وبمناسبة الأول من أيار عيد العمال، تحدث عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، دوران كالكان لوكالة فرات للأنباء (ANF).
وفيمايلي نص الحوار:
مع اقتراب يوم الاول من آياراليوم العالمي للعمال، حزب العمال الكردستاني هو حزب للعمال، أنتم كحركة كيف تقييمون أهمية هذا اليوم؟
قبل كل شيء نبارك يوم الاول من آيارالذي هو يوم للنضال والدعم واتحاد طبقة العمال،على القائد أوجلان ورفاق الدرب، الشعب الكادح، والأشخاص الثوريين الديمقراطيين والعمال والكادحين أجمع،بحلول الذكرى السنوية لشهداء تقسيم الذين استشهدوا في الأول من آيار عام 1977م نستذكر جميع شهداء الاول من الآيار باحترام.
نحن حزب العمال نعتبر الأول من آيار يوماً مهماً ونعمل على أن يكون يوماً للنضال، نحن حزب للعمال لأن 99% من الشعب الكردي هو شعب كادح، ويعملون في جميع أنحاء العالم اليوم،وخاصة في عواصم القوى التي استعمرت كردستان.
القائد اوجلان كان يقول بخصوص هذا الموضوع أن المجتمع الكردي يعمل في أصعب الظروف.
لأننا كحزب أتينا لنلعب دوراً ريادياً لهذا لمجتمع، فتعريف اسم حزب العمال ليس بشيء ضد الحالة المجتمعية. فتعريف حزب العمال الكردستاني يمثل حقيقة المجتمع، كحزب ريادي لمجتمع كادح وعامل لهذا تم تسميته بحزب العمال، وعلى هذا الأساس من بداية تأسيس الحزب وحتى اليوم يعتبر يوم الاول من آيار يوماً مهماً ونعمل حسب أهمية هذا اليوم ولتقييم هذا اليوم ودوامه. كما درب الحزب نفسه، وثقف نفسه ولدية قوة في إعطاء المعنى لذلك، كما أنه اختار يوم الأول من آيار يوماً لتقوية وتوسيع النضال،مثل رمضان كابلان ورفاقه الذين استشهدوا في كرزان وعبد القادر جوبوكجو الذي استشهد في بيروت كما أن هناك العشرات من شهداء حزب العمال الكردستاني الذين استشهدوا في الاول من آيار،اذا هذا اليوم هو يوم لتقييم جديد ورفع وتيرة النضال،وله دور كبير في تطور حزب العمال الكردستاني.
اذا انتبه المرء الى انهيار الاشتراكية الحقيقة، فأن حقيقة الأول من أيار قد استمرت مثل قيم أساسية من خلال وعي ونشاطات العاملين والكادحين المستمرة الان، وليست كقضية ضعيفة بل كقضية قوية، لماذا لان لها علاقة مباشرة مع الطبقات
مثل الاشتراكية ولاتوجد حالة تتعلق بالدولة والسلطة، على عكس ذلك بل يتعلق الامربالطبقات وهذا يعني انه يتعلق بالأساس الاجتماعي وهذا يعني ان الامر يتعلق بالنضال،
كما وانه وعلى مدى 180 عاماً الماضية لم تكن هناك امة في كل أجزاء العالم خالية من المجازروالشهداء فأصبح هذا اليوم مثل يوماً مليئ بالنضال ولذلك فأن كافة المنظمات والأفكار والمقاربات تعمل على الاطاحة بالدولة والسلطة والسياسية لانها متعلقة بالمجتمع والنضال ولذلك فأن المجتمع والعمال والكادحين بحاجة الى الديمقراطية والنضال والحرية لذلك الأول من أيار سيكون قائماً ومستمراً لأننا فهمنا الأول أيار على هذا الأساس وقد اعطيناه معنى وعلى هذا الأساس نعيشه، ونحن كحزب من الان فصاعداً سوف نجعل كل يوم من الأول من أيار يوماً لتقوية النضال من اجل الديمقراطية والحرية وتوسيع تنظيمنا.
لقد عرفتم حزبكم على أنه حزب العمال،كما وأنكم اقترحتم اسم " الحزب الشيوعي" لأجل تسمية حزبكم في السابق، لماذا لم تختارو هذا الاسم؟
كان حزب العمال الكردستاني حركة قد تأسست وتطورت ضمن اشتراكية حقيقية، لأنه كان للاشتراكية الحقيقة في البداية تأثيراً حاسماً على هيكل تنظيمها، وبنية وعيها ونشاطها، وفي سياق النظام الاشتراكي الحقيقي، بالطبع في مرحلة تأسيس حزب العمال الكردستاني، عرفت المنظمات الحزبية الرائدة نفسها أكثر على أنها " الحزب الشيوعي" أو " حزب العمال"، بالطبع إضافة إلى هذه الأحزاب، كانت هناك أيضاً أحزاب قد عرفت نفسها بشكل مختلف وكانت لديها علاقات مع الطبقة العاملة، لكن أكثر الأسماء استخداماً كان هذين الاسمين،’الحزب الشيوعي‘ أو ’حزب العمال‘.
وبالنسبة لحزب العمال الكردستاني، كانت مرحلة تأسيس القيادة، ومجموعة الإيديولوجية والحزبية، هي تلك المرحلة التي تم فيها تقييم الأسماء ومناقشتها دائماً بنفس المعنى، لم يضع حزب العمال الكردستاني اختلافاً كثيراً بينهما، لكن عندما عقد مؤتمره التأسيسي بتاريخ 26-27 تشرين الثاني 1978 في قرية فيسه التابعة لمنطقة لجه، وعندما تم اتخاذ قرار رسمي بصدد تأسيس الحزب، كان لا بد من تسميته عند إعلان تأسيسه، وفي هذه المرحلة في داخل الحركة، بدأت مناقشة اختيار الاسم على مستوى الإدارة، كان هناك بعض من الرفاق الذين أرادوا تسمية الحزب اسم " الحزب الشيوعي" على الفور وكان أحد هؤلاء الرفاق هو الشخصية الريادية، مظلوم دوغان، لكن وبالنظر إلى وضع قضية المجتمع الكردي، ووضع المجتمعات في الشرق الأوسط، والدعاية الكاذبة التي لا أساس لها، من قبل القوى الحاكمة المهيمنة حول الحركة الاشتراكية والشيوعية، ونظراً لأسم حزب العمال بأنه أكثر اندماجاً مع المجتمع، لذلك تم اختياره بدلاً من اسم الحزب الشيوعي، لأن اسم "الحزب الشيوعي" كان يرتكز أكثر على الخطوط الإيديولوجية، فإن اسم "حزب العمال" استند أكثرعلى القاعدة الطبقية والاجتماعية، كان الرفيق مظلوم دوغان يعرب أيضاً عن وجوب تسمية الحزب بـ "الحزب الشيوعي" بسبب المقاربة الأيديولوجية القوية، وأن الحركة ستتطور بهذا الاسم، على الأقل لفترة من الوقت، ويمكن تغيير اسمها لاحقاً إذا لزم الأمر، وفي هذه المرحلة وبعد هذه المناقشة، أعربت الأغلبية أن الاسم المستند إلى قاعدة المجتمع سيكون أكثر فائدة، لذلك، تم اتخاذ القرار باسم PKK وتعني حزب العمال الكردستاني.
