المؤتمر الوطني الكردستاني: تشكيل لجنة تحضيرية لكونفرانس روج آفا- غرب كردستان

توصلت الأحزاب والشخصيات السياسية الكردية إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني، في اجتماعها المنعقد اليوم الخميس 8 آب، في إطار مبادرة المؤتمر الوطني الكردستاني في روج آفا، إلى ضرورة عقد كونفرانس يمثل الشعب الكردي في روج آفا- غرب كردستان.

وعقدت الأحزاب السياسية الكردية و مؤسسات المجتمع المدني اجتماعاً في دائرة العلاقات الخارجية في قامشلو، تلبية للمطالب الجماهيرية الداعية إلى توحيد الصف الكردي واتخاذ موقف مشترك حيال التهديدات التركية التي تهدد الوجود الكردي، في إطار المبادرة التي أطلقها المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) في روج آفا، من أجل توحيد وجهات النظر ما بين الكتل الكردستانية والوصول إلى مرجعية سياسية كردية قادرة على تمثيل الكرد وحماية مكاسبهم.

وجاء انعقاد هذا الاجتماع في الوقت الذي يتعرض فيه الوجود الكردي للتهديد المباشر من قبل دولة الاحتلال التركي، حيث تستمر هجمات جيش الاحتلال على جنوب كردستان في محاولة القضاء على حركة الحرية، وتصعيد الدولة التركية لتهديدها على روج آفا- غرب كردستان.

وقالت عضو المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) عبير حصاف: " في الحقيقة هناك تهديدات شاملة تستهدف الوجود الكردي في الأجزاء الأربعة من كردستان، ولا تقتصر هذه التهديدات التي تطلق من قبل الدولة التركية بقيادة حكومة العدالة والتنمية على روج آفا فقط، حيث شهدنا المأساة التي جرت في عفرين من قبل دولة الاحتلال التركي، وكذلك الهجمات التي تشنها على جنوب كردستان بهدف احتلال أراضيها".

وأشارت حصاف إلى أن هذه التهديدات تستدعي اتخاذ موقف كردي موحد، ويكون انعقاد مؤتمر وطني كردستاني ضرورة ملحاحة ، من أجل القدرة على ردع المخاطر التي يتعرض لها الكرد وتمثيل الإرادة الكردستانية والموقف الكردي.

ونوقش في الاجتماع الذي ضم 28 حزباً سياسياً ومؤسسات المجتمع المدني، آلية تشكيل اللجنة التحضيرية للكونفرانس ومسودة النظام الداخلي والوثيقة السياسية التي ستقدم للكونفرانس.

وأعرب الباحث الآثاري، الدكتور سليمان إلياس عن ارتياحه للجهود المبذولة لعقد كونفرانس يمثل الكرد في روج آفا، وقال " تدور النقاشات في هذا الاجتماع حول الاستعدادات لعقد كونفرانس يمثل الكرد في روج آفاي كردستان، وتوصلنا إلى الآن لتشكيل اللجنة التحضيرية للكونفراس، إضافة إلى مناقشة مسودة الوثيقة السياسية المكونة من 25 بنداً، والتي ستقدم إلى الكونفرانس لأجل مناقشتها وإقرارها|".

وأضاف إلياس في سياق حديثه عن تكوين هذا الكونفرانس، وقال " هذا الكونفرانس سيضم إلى جانب الأحزاب السياسية، العديد من مؤسسات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات".

واستمر الاجتماع ما يقارب الأربعة ساعات، حيث كانت الأجواء إيجابية مقارنة مع التوتر الذي يسود المنطقة بشكل عام.

وتحدث عضو الهيئة الإدارية للمؤتمر الوطني الكردستاني، الدكتور عبد الكريم عمر، عن مصيرية المرحلة التي يعيشها الكرد، وقال " إن منطقة الشرق الأوسط تمر في مرحلة حساسة جداً، وعلى ما يبدو أن هذه المنطقة مقبلة على إعادة هيكلة وفق ظروف الحرب العالمية الثالثة التي نعيشها، والتي من الممكن أن تشكل سوريا مركزها، وقد بذل الكرد على مر سنوات الثورة التي نعيشها في روج آفا الكثير من التضحيات وحققنا استحقاقات ومكاسب عديدة، ولذلك ارتأينا نحن في (KNK) أن من واجبنا حماية هذه الانجازات والاستحقاقات التي حصلناها بفضل دماء الشهداء من ابناء وبنات شعبنا، و توحيد الصف والموقف الكردي في إطار المؤتمر الوطني الكردستاني".

ونوه عمر من جانبه إلى المحاولات والمبادرات التي أطلقوها في هذا السياق قائلاً " حاولنا كثيراً وأطلقنا العديد من المبادرات للوصول إلى صيغة مشتركة ما بين الأحزاب السياسية الكردية، ولكنها مع الأسف إلى الآن لم نفلح في ذلك، وأعتقد أنه لو كان بالإمكان التوصل إلى وحدة الكلمة الكردية والموقف الكردي في وقت سابق، كان ممكناً أن نمنع الاحتلال التركي لـ" عفرين" وكذلك ما جرى في كركوك- جنوب كردستان، ولا زال التهديد قائماً إلى اليوم من قبل الدولة التركية، والتهديد اليوم يشكل خطراً على وجود الشعب الكردي" 

واضاف عبد الكريم عمر في حديثه " ما يشكل عائقاً في الحقيقة، هي الخلافات ما بين الأحزاب السياسية، ولكننا نسعى الآن إلى بناء جسد كردي لا يتشكل فقط من الأحزاب السياسية على الرغم من ضرورتها لقيادة المرحلة، بل يضم العديد من مؤسسات المجتمع المدني وجالس العشائر واتحادات المرأة والشبيبة والمثقفين التي تشكل نسبة كبيرة من المجتمع الكردي"

وفي  ختام حديثه أكد عمر على توصلهم من خلال هذا الاجتماع إلى اتفاقهم حول وثيقة سياسية موحدة، سيتم تقديمها إلى الكونفرانس الذي سينعقد في فترة قريبة.

وفي نهاية الاجتماع، عقد الكاتب ديلاور زنكي مؤتمراً صحفياً، أوضح من خلاله أهم النقاط التي تمت مناقشتها خلال الاجتماع، وقال " اجتماعنا اليوم ناقش خارطة الطريق للكونفرانس المزمع عقده في روج آفا- غرب كردستان، وتم تشكيل لجنة تحضيرية للكونفرانس، ستعمل من أجل انعقاد الكونفرانس خلال مدة أقصاها شهرٌ واحد"

ولفت زنكي الانتباه إلى أن لجنة العلاقات في المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK)، عقدت العديد من الاجتماعات مع الأحزاب التي لم تنضم إلى هذه المبادرة، سواء من أحزاب المجلس الوطني الكردي (ENKS) و الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا (Pêşvrû) وحزب يكيتي الكردستاني، ولكنها مع الأسف لم تستجب لتلك الجهود والمحاولات.

وركز ديلاور زنكي في نهاية حديثه على أن التهديدات التي تطال المكاسب والانجازات التي تم تحقيقها في روج آفاي كردستان، وحساسية المرحلةالراهنة تتطلب السرعة ومضاعفة الجهود، ولا تتحمل التباطؤ والانتظار

وكان المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK)، قد شكل لجنة من أجل اللقاء مع كافة أطراف الحركة الكردية السياسية في روج آفا، في إطار المبادرة التي أطلقه المؤتمر في روج آفا- غرب كردستان في كانون الثاني/ يناير 2019 من أجل توحيد الصف والموقف الكردي.