حقيقة الحرب في غرب زاب

مقاتلو كريلا قوات الدفاع الشعبي HPG ووحدات المرأة الحرة ستار YJA-Star، يقاتلون بطريقة جوهرية وملموسة، حلقة الشر دون انقطاع وبعيداً عن الأكاذيب.

بدأ الجيش التركي عملية احتلالية جديدة في منطقة الشهيد دليل في غرب زاب ليلة 20 تموز، الجيش التركي، الذي يحاول نقل رسائل سياسية مختلفة مع اختيار أيام ذات مغزى في كل عملية احتلال ينفذها في كردستان، اختار هذه المرة الأيام التي ستكمل فيها معاهدة لوزان للإبادة الذكرى المئوية لتوقيعها.

وكانت الرسالة التي أراد نقلها هي كالتالي:" في مئوية معاهدة لوزان، ستتواصل الإبادة والاحتلال وجرائم الحرب وكافة الشرور الموجودة في العالم".

وسواء تم اختيار مثل هذا اليوم أم لا، مقاتلو الكريلا يعرفون طبيعة الجيش التركي جيداً ويعرفون أن مصير الشعب الكردي لن يتم تحديده على طاولة تحالف المحتلين، بل سيتم تحديده في جبهاتهم، لذلك وبغض النظر عن التوازنات والتحالفات والتقاربات السياسية، مقاتلو الكريلا لا يعتمدون على أي قوة أخرى غير حربهم ونضالهم، ويواصلون نضالهم دون انقطاع ضد الدولة التركية التي تعد الوجه الأقسى للظلم في المنطقة دون الوقوع في متاهة التوقعات، وأحد الأمثلة الأكثر وضوحاً لهذا النضال، هو ذاك الذي يُخاض في تلة جودي في منطقة الشهيد دليل غرب زاب.

اعتقدوا أنهم سيحتلون منطقة زاب بالكامل حتى نهاية عام 2022، لكنهم فشلوا في ذلك

يعرف الجيش التركي أن العملية التي نفذها في هذه المنطقة لها عيوب كثيرة، فبعد الأشهر السبعة الأخيرة من الحرب، اضطر إلى الانسحاب، بعد أن حرق جنوده على هذا التل وفقد هيبته وثقته بنفسه، لذلك لم تجرؤ على إحضار كوادرها المدربين إلى هذا التل، وحتى بعد مقاومة طويلة الأمد، لم يعد بإمكان الجنود العاديين التحرك، وإلى جانب كل هذا، هناك العديد من العيوب الأخرى للجيش التركي في الميدان، حسناً، مع كل هذه السلبيات، لماذا بدأ الجيش التركي عملية جديدة في المنطقة التي انهزم فيها؟

علقت العملية التي شنها الجيش التركي بتاريخ 14 نيسان 2022 في منطقة زاب على مواقع المقاومة في سيدا ومناطق المقاومة في غرب زاب، فوفقاً لحساباتهم، كانوا سيحتلون منطقة زاب بالكامل حتى نهاية عام 2022، لكنهم فشلوا في ذلك، واستمرت مقاومة الكريلا على عكس توقعاتهم، كما إنهم لم يتوقعوا أن يضطروا إلى الفرار من منطقة غرب زاب، بعبارة خرى، حاولوا فعل كل شيء، لكنهم لم يتمكنوا من إعلان النصر هناك، كانت عملية زاب هزيمة كبيرة لهم، لكن الدولة التركية تتمتع بشخصية تغذي نفسها بالحرب والدماء، لذلك، اضطرت للقيام بمثل هذه العملية من أجل الحفاظ على وجودها في مناطق الدفاع المشروع، أي أن العملية التي بدأت في 20 تموز، كانت محاولة جديدة للدولة التركية لإيجاد مخرج ما وإنقاذ نفسها.

من ناحية أخرى، اعتقد الجيش التركي إن قوات الكريلا لن تكون قادرة على الأداء بنشاط وفاعلية في مواجهة عملية ثانية، كانوا يعتقدون أنهم سيواجهون مقاتلي كريلا ضعفاء، غير مستعدين ومهملين، لذا حاولوا السيطرة على تلة جودي مرة أخرى، اعتقاداً منهم أن مقاتلي الكريلا لن يكونوا قادرين على المقاومة، لكن لم تتوافق حساباتهم مع ما حدث في زاب، وكان مقاتلو الكريلا يستعدون بطريقة أقوى ودون أي إهمال، خاصة منذ شهر كانون الأول، بعد انسحب الجيش التركي من تلة جودي كودي، وفي ليلة بدء الهجوم، ردوا على الفور على محاولات الاجتياح للجيش التركي باحتياطات كبيرة ودم بارد وتدخلات نوعية، ولم يتكبدوا خسارة واحدة في الهجمات التي شُنت حتى الآن، وبهذه الطريقة يحمون مواقعهم.

لا يكشفون عن خسائرهم

يشارك المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي HPG، حقيقة ومستجدات الحرب بالتفصيل مع الرأي العام بشكل يومي، لكن الجيش التركي يحاول إخفاء الحقيقة وإظهار أن العملية تجري في منطقة واسعة جداً، ومنذ 20 تموز لم يكشف عن هوية جنوده الذين قتلوا، وقالوا قبل أيام قليلة فقط، أن أحد جنودهم لقي مصرعه في منطقة عمليات "مخلب القفل". قالوا إن المروحية أصابته ومات هكذا، كيف يمكن لهذا أن يحدث!، كما لقي جندي يسمى بـ أردم كافلاك مصرعه في حادث بسلاحه، وزعموا قبل أيام قليلة، أن عنصراً من (حراس القرى) انزلق وسقط وتوفي في منطقة كابار، كثرت في الأيام الأخيرة مثل هذه التصريحات لدرجة أنه من المستحيل أن تكون مجرد مصادفة، والملفت للانتباه هو أن الشعب التركي أو عائلات هؤلاء الجنود لا يقولون أي نوع من الجيوش هذا الذي يموت فيه جندي كل يوم نتيجة حادث ما؟

الجيش التركي يخفي هوية الجنود الذين قتلوا على يد قوات الكريلا، وثقت قوات الكريلا هذا الأمر عشرات المرات، ولقي أكثر من 25 جندياً حتفهم في الأيام الخمسة الماضية من المعارك في منطقة تلة جودي.

قوات الكريلا تقاتل بكل فخر

مقاتلو كريلا قوات الدفاع الشعبي HPG ووحدات المرأة الحرة ستار YJA-Star، يقاتلون بطريقة جوهرية وملموسة، حلقة الشر دون انقطاع وبعيداً عن الأكاذيب، وفي عام 2022، خلال حرب 7 أشهر في الميدان والأنفاق، تلقى الجيش التركي واحدة من أعنف الضربات في تاريخ المحتلين مما أجبرهم على الانسحاب، كما تظهر نتائج الأيام الأولى من الحرب أنه سيكون هناك نصر ثانٍ في منطقة غرب زاب.