كما وان الرفاق الذين كان لديهم اعتراضات، وخاصة الرفيق مظلوم، لن يرفض تسمية "حزب العمال"، حتى أنهم تبنوا اسم "حزب العمال"، ومعها تبنوا أيضاً اسم "الحزب الشيوعي"، كانوا يقولون إننا يمكننا من الناحية الإيديولوجية فقط تمثيل هذا النهج، حتى لا نسمح بتأسيس أحزاب شيوعية مزيفة لا تلتزم بالخط الأيديولوجي، ومن أجل منع تشكيل حركات وهمية لا تعيش الشيوعية في جوهرها، يجب أن نطلق على انفسنا اسم "الحزب الشيوعي"، ولو على الأقل لفترة من الزمن، فكان سيتأسس حزب بهذا الاسم في كردستان، وحتى القوى الأخرى لن تتمكن من تأسيس مثل هذه الأحزاب، لذلك، لن يسمح لتأسيس حركات وهمية تتعارض مع الخط الإيديولوجي في كردستان، ومع ذلك، اعتقدوا أنه سيكون من الصواب أن يطلق عليهم اسم "حزب العمال"، لهذا السبب، وعلى الرغم من وجود نقاش، فإن اسم "حزب العمال" هو اسم تم تحديده كرأي مشترك.
هل لديكم دعم وعلاقات مع النقابات والحركات العمالية حول العالم؟ وكيف هي علاقتكم؟
تأسست حركة حزب العمال الكردستاني وتطورت منذ البداية كحركة تنتقد بعض جوانب الاشتراكية الحقيقية، كان النقد الأساسي للاشتراكية الحقيقية هو أنها تضع السياسة في طليعة الأيديولوجيا ، أي أن المعايير الأيديولوجية يتم التضحية بها للسياسة ، وأن سياسات الدولة لها الأسبقية على كل شيء آخر. ما يعتبره حزب العمال الكردستاني حقًا هو إعطاء المعايير الأيديولوجية حقها في وضعها دائمًا في المقدمة ومتابعة السياسة وفقًا لذلك.
النهج الاشتراكي الحقيقي الذي يضع مصالح الدولة في الاتحاد السوفيتي فوق كل اعتبار ومن ثم ارتبطت مصالح الحركات الاشتراكية بمصالح الاتحاد السوفيتي تم تعريفه وانتقاده على أنه "تحريفية حديثة " وعدم اتزان الاتحاد السوفييتي في مقاربته للنضال من أجل تحرير الشعب ، وكذلك أوجه القصور فيه ، لا سيما الموقف في النضال الوطني التحرري للشعب الكردي ، غير صحيح ، مما خلق مثل هذا التقييم والنقد.
لطالما وافق الاتحاد السوفيتي ، فيما يتعلق بالدول التي فرضت الإبادة الجماعية على الكرد، لمعارضتهم لسياسة انكلترا والمانيا ، ودعمهم على أساس المصالح الخاصة ، ووقف دائمًا في وجه مقاومة الشعب الكردي، وبدلاً من الوقوف في وجه الإبادة الجماعية في كردستان ودعم النضال من أجل وجود وحرية الشعب الكردي ، باسم مصالح الاتحاد السوفيتي التزمت الصمت امام المجازر التي ارتكبتها الدول التركية والإيرانية والعربية في كردستان وخطى على الخط السياسي الذي يدعم تلك الدول ولعب هذا النهج دورًا مهمًا في تقريب حزب العمال الكردستاني من الاشتراكيةالحقيقية كنهج نقدي.
وفي عملية تشكيل حزب العمال الكردستاني ،المنظمات التركية والكردية التي كانت لها روابط قوية مع الاتحاد السوفيتي ، كان لها طابع اجتماعي عنيف أيديولوجيًا ، ورفضت المسألة الكردية ، ونفت الوجود الكردي.
نعم،انتقادنا للنهج الاشتراكي الحقيقي أيديولوجيًا لوضعه مصالح الاتحاد السوفيتي فوق كل اعتبار ، لكن وجود الاتحاد السوفيتي ووجود "نظام اشتراكي" بشكل عام كان دائمًا يعتبر أمرًا مهمًا ومن ناحية نضالات الشعوب المضطهدة والتحرر الوطني ، كان الاتحاد السوفيتي منظمة سياسية ذات قيمة استراتيجية وهذا يعني أن النقد الذي تم توجيهه لم يكن سببًا لحزب العمال الكردستاني لإنكار وجود نظام اشتراكي حقيقي ، ولإنكار سلطته ، فإنه لم يأتي من العدم وعلى أساس النقد الأيديولوجي كانت هناك دائمًا علاقة سياسية مفتوحة أيضًا.
منذ خروج فكر الحزب لخارج البلاد في عام 1979 ، أتيحت للحزب فرصة لمعرفة المزيد عن النظام الاشتراكي ، والتنظيم الاشتراكي الحقيقي ، ومحاولة التواصل معه إلى حد ما ومنذ عام 1980 ، تم إجراء اتصالات مع بلغاريا وقوى أخرى تمثل اشتراكية حقيقية في الشرق الأوسط. كما كان داخل حركة التحرير الفلسطينية عدة منظمات التي لها صلة بالاتحاد السوفيتي تم وضع المزيد من الاتصالات وحاولنا العمل معًا لهذا لم يُنظر إلى علاقة تنظيم فلسطيني بالاتحاد السوفيتي على أنها علاقة سلبية، بل على العكس اعتُبرت إيجابية ، ورغم الانتقادات الأيديولوجية حاولنا الحفاظ على بناء علاقة سياسية.
في هذا السياق في عامي 1982 و 1987 دخلنا في مناقشات مع ممثلين للأشتراكية الحقيقية حتى يتمكن من التواصل أكثر؛ التقى القائد اوجلان مرتين مع ممثلي البلدان وعلى هذا الأساس ناقش وشارك بآرائه حول تطور الحركة الاشتراكية في العالم في سياق حل القضية الكردية وحزب العمال الكردستاني ولكن هذه الجهود لم تؤدي إلى مستوى كبير من التواصل والتحالف وللأسف الاشتراكية الحقيقية في أوائل التسعينيات فشلت بشكل مأساوي دون أن تنجح في النظام الاشتراكي الحقيقي.
