشرق كردستان، أدت إلى تفاقم البطالة بشكل كارثي ويتم التضحية بالطبقة الكادحة والضعيفة في كل يوم يتعرض الكسبة و العتالين (كولبر) الى القتل المتعمد ، ومن أجل مواجهة هذه الحالة تحاول كودار إخراج الاقتصاد من احتكار السلطة من خلال بناء اقتصاد اجتماعي. في هذا الصدد وبالنظر إلى الإمكانات الذاتية لشرق كردستان، فإنها تصر على إنشاء اقتصاد مجتمعي وتنظمه.

 ٩- من خلال فهم الكارثة البيئية في شرق كردستان الشرقية وإيران ، تناضل كودار لتنظيم وخلق التضامن بين المجتمع البشري والطبيعة على أساس المجتمع البيئي ومحاربة السياسات المناهضة للبيئة للحكومة الإيرانية التي أدت إلى تدمير مناطق زاغروس وسكانها. من أجل تعزيز وإضفاء الطابع المؤسسي على ثقافة الوطنية وإعادة الاتصال بين الإنسان والبيئة ، وكذلك حماية جهود العاملين في هذا المجال ؛ تعلن كودار يوم الـ24 من شهر أب، يوم ذكرى استشهاد نشطاء البيئة شريف باجوار ورفاقه كيوم حماية البيئة في شرق كردستان وإيران.

١٠- الدفاع عن القيم الاجتماعية والإنسانية واجب على كل فرد ، وبعيدًا عن وجهة نظر الحكم العسكري ، ترى كودار أن المجتمع بحاجة إلى التطوعية و شكل من التنظيم الذاتي والمستقل لمواجهة الهجمات والتجاوزات من قبل السلطة وتشدد كودار على  تنظيم وتدريب المجتمع على هذا الأساس

١١-  من أجل إقامة نظام الادارة الذاتية نعمل على تسخير جميع القدرات والقوى المتاحة في شرق كردستان وفي هذا الاطار نحن على استعداد للتفاعل والتعاون مع جميع الأحزاب والحركات التحررية وغيرها من التيارات المدنية والسياسية في هذا الجزء من كردستان.من هذا المنطلق ، يتم الترحيب بجميع أنواع التعاون ويتم توفير الآلية اللازمة للمضي قدما في هذا المجال.

وفي ختام المؤتمر، جددت منظومة المجتمع الديمقراطي والحر اشرق كردستان (كودار) مواصلتها النضال في سبيل خلق مجتمع حر وديمقراطي من أجل التنمية الشاملة للتعايش بين الشعوب والتنوع الاجتماعي في شرق كردستان الشرقية بالقوة الروحية المكتسبة من هذا المؤتمر.

وباركت المنظومة انعقاد المؤتمر للقائد آبو وشهداء طريق الحرية والسجناء السياسيين وأسر الشهداء وأهل الوطن وجميع المناضلين من أجل الحرية و الحقيقة.

و دعا المؤتمر المنظمات غير الحكومية والممثلين الدؤوبين والنشطين، المعلمين والنقابات والنساء والشباب والمحاربين القدامى والقادة الدينيين والمحامين ونشطاء حقوق الإنسان والخطباء ونشطاء حقوق الإنسان والفنانين والمثقفين إلى النضال المشترك من اجل إنشاء نظام الحكم ذاتي كنظام اجتماعي وسياسي والذي هو مطلب الجميع.