حزب العمّال الكردستاني يهنّئ عوائل الشهداء بحلول العام الجديد ويؤكّد مواصلة درب النضال

أصدرت لجنة دعم عوائل الشهداء في حزب العمّال الكردستاني PKK، بياناً هنّأت فيه حلول العام الجديد على عوائل الشهداء وعموم الشعب الكردي وشعوب المنطقة، مؤكّدة على المضيّ في درب الشهداء حتّى تحقيق الأهداف التي ضحّوا لأجلها بدمائهم وأرواحهم.

وجاء البيان على النحو التالي:

"ها نحن على أعتاب توديع عام أمضيناه في مواجهة الاحتلال، جرائم الإبادة والحروب الخاصّة ضدّنا بكلّ روح مقاومة ملؤها الفداء والتضحية، ونستقبل عاماً جديداً سنواصل فيه نضالنا المستمدّ من فكر القائد آبو والذي ركيزته الأساسيّة مقاومة شعبنا وتضحيات مقاتلي حركة الحرّية ودماء شهدائنا الأبطال، وبها سنحمي مكتسبات شعبنا التي تحقّقت بفضل كلّ تلك التضحيات.

من هنا جاءت حقيقة حركة الحرّية التي أصبحت اليوم أمل الحياة الحرّة للبشريّة جمعاء وللشعوب المضطهدة التي تواصل نضالها في سبيل تحقيق حرّيتها بفضل دماء وأرواح الشهداء.

ومع حلول العام الجديد، نتوجّه بأسمى آيات الإجلال والتقدير لأرواح شهدائنا الأبرار الخالدين في قلوبنا، ونستذكر منهم قاسم أنكين، ليلى أغري، عكيد جفيان، يلماز ديرسم، آمارا باتمان وغيرهم الآلاف ممن ضحّوا بأغلى ما ملكوا في سبيل قضيّة شعبنا وتحقيق الحرّية له، كما نستذكر بكلّ احترام مقاومة معتقلينا داخل سجون الفاشية، في شخص الشهيد صدقي بكداش، ونجدّد لهم العهد بمواصلة الكفاح حتّى تحقيق أهدافهم التي ضحّوا لأجلها.

كما نهنّئ أمّهاتنا اللواتي أنجبن وربّين أبطالنا الشجعان أمل كردستان في الخلاص والحرّية والانعتاق من الظلم والاستبداد، وأيضاً شعبنا المناضل وعوائل الشهداء الذين يقاومون في وجه الظلم والطغيان وهجمات النظام الفاشي، ويستحقّون أن تنحني لهم الهامات على ما يكابدونه من مرارة الظلم بكلّ إرادة حرّة. لهؤلاء أيضاً، نجدّد عهدنا في السير على خطى شهدائنا حتّى تحقيق حياة حرّة كريمة لهم.

ليعلم الجميع بأنّ الحكومة التركيّة الفاشية بقيادة حزبي العدالة والتنمية AKP والحركة القوميّة MHP تلقّت من حركة الحرّية ضربات موجعة، بفضل دعم أبناء شعبنا، وهي تعيش حالة من الفوضى والعزلة التي بدأت ترسم بداية طريقها نحو الزوال. لذا نرى الدولة التركيّة تشنّ أعتى هجماتها على شعبنا الكردي المناضل، في محاولة يائسة منها للنجاة من الأزمة التي باتت تحاصرها. نرى ذلك من خلال حملات الاعتقال التي تطال السياسيّين والنشطاء والصحفيّين، وأيضاً من خلال تدميرها لمزارات شهداء الكريلا، ناهيك عن التعذيب الممنهج الذي ترتكبه بحقّ معتقلينا. نرى ذلك من خلال تأخير تسليم جثامين مقاتلي الكريلا الذين استشهدوا لذويهم وشنّ حرب نفسيّة عليهم.

بفضل بارقة أمل الحياة التي صنعها شهداؤنا لشعبنا، تعيش حكومة AKP-MHP في كابوس يقضّ مضاجعها، لذا فهي تضغط دوماً على عوائل الشهداء لأن يدفنوا جثامين أبنائهم في جنح الظلام، بعيداً عن إقامة مراسم تشييع تليق بتضحياتهم وبطولاتهم. وكذلك تنتهج أساليب تعذيب نفسيّ على أمّهات الشهداء، كإرسال جثامين أبنائهنّ بطرق وأساليب تندى جبين البشرية لها خجلاً. لكنّ أولئك الأمّهات اللواتي أنجبن الأبطال يملكن من وعي المقاومة وإرادة الحياة ما يكفل عدم خضوعهنّ لمثل هذه الأساليب القذرة. ولهنّ نوجّه تحيّاتنا وتقديرنا ونودّ أن نؤكّد لهنّ بأنّ زوال الفاشية بات قريباً وبأنّ محاسبة الجناة قادم لا محال.

عوائلنا الأعزّاء؛

ونحن في العام 43 من تاريخ نضالنا، نؤكّد لكم جميعاً بأنّ حركة الحرّية أقوى من أيّ وقت مضى، وبات النصر قريب المنال، وهذا بفضل تضحيات وفداء أبنائكم ونضالهم المبارك. فشهداؤنا يمثّلون فلسفة الحياة الحرّة والإرادة الصلبة، ونحن مستمرّون في دربنا بنورهم وضيائهم ونتجهّز دوماً لحملات ضدّ الفاشية. القائد أوجلان جعل من شهداء درب الحرّية أساساً للتغيير التاريخيّ المنتظر، ونحن بدورنا نعاهده ونعاهد شهداءنا بالمضيّ قدماً على هذا الدرب، لأنّه معيار الخلاص من العبوديّة. وتحت قيادة شهدائنا وذكراهم، سنؤدّي كلّ ما يترتّب على عاتقنا من مسؤوليّات تجاه شعبنا.

لقد حان الوقت لتأسيس مقاومة أشدّ صلابة ومستندة على تضحيات شهدائنا الأبطال، الذين هم وحدهم ضمانة الحياة الحرّة والنصر على الطغيان. بقدر ما نتذكّر شهداءنا بكلّ احترام وإجلال ونفتخر بهم، سنتمكّن من مواصلة كفاحنا وتحدّي العوائق وإزالتها تمهيداً للوصول إلى الحرّية. لذا فإنّ الوفاء للشهداء هو أقوى ضربة تتلقّاها الفاشية وقوى الاحتلال. ولا يجب السكوت عن إجبار عوائل الشهداء على دفن أبنائهم في الظلام، بل يجب اتّخاذ موقف حازم حيال هكذا ممارسات ومحاسبة المسؤولين عنها.

إنّ حملات ’حان وقت الحرّية’ و’حماية المرأة والمجتمع الحر’ واتّخاذ ذكرى الشهداء وسيلة للمقاومة، ستكون طريقاً لإسقاط الفاشية والاحتلال وإنهاء العزلة المفروضة على القائد أوجلان في سجن إمرالي وتحقيق حرّية كردستان. بهذا الفكر الحر وإرادة الحياة والنضال المستمدّ من فكر القائد آبو، سننتصر على الدكتاتوريّة والاحتلال.

مرّة أخرى نهنّئكم بحلول العام الجديد، ونجدّد عهدنا لكم ولعموم أبناء شعبنا المقاوم بأنّنا ماضون في النضال حتّى تحقيق أهدافكم والتي هي أهداف شهدائنا الذين ضحّوا بأرواحهم لأجلها".