من ناحية اخرى ، تمت ترجمة مرافعات القائد أوجلان ونشرها بلغات مختلفة ،وبالتالي تم نشر "أيديولوجية الحداثة الديمقراطية" على العمال والعاملين من ناحية أخرى ، على المستوى الدولي ، كانت هناك محاولة أولية في أوروبا لإطلاق نضال مشترك لإظهارالدعم وشملت هذه الجهود أيضًا النضالات من أجل الحرية الجسدية للقائد أوجلان ، ومنصات للنقاش حول النموذج الجديد للقائد أوجلان ، وانتقاد أوجه القصور في الاشتراكية الحقيقية والنضال المثمر ضد الحداثة الرأسمالية ، والجهود المبذولة لتعزيز الحركات اليسارية والاشتراكية .
المساهمة في النضال ضد داعش هو تطور في ثورة حرية غربي كردستان" روج افا" مساهمة كبيرة في تطوير الجهود الدولية وكلاهما لمناقشة تحقيق النموذج الجديد للقائد عبدالله اوجلان ، سواء من حيث المشاركة في الحرب ضد تنظيم داعش أحرزت تقدماً ملموساً ، ومن المعروف ان الشباب من الغرب ومن جميع انحاء العالم قدموا الى غرب كردستان روج افا وانضموا الى ثورة حرية الكرد ضد تنظيم داعش الإرهابي وكما حارب البعض منهم ببسالة واستشهدوا، وهكذا أصبحت ثورة روج افا ثورة الحرية ضد داعش وثورة مركزية عالمية ،وباتحاد نموذج القائد عبدالله اوجلان مع اتفاقيات حزب العمال الكردستاني الدولية.
وضد نظام العزلة والتعذيب في سجن ايمرالي تم تنظيم حملات من اجل الحرية الجسدية للقائد عبد الله اوجلان فقد ظهرت في العديد من أجزاء العالم الاربعة شخصيات ومثقفون وفنانون ومفكرون ونقابات وحركات والتي اعترفت بحزب العمال الكردستاني وبحرية الشعب الكردي ودعمها .
وفي هذا السياق هنالك اليوم مستوى من التواصل والتحالف في حملات النضال من اجل الحرية الجسدية للقائد عبد الله اوجلان وتصبح اليوم أكثر توحد، لا داعي لذكر الاسم هنا، لكن من إنكلترا إلى جنوب إفريقيا حزب العمال والكادحين اخذو دعماً قوياً من النقابات، وترتبط الحركات النسوية والبيئية الى حد ما بنضال حزب العمال الكردستاني.
وحزب العمال الكردستاني ليس لديه رؤية وفكر بأنشاء منظومة عالمية بسرعة فائقة ولا هيكل بيروقراطي ونهج كهذا غير موجود في واقع الحياة وليس هناك ازدواجية تطور الحركة، وبدلاُ من ذلك علينا تركيز الجهود على التنمية الفكرية أي الفهم الأيديولوجي وتبادل الآراء وعلى هذا الأساس يصبح هناك تطور في الحركة على دعم الاخوة والصداقة في النضال مهم وفي هذا السياق هناك علاقات قوية خاصة يتضح فيها مستوى حملات النضال التي تخوض من اجل حرية القائد عبدالله اوجلان.
وبلا شك من أجل الوصول لتمكين علاقات حزب العمال الكردستاني من الناحية الإيديولوجية و الاستراتيجية، لانضمامهم إلى صفوف النضال المشترك والتنظيم، فالمرحلة الحالية يمكن تقييمها كمرحلة البداية كما أنه يمكن تقييمها بمرحلة ضيقة أو منخفضة. لأن الوضع الحالي هو بهذا الشكل كما أنه بهذا الوضع يعتبر ايضا مرحلة مهمة. فدائماً يتقدم نحو الأمام . فإن الفهم والتنظيم والفعاليات تقام مع بعضها وغير منفصلة عن بعضها. حزب العمال الكردستاني يظهر إنه عندما يتم فصل هذه المواضيع عن بعضها خاطئ. ولهذا السبب في هذه المرحلة نادرًا ما يُنظر إليه على المسار الصحيح وهو أمر مهم. فهنا يحتاج الأمر أن يتم العمل عليه بشكل تنظيمي أكثر.
وبالأخص وضع الشعب الكردي،ومعنى وجود الشعب الكردي و النضال من أجل الحرية ،أن نظرية القائد أوجلان عن الحداثة الديمقراطية ونظام العزلة والتعذيب الذي اصبح له 24 عاماً مستمراً في إمرالي يجب ان تُفهم من أجل شعوب العالم، العمال، الكادحين، المرأة، الشبيبة، المثقفين و الفنانين، الثوريين والقوى الديمقراطية. لهذا السبب الوصول للإنسانية هو مسؤوليتنا وعاتق علينا. هذه مسؤولية حركتنا، فالمسؤولية الأساسية في عملنا هي الاتفاقيات والعلاقات الخارجية، فإلى حد ما يتم التنظيم والتنفيذ ولكن ليس كافياً.
ونحن نقييم وننتقد، نحن على أمل أن يتم تجاوز هذه النواقص، ضد نظام الحداثة الرأسمالية ،على أساس أن الكونفدرالية الديمقراطية تصبح بديلاً ، يتم إنشاء عالم ديمقراطي جديد وحياة حرة. جهودنا مبنية على هذا. نحن على أمل أن هذا سيحدث.
ما هي أسباب مقاربات بعض الأوساط في تركيا الذين يحاولون فقط الترويج للطابع القومي لحزب العمال الكردستاني؟
على مدى السنوات الخمسين الماضية، في تركيا ، بدراية أو دون دراية ، كانت هناك العديد من الأساليب المضللة في التعامل مع حزب العمال الكردستاني. من بينها هجمات متعمدة ومخططة ، كما يُنظر إليها على أنها هجمات عدائية فعلى سبيل المثال ، عندما لم يكن واقع حزب العمال الكردستاني واضحًا على هذا المستوى ولم يكن معروفًا للجميع ، جرت محاولة لربطه بالاستخبارات.
كان هناك من أظهر ذلك لليسار التركي و للحركات التي كانت تعمل باسم الكرد . وهكذا ، فتارة بالسر وتارة علانية كان يوشى على أن حزب العمال الكردستاني "حركة أنشأتها منظمات استخباراتية تركية أو تابعة للاستخبارات الأمريكية. كان لهذه الدعاية رغم أنها لم تكن بالمستوى المطلوب تأثير على المجتمع التركي والدوائرالاشتراكية اليسارية.
كان ينظر لحزب العمال الكردستاني على أنه مجرد حركة لاتعرف سوى الحرب والقتال كما يوصف به الشعب الكردي ولكن لدى معرفتهم بأن الحزب له ابعاد فكرية وذهنية عميقة وصاحب نظريات ، أدركوا حينها أنها حركة لايستهان بها بل حتى تتعداهم في الفكر والتنظيم إلى جانبه العلني العالي الدقة وبهذا الصدد قال القائد آبو:" لايمكننا تطبيق سوى 5 بالمئة مما نملك من أفكارنا ", كما أوضح : نواجه عراقيل في إدارة الأفكار العظيمة و تنفيذها."
وهذا كان عكس كل توقعاتهم, وهذه الافكار النظرية والفكرية العميقة نتيجة ظهورالقائد بحلة جديدة , بعيداً عن التصورات الضيقة والمتراخية ، ولدى معرفتهم بحزب العمال الكردستاني والجانب النظري لدى القائد, أدركوا أنه عليهم ترك كل مقارباتهم القديمة تجاه الحزب.
كانت هناك مقاربات لاتريد سوى أن ترى الجانب القومي في حزب العمال الكردستاني ويغضون النظرعن الجانب الاجتماعي والثقافي والسياسي, والحقيقة كان توجد في إحدى مراحل الحزب هذه المقاربة , بحكم تأسيسه على الاشتراكية الواقعية, ما سبب تقديم القومية على كل شيء, لكن النظرة الخاطئة هي كانت في الاشتراكية الواعية في تركيا وكردستان التي كانت تنكر على الدوام القضية القومية لدى الكرد وتنتقدها.
على هذا الأساس، فإن الحقيقة التي تحدد حزب العمال الكردستاني هي أنه حدد مسألة القومية الكردية بشكل صحيح، بالإضافة إلى النضال القائم على الحرية الوطنية، فقد أدخل أيضًا مقاربات أيديولوجية للحل.
لقد انتقد القائد آبو نهج اليسار التركي تجاه الدولة والثورة والحزب في 1971-1972 وأسلوب نضاله,لكن انتقاده الرئيسي كان مقاربة المسألة الكردية وتطور حركة الحرية الوطنية الكردية,لذلك كان الإجراء الأول هو المعيار الوطني,وهكذا تم تعريف حزب العمال الكردستاني, إلا أنه و بعد ذلك تغير هذا الوضع في عدة نواح، على الرغم من التعبير عن فكرة جديدة في البداية في تعريف المسألة القومية الكردية، كان هناك أيضًا جانب أيديولوجي ينتقد مقاربات الاشتراكية الواقعية التي تضع مصالح الدولة قبل المبادئ الأيديولوجية.,كان هناك مثل هذا التحالف داخل حزب العمال الكردستاني نفسه.
لكن من كان يدور في فلك الاشتراكية اليسارية في تركيا وكردستان، كانوا يرون انهم على حق كانت وفي صراع أيديولوجي مستمر مع حزب العمال الكردستاني ، فضلوا النظر إلى حركات المعارضة على أنها حركة أحادية وقومية، من هذا المنطلق أرادوا استخدام هذه الحجة كوسيلة لمحاربة الحزب, وهكذا تم تصويرعلى أنه حركة قومية متشددة ، وإبعاده عن اليسار الأشتراكي , لقد حاولوا قمع الحزب والنأي بأنفسهم عن الحركة الاشتراكية اليسارية. لذلك أرادوا سد الطريق أمام إقامة الحزب علاقاته واتفاقاته الخارجية وإبقاء الكرد وثوار الكرد في فلك تنظيمهم.
في الواقع ، بدلاً من رؤية الحقيقة، أدت بعض المخاوف التنظيمية والمصالح إلى عكس الظروف,لكن في المقام الأول ظهر حزب العمال الكردستاني كحركة تنتقد جانب الاشتراكية الواقعية التي لم تهتم بالمبادئ الأيديولوجية. كما انتقد إلى حد ما التوجهات الأيديولوجية للحركة الثورية الاشتراكية في تركيا ، وخاصة أسباب فشلها في مواجهة الانقلاب العسكري في 12 مارس 1971. ومن اجل بناء حركة قوية وصامدة يتوجب التخلص من الاسباب الإيديولوجية التي ادت إلى فشل تلك الحركة, وبالتالي العمل على أساسها ومن خلال النقد الذاتي،اكتسبت دروس هذه المقاومة العظيمة ضد انقلاب 12 آذار وساهمت في تشكيل حزب العمال الكردستاني. وقد أدى ذلك إلى تطويره بشكل أكثر دقة وقوة ، من الناحيتين النظرية والعملية.
بالطبع في الآونة الأخيرة ظهرت جوانب حزب العمال الكردستاني التي تعتبره نضالاً اجتماعيًا. على سبيل المثال ، تعتبر ثورة تحرير المرأة ، الخط الأيديولوجي الذي بدأ وطور هذه الثورة ، والرؤى النظرية، والعقلية الذكورية المهيمنة، وانتقادات الأسرة والحياة التي طورها النظام الحاكم والدولة، تجلت عن ظرف غاية في الأهمية ، وكان النهج البيئي نهجًا أيديولوجيًا عميقًا وهامًا للغاية. كما انتقد المقاربات الضيقة وقصيرة النظر للاشتراكية الواقعية التي لا ترى الواقع التاريخي للمجتمع من جميع جوانبه. وهكذا كان حزب العمال الكردستاني قادرًا في البداية على تحويل وتطوير مقياس حركة الحرية الاجتماعية ، قادرًا ومن خلال أساليب مختلفة في التفكير والممارسة على تشكيل طرق جديدة نحو الحرية.
لاشك هذه التفاصيل تظهر الآن حزب العمال الكردستاني كحركة قوية موحدة نظريًا وعمليًا ، وهي حركة تخلق وتجدد على الدوام اساليب في النضال,وعليه فأن كل من يرى أن حزب العمال الكردستاني ليس على حق في نضاله, فأنهم ورغم تعدد أساليب حربهم ومخططاتهم ضد الحزب, فنتيجتهم هي الخسارة الحتمية في كل الأوقات وعلى المدى الطويل.
منذ بداية حزب العمال الكردستاني حتى الآن، كان للقائد آبو جهوداً كثيرة في التواصل وإقامة علاقات مع الأوساط اليسارية والاشتراكية في تركيا. لماذا لا يتحقق هذا الاتحاد بشكل كامل ، ما هي العوائق؟
كان حزب العمال الكردستاني حركة انبثقت من داخل الحركة الثورية في تركيا،وتطوروابتعد عنها، وأصبح قويا وأحرز تقدمًا, ظهر القائد آبو وسط مقاومة ثورية ضد الانقلاب العسكري الفاشي في 12 مارس 1971. استعدت الكوادر التي يتألف منها حزب العمال الكردستاني بنيران هذه المقاومة وأصبحوا من المؤيدين للثورة. أظهروا اهتماما بالنضال اليساري الاشتراكي. عندما دخلوا في صراع كهذا ورأوا حقيقة النضال ، اجتمعوا حول القائد آبو وشكلوا مكان ولادة ونواة الحركة الأبوجية, حيث وصف القائد أبو تلك المرحلة على النحو التالي: " لقد مر الانقلاب من أمام أنفي ، لم أكن بعد مناضلاً لاتخاذ إجراء بطريقة منظمة ، لكنني وصلت إلى مستوى فعال ودائم لمساندة حزب التحرير الشعبي - الجبهة التركية THKP-C." وبهذا المعنى فإن حزب العمال الكردستاني هو أحد تلك الجماعات الثورية التي تشكلت في المقاومة ضد انقلاب 12 مارس 1971,و حركة تقوم على تلك المقاومة وهي جزء من حركة ثورية تحارب الدكتاتورية الفاشية - الأوليغارشية التي تسعى إلى تغيير تركيا. لقد ظهر القائد آبو في مثل هذه البيئة وأصبح حقيقة واقعة, قائد يدرك بعمق ويشعر بالمقاومة ويشارك فيها وظهر على هذا الأساس ، كما تحدث القائد آبو عن ذلك دائمًا بكل اعتزاز وافتخار، مشيرًا إلى أن ظهوره هو استكمال مسيرة ماهر جايان والسعي لتحقيق أحلامهم, ها هو واقع وحقيقة الحزب وعليه يتوجب أن يفهم بهذا المنحى.
في هذا السياق هو جزء من الحركة الثورية الاشتراكية في تركيا. لقد تحول الأمر بهذه الطريقة منذ البداية وحافظ على هذه الماهية, ومن هنا كان من المهم أن يتحول الكرد اإلى حركة أممية ويناضلوا في سبيل ذلك, حتى أصبح حزب كردياً وناضل في كردستان, فالحزب ساهم في تدريب الكرد وتنظيمهم واشراكهم في النضال من أجل الحرية, وكان الحزب ينظر إلى ذلك بأنها استراتيجية الثورة الديمقراطية التركية والحركة الثورية, وناضل ضد نظام الدولة التي قامت بالمذابح والمجازر والقمع في تركيا.
بمعنى آخر كان عدو الشعب الكردي والتركي واحد ، وأهدافهم مشتركة. فقط التنظيم وأسس النضال كانت مختلفة. كانت الحركة الثورية في تركيا تنظم نفسها وتكافح في مجالات المجتمع التركي. من ناحية أخرى ، كان حزب العمال الكردستاني قائمًا على المجتمع الكردي ، منظمًا ويقاتل في كردستان. كان الاختلاف على النحو التالي. كان هذا هو نهج القائد آبو منذ البداية. لم ينظر إليهم كما لو كانوا في صراع مع بعضهم البعض. كان تنظيم ونضال المجتمع الكردي من أجل الحرية الوطنية والاجتماعية ينظر إليه في هيكل لا يتعارض مع نضال الثورة الديمقراطية للشعب التركي، وعليه ما كان ينظر إليهما على أنهما متناقضان بل مشتركان في النضال وعلى هذا الأساس ناضلواو بذلت جهود كبيرة بعد انقلاب 12 مارس ، قام القائد آبو ومجموعة من الأبوجيين بدور نشط ورائد في إعادة تنظيم حركة الشباب الثوري التركي وتولى القائد آبو منصبًا قياديًا في إنشاء جمعية أنقرة الديمقراطية للتعليم العالي وشغل الرفيق حقي قرار مكانًا في الإدارة , هذه المجموعة الأبوجية كانت أكثر المجموعات التي ساهمت في تنظيم الشبيبة الثورية التركية.
من ناحية ، كانت هناك مجموعة أبوجية، نظمت نفسها كمجموعة أيديولوجية ثورية من الشباب الكردي ، ولكن من ناحية أخرى، كان هناك تصور للتنظيم المشترك لحركة الشباب الثوري التركي. لم يُنظر إلى التنظيم المشترك بين منظمة الشباب الكردية الثورية والحركة الثورية التركية على أنهما حركات متعارضة ومتضاربة ، بل كانتا حركات يمكن أن تتطور وتتشارك معًا.
مرة أخرى بعد الانقلاب الفاشي العسكري عام 1980، ومن أجل تطوير مقاومة مشتركة ونضال مشترك ضد الفاشية ، تولى القائد آبو وحزب العمال الكردستاني زمام المبادرة في تنظيم جبهة المقاومة الموحدة ضد الفاشية. وقد جرت في أكثر المستويات نشاطًا من أجل تطوير مقاومة ديمقراطية ومناهضة للفاشية في تركيا وكردستان ضد الانقلاب الفاشي في 12 سبتمبر, وكان للقائد ومن خلال تطوره من الجانب النظري والعملي الجهد الأكبر.
الآن لماذا لم تنجح هذه الجهود بشكل كامل ، ولم تعد إلى التطبيق، ولم تستمر طويلاً؟ ما هي العوائق أمام ذلك؟
على الرغم من أن هذه الأسئلة قد تمت مناقشتها والإجابة عليها عدة مرات لفترة طويلة ، إلا أن الأسئلة مهمة. بصفتي شخصًا مطلعًا على الوضع في هذا المجال ، يمكنني أن أقول ما يلي: لم تكن هناك أوجه قصور أو أخطاء كبيرة للقائد آبو وحزب العمال الكردستاني. قد تكون الأخطاء ارتكبت في الممارسة, ربما لم يكونوا نشيطين في ذلك الوقت ، أو قادرين على التعبير عن أنفسهم بشكل جيد ، أو لم يكونوا قادرين على التصرف بشكل منظم تمامًا ، ولكن من حيث الإدراك والتنفيذ العملي، لم يحصل ما كان يتوقع في إضعاف تلك الوحدة, والنضال المشترك,أو الخروج منه, أو البقاء في منطقة الحياد, إطلاقاً لم يحصل ذلك.
دائمًا النضال والتنظيم المشترك مهم, يمكنني التعبير عن هذا بوضوح. في هذا السياق ، كانت هناك بعض الانتقادات لحزب العمال الكردستاني ، لكنها لم تكن صحيحة ولم تعكس الحقيقة. كانت تستوجب التقييم أكثر من تكرارها. وبهذا المعنى ، فإن العقبة الرئيسية أمام عملية الوحدة، وعدم وجود حركات ثورية تركية وكردية في تنظيم مشترك وعالي المستوى ، وتطوير نضال مشترك، للأسس المؤخوذة من أفكار وأساليب الحركة الأشتراكية في تركيا بالمجمل، كانت هناك آثار للشوفينية عليها ,نحن نسمي هذه بالشوفينية الاجتماعية. هناك مقاربات تنكر الواقع الكردي ووجود الكرد والنضال الكردي في سبيل الحرية. يقال شيء من هذا القبيل عن الحركة الكمالية زُعم أن مصطفى كمال قال: "إذا كانت هناك حاجة للشيوعية في هذا البلد، فسنحققها". والآن قالت الحركة الاشتراكية التركية أيضًا: "إذا تحققت حرية الكرد، فنحن من سيحققها". هذا أيضًا نوع من إنكار الكرد ، تحجيمهم, وعدم وضعهم بالحسبان, وهو نهج "لا يمكنك فعل أي شيء ، إذا كنت بحاجة إلى شيء ، فنحن فقط من يستطيع تقديمه لك ". هذه هي الشوفينية الأساسية والشوفينية الاجتماعية,لم تستطع الحركة الاشتراكية اليسارية في تركيا أن تنقذ نفسها منه, كما لا يمكنها فهم المعنى العميق لهذا, أو رؤية مخاطرها.
لقد تجلت تلك الشوفينية القومية المستفحلة دائمًا بطرق مختلفة من حيث الأسلوب ، تجنب صراعًا مشتركًا. كانت مواقف الطبقات الحاكمة وإدارة الدولة تسعى على الدوام لتحجيم دور الكرد وتصويرهم على أنهم خطر دائم, وجعلوا من الكرد مهرباً من سلطة الدولة وضغوطاتها على أساس مصالح ومنفعات , وقولهم إذا كان قمع فليكن على الكرد, لا نريد أن نكون فريسة أو هدف لتلك السلطة.
من ناحية أخرى ، كان له مقاربة من رؤية بعيدة المدى ,فعلى سبيل المثال ، ماذا حدث عندما أستولت الدولة على جمعية التعليم العالي الديمقراطي في تركيا واستبدالها بنظام آخر وظهرت فقط منظمة شبابية تحت قيادة مجموعة الطريق الثوري (دفرمجي يول) لقد سادت دائما المقاربة المناهضة للديمقراطية المتمثلة في "نحن كثيرون ، جموعنا كثيرة ، سنتخذ جميع القرارات ، وسنكون القيادة ، وانتم مجبرون على الانضمام إلينا". أولئك الذين كانوا أقوياء في حركة اليسار التركي أظهروا نهجا مماثلا. في وقت لم يكن هذا ديمقراطيا. فأن الديمقراطية الحقيقية تحترم الأقليات , تمنحهم المكان, ليكونوا معهم , لكن الأمر كان مغاير تماماً.
وفي بلد كتركيا فيه تنوع جغرافي وسكاني, فأنه لا مكان للديمقراطية والحرية إذا كان هناك ولاء بالتفرد وعدم التنوع وهذا ما ينطبق على الكرد والحركات الاشتراكية اليسارية في تركيا.
كسبب أخير يجب أن نذكر الانتهازية, ففي الواقع ، كان ظهور ماهر ودينيز وإبراهيم انطلاقة تاريخية عظيمة وانطلاقة شجاعة وبطولية, ومحط فخراً بأنه في تركيا ظهرت هذه الحركة الثورية, لكنهم تعرضوا للقمع والتعذيب والقتل بوحشية, تم إعدام دينيز ، كما تم تصوير تلك المشاهد ونشرها بين المجتمع, استشهد ماهر جيان ورفاقه بوحشية على يد الجيش التركي أمام الجميع. إبراهيم كايباكايا تعرض للتعذيب حتى الموت. لتخويف المجتمع ، النساء ، الشباب ، الثوار ارادو إرسال رسالة مفادها "أولئك الذين يتصرفون بهذه الطريقة عقوبتهم ستكون هكذا" ولايمكن أن تلك الأساليب لم يكن لها تأثير, خلال انقلاب 12 مارس على وجه الخصوص ، تم تطوير حرب خاصة لأول مرة. تم اعتقال وتعذيب المئات من الشباب المناضلين الثوار, لا أحد يمكنه أنكار أنها لم تترك مشاعر الخوف في النفوس وقتها.
تعلم القائد آبو من هذه الدروس وتصور طريقة لتجنب ارتكاب الأخطاء في كردستان وتطوير عمل حقيقي ونضال. هذا النهج وأسلوب النضال أدى إلى النجاح وأثناء خوض الصراع ضد الفاشيين في سنوات1975 و 1980، وعندما وقع انقلاب 12 سبتمبر 1980 ، كان لابد من انتهاج نهج القائد لكن ساد وقتها الخوف والذعر والتراجع عن الحرب الثورية بين الحركات الاشتراكية التركية وسادت الانتهازية أجبروا وقتها على شن حرب كريلا ناجحة ضد انقلاب 12 سبتمبر.
كان يجب أن يكون الجميع أتباع ذلك الأسلوب الثوري, قام حزب العمال الكردستاني بمحاولات عديدة منها وكان ريادياً في ذلك , وقد عبرت الجبهة المتحدة للمقاومة ضد الفاشية عن ذلك بشكل كامل ، كما طور فرع كردستان من هذه الجبهة مقاومة حرب الكريلا على أساس قفزة 15 آب, كان هذا أساسًا قويًا للغاية,على سبيل المثال ، يمكن أن تتطور هذه المقاومة في تركيا حيث تمكن الفرع التركي أيضًا من تحقيق مالم تستطع تحقيقها وذلك عبر حرب الكريلا في 1971-1972. كان من الممكن هزيمة هذه العقلية والسياسة الفاشية - الإبادة الجماعية من خلال تطوير حركة حرب كريلا واسعة النطاق في تركيا.
لو حدث ذلك لانهارت الفاشية التركية في 1990 بدلا من انهيارالاشتراكية المشيدة ولتفكك الناتو وهُزمت قوى الهيمنة الرأسمالية , وتم اعادة بناء روسيا من جديد .
بطبيعة الحال، فإن نموذج السلطة والدولة ، كانت ستنهار لولا اعتماد القوى الثورية في مساعيها على بناء الدولة على أساس السلطة وتحقيق الديمقراطية والحرية من خلال وسائل الضغط لذلك انهارت وانهارت معها الاشتراكية, ومن المهم التخلص من تلك الذهنية أي ذهنية السلطة والدولة تحت مسمى الديمقراطية.
وهذا ينطبق على الحركات الثورية في تركيا فما كانت ستفشل الثورة الكبرى في 1970 لو أنها تخلصت من الشوفينية الاجتماعية, وهنا تحتاج لمتابعة وتمحيص دقيقين لتجاوزها.
من ناحية أخرى، هناك حقيقة حركة الثورة المتحدة للشعوب والتي أنتم ومن خلالها تلتقون مع الحركات الثورية التركية, برأيكم هل تتأملون ومنذ نشوء تلك الحركة أن تجلب وتخلق ثورة معها ؟ بهذا المعنى ، كيف يمكن تحديد مهام حركة الثورة المتحدة للشعوب وماهي النتائج المرجوة منها؟
منذ مارس 2016 ، شكلنا تحالفًا جديدًا مع بعض المنظمات الثورية في تركيا تحت اسم "حركة الثورة المتحدة للشعوب" وهو استمرار لتجارب توحيد للحركات الصورية وهذا ما يتباه حزب العمال الكردستاني والذي يسعى ومن خلالها للوصول بتركيا إلى الحرية والديمقراطية حيث يجد الشباب والمرأة نفسهما فيها, حتى وأن لم تحصل نتائج ملموسة فإن حزب العمال الكردستاني سيسعى لتحقيقها ,وهذا أمر استراتيجي وليس مرحلي أو سياسي.
ما هي الظروف التي أدت إلى ظهور حركة الثورة المتحدة للشعوب ؟ كيف تختلف عن غيرها؟ لماذا طال عمر ظهورها ؟
إنه الآن في عامه السادس ,هذا مهم, فالمنظمات الثورية في تركيا وكردستان لا يمكن أن تبقى في مثل هذا التحالف الطويل, حتى الحركة الثورية التركية لم تستطع تطوير مثل هذا التحالف طويل الأمد وهذه المرة الأولى التي يحدث فيها هكذا تحول, في الواقع، يعتمد هذا أيضًا على شروط وأحكام وتأسيس هذه الحركة الثورية, في هذه المرحلة يمكنني التركيز على عاملين: الأول هو التغيير في النهج تجاه القضية الكردية ,حيث نقلت التنظيمات ضمن حركة الثورة المتحدة للشعوب مواقف ومقاربات جديدة فيما يخص القضية الكردية.
بالطبع هم يفكرون أيضًا تمامًا مثل حزب العمال الكردستاني ، لا يمكننا القول بإنهم وصلوا إلى موقف أيديولوجي مشترك في كل مجال, إذا كان الأمر كذلك ، فبالإمكان أيضا تغيير نهج ومستوى التوافقات, لكن يمكننا القول إنها وصلت إلى خط تجاوز الشوفينية الاجتماعية في قضاياها الجوهرية وتقترب من النضال من أجل وجود وحرية الكرد بطريقة إيجابية وصادقة. لقد تم تطوير خط لا ينفي وجود الشعب الكردي ، ويعتبر تنظيم وإدارة نضاله من أجل الحرية والديمقراطية ضروريين ، وهذا دليل على أنهم قطعوا أشواطاً في التغيير والنضال.
الحقيقة تم تقليص هذه الآثار الاجتماعية الشوفينية وتجاوزها ، لكن لم يتم التغلب بعد على آثار الاشتراكية المشيدة. لذلك ، لم يكن هناك اتفاق كامل حول كيفية عيش الحرية وممارستها في التنظيم والممارسة ولم يتم حل كل شيء ؛ لكن يمكننا القول أن ما هو مطلوب للنضال المشترك وهناك تقدم كبير. لو لم يكن الأمر كذلك ، لما كان هذا الاتحاد ممكنًا ولم يستمر حتى ست سنوات. هذا مقياس مفاهيم مهم تعتمد عليه حركة الثورة المتحدة للشعوب.
القضية الثانية سياسية ,لوضع خطة الإستسلام ، تحالفت فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية ، وينتيجتها حصلت الهجمات التي استهدفت القضاء على الوجود الكردي وحريته في شخص حزب العمال الكردستاني, بالطبع هذا ليس هجوما سهلا. إنه يعبر عن هجوم سياسي وعسكري له مغزى تاريخي واسع للغاية وأيديولوجي عميق ,يجب أن نرى كيف أن المقاربة السياسية العسكرية من أجل إبادة الكرد تشكل تهديدًا كبيرًا لتركيا، ولمصير وجود الشعب التركي إيضاً ، وخطر على وصول العمال والكادحين إلى حياة حرة وديمقراطية. يجب أن يُرى ويفهم كيف أن العقلية والسياسة التي تسعى إلى إنهاء الكرد في تركيا تعني القمع والإرهاب والديكتاتورية الفاشية.
وهذا ينطبق على أن ترى المنظمات الثورية التي تتألف منها حركة الثورة المتحدة للشعوب هذه المخاطرعلى مستقبل تركيا والشباب والمرأة والعمال وهنا من الضروري التحالف مع حزب العمال الكردستاني والذي يسعى للتحالف بدوره مع المنظمات الثورية التركية للاطاحة بفاشية العدالة والتنمية والحركة القومية.
معلوم أنه ولدى النظر إليها فاننا نجد في حركة الثورة المتحدة للشعوب على أنها اتحاد ثوري ، تحالف للقيام بثورة ديمقراطية مناهضة للفاشية لمنع الإبادة الجماعية ضد الكرد, ولبناء منظومة ثورية مناهضة للفاشية والديكتاتورية في تركيا وهذه كانت تقييمات تلك الحركة الثورية في الجانبين السياسي والعسكري ويمكن تطويرها في كافة الصعد.
انطلاقاً من هذا التوضيح, هل وصل هذا الاتحاد الثوري للاكتفاء والكتمال أم لا, كيف حصل تطوره و نتائجه ؟
كان هناك تقييمات على الدوام في هذا الاتحاد الثوري, والوقوف عند تصحيح مساره على مدى أعوامه الستة, حيث كانت هناك انجازات كبيرة في مسار المقاومة.
يجب أن يعلم الجميع أن القوة الوحيدة في تركيا وكردستان التي تقاوم وتحارب فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وتضرب الفاشية باللغة التي تفهمها الفاشية هي الحركة الشعبية الثورية المتحدة. حيث نفذت مقاومات بطولية وفق مبدأ الحرب الثورية, في الجبال والمدن,امتدت من البحر الأسود حتى اسطنبول وأزمير, واستشهد العشرات من المقاتلين الأبطال في هذه الحركة الثورية التي يقودها حزبنا حيث قدم الآلاف الشهداء تضحيات عظيمة ويجب إدراك هذه الحقيقة والتعمق في معانيها.
لم تتخلى الحركة الشعبية الثورية المتحدة عن خط المقاومة , وهذا الخط يمثل تركيا ديمقراطية ضد الفاشية.
بالطبع هناك قوى تقود النضال الديموقراطي, و تجدر الإشارة إلى أن وجود السياسة الديمقراطية تعتمد كليًا على وجود المقاومة الثورية وبدونها، لن يبقى شيء في تركيا اسمه السياسة الديمقراطية. إلا أن هناك ما يكفي من الحركة السياسية الديمقراطية لخلق بديل لفاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية, يجب أن نراها ونفهمها. يجب أن ندرك أن هذه البيئة سياسية أوجدها كفاح الحركة الشعبية الثورية المتحدة, وعليه فأنها تتحمل مسؤوليات كبيرة, حيث أنها تقود النضال السياسي, ويجب مراعاة ذلك من خلال التقييم العميق لما تقدمه.
من ناحية أخرى ، كان عمر كل من جمعية التعليم العالي الديمقراطي في تركيا والجبهة المتحدة للمقاومة ضد الفاشية قصير ، ولم تستمر حتى لو لسنة واحدة, أما حركة الثورة المتحدة للشعوب لازالت مستمرة في المقاومة منذ 6 سنوات, وهذا يعني ان هناك اتفاق بعيد المدى, ودليل على اتفاق ثوري متين, ومن خلال تعزيز العلاقات والنقاشات الثورية يمكننا التخلص من الضغوط الثقيلة , وبهذا المستوى يمكن الانتصار على فاشية العدالة والتنمية والحركة القومية, ومن هنا رفعت راية جديدة في النضال الثوري الذي يفتح ذراعيه للجميع ويثبت أن هناك حركة ثورية من خلال حركة الثورة المتحدة للشعوب يمكنها خلق وجلب الانتصارات.
وهنا لابد من التطرق لوجود بعض النواقص والانتقادات في مسار حركة الثورة المتحدة للشعوب والتي لايمكن انكارها في سبيل توسيع نضالها بين الشعوب في تركيا واحتواء قوة اخرى رغم وجود ظروف مناسبة, كل نقاط هذه الخلل نناقشها كقوة مشاركة في هذه الحركة والوقوف عليها لحلها حيث نقدم نقدنا الذاتي امام تلك النواقص.
ويجب أيضا العمل أكثر لالحاق الهزائم بالفاشية في تركيا , حيث أن حركة الثورة المتحدة للشعوب لم تستطع تقديم المأمول منه في الجانب الثوري من الناحية الاجتماعية والسياسية من اجل دمقرطة تركيا وكردستان, واقتصرت المقاومة فقط على مقاتلي الكريلا وبطولاتهم,
جميع ما ذكرهي مهامنا الرئيسية التي يجب علينا تطويرها في هذه المرحلة , و نعتقد أنه قد تم إرساء الأساس لتحقيق ذلك. وُضعت قاعدتها ، وكُشفت خطوطها ، ورفعت راية حركة الثورة المتحدة للشعوب , وما تبقى هو التركيز على التدريب, والتنظيم, والتطبيق العملي لتلك الأسس, وسيتم تطبيقها من قبل الثواروالتنظيم.
ولاننسى أن هناك هجمات من قبل العدو ضد هذه الحركة الثورية , كما أن فاشية العدالة والتنمية والحركة القومية هي الأكثرتوجساً من هذه الحركة الثورية, حيث أنها حاربت حزب الشعوب الديمقراطي, حركات الشبيبة والمرأة , واعتقلت عشرات الآلاف, ومارسة التعذيب في المعتقلات, كلها هجمات ضد حركة الثورة المتحدة للشعوب التي قامت بعمليات نوعية ضد الفاشية في القرى والمدن, حيث اعتبرت سلطات الفاشية الانتساب لهذه الحركة جريمة كبرى وحشدت كامل قواتها لمحاربة وتدمير هذه الحركة التي قدمت عشرات الشهداء , والزج بالكثير في المعتقلات, بسبب عدم التخطيط للتوقيت المناسب لعملياتها, حيث حشدت الفاشية كامل قواتها لايقاف تلك العمليات.
في الوقت الحالي هناك هجمات والكثير من العراقيل في تركيا وكردستان والتي سوف نتغلب عليها, حيث هجوم الاحتلال التركي على مناطق الدفاع المشروع, في مسعى لاحتلال منطقة زاب وافاشين, بالاضافة للهجمات على شنكال وروجافا, في تركيا وشمال كردستان يوجد على الدوام هجمات مستمرة واعتقالات, وعمليات تعذيب قاسية, فالفاشية لدى العدالة والتنمية والحركة القومية متوحدة في هذه الهجمات.
وهنا كحركة الثورة المتحدة للشعوب في تركيا وشمال كردستان على الكادحين, والعمال , القيام يمسؤولياتهم وتصعيد العمل الثوري, والتدريب والتنظيم,والعمل لمواجهة فاشية العدالة والتنمية والحركة القومية,واعلان النفير والانضمام للحركة وتطبيق مبدأ حرب الشعب الثورية.
حتما تسعى الفاشية التركية وبمحاولة أخيرة إلى انهاء الكريلا من خلال هجماته على منطقة زاب وافاشين إلى محاصرة الكريلا , أنها أخر محاولاتها, والكريلا بدورها تقاوم , الشعب يقاوم, وهنا يتوجب على الأقل توسيع رقعة المقاومة في كامل تركيا, فعندما تحاول مستمية الفاشية التركية على إطالة عمردكتاتوريتها وسلطتها من خلال هجماتها الواسعة على روجافا وشنكال ومحاولات كسر إرادة المقاومة, يتوجب علينا نحن أيضاً توسيع رقعة المقاومة الثورية وقيادتها في الجبال والسهول, والمدن التركية, وأن نجعل كافة المجالات الاقتصادية والسياسية, والعسكرية أهداف في نصب أعيننا, وتوسيع رقعة الحرب والمعارك, وضرب العدو في مكامن ضعفه, من كل الجوانب في الداخل والخارج, وهذا هو السبيل الوحيد للقضاء على الفاشية, وهذه هي واجبات حركة الثورة المتحدة للشعوب, من خلال ضم الشبيبة والمرأة ضمن صفوفها, وتوسيع رقعة المقاومة في المدن, وعلى المقاومين في هذه الحركة مواصلة الهجمات تلوى الهجمات ضد العدو, ولدى محاولة الفاشية التركية إغلاق جبهة المقاومة في آفاشين و وزاب وانهاء الكريلا, يتوجب على حركة الثورة المتحدة للشعوب استهداف جميع المدن التركية من اسطنبول حتى أزمير, من البحر الأسود حتى جوكروفيا حتى أنقرة, وتحويلها جميعاً لجبهات مقاومة ثورية, ومن حيث لاتحتسب الفاشية يجب ضربها وتحويل العام 2022 , لعام سقوط فاشية العدالة والتنمية والحركة القومية, وهذا قرارنا, من الآن فصاعداً حركة الثورة المتحدة للشعوب ستجتاز العراقيل والنواقص, من خلال تلبية هذا النداء,واجتياز ماتم النقد عليه, ولديها الإرادة الكافية لفعل ذلك, وفي الوقت القريب ستحول كل مكان إلى ساحة مقاومة, وعمليات فعالة توجهها صوب الفاشية مؤكدة ومصرة على اسقاطها.