في جبال كردستان الحرة..

يتحد المرء مع الطبيعة في الجبال من جديد ويشعر بكيانه الإنساني على حد سواء.

يشعر المرء أن عقله يتطهر خطوة تلو الأخرى، ويخلو تماماً من الضباب، الدخان، والقذارة التي تتصاعد في المدن الكبرى.

ويفهم المرء بالفعل ما معنى الفكر الحر، نظراً لأنه لا يوجد شيء بإمكانه التأثير على المرء بشكل سلبي في الجبال.

يتردد في الأغنية، متى يكون الفكر حراً، عندما يتدفق بطريقة حرة بدون قيود الخضوع، ولا يمكن لأي من الصياديين استهدافه.

عندما كنت جالساً على قمة جبل وكنت ألمح ميزوبوتوميا أمامي، سمعت خرير نهر يتدفق في وادي الغاية وهب نسيم عليل، في تلك الأثناء يفهم المرء كلمات هذه الأغنية.

لهذا، فإن الجبل يحرر الأشخاص الذين يعرفون حقيقتهم، لأنكم هنا تحررون أنفسكم من الأغاني اليومية لعبودية المال، وتعرفون أنفسكم، علاوة على ذلك تعرفون واقع النظام الفاشي الذي لا يمنحكم لحظة واحدة للاسترخاء، وتدركون حقيقة النظام الذي يفرض عليكم أساليب حياتها عن كثب.

الجبال الشامخة هنا بمثابة جدار عازل ضد هجمات نظام الرأسمالية، كما أن وديانها وسفوحها يكونان كجدار طبيعي ضد هذا النظام.

وتصبح الوديان هنا مأوى للجميع.

لذلك، فإن أولئك الأشخاص الذين اختاروا طريق الحقيقة، مستعدون على أتم الوجه لأجل حماية حريتهم.

كما يتردد في ذهن هؤلاء الأشخاص استعدادهم لخوض الحرب بدلاً من الليبرالية والفردية، في سبيل تحقيق استقلال الحياة الكومينالية مع الأشخاص والطبيعة.

وستقوي ثورتنا العلاقة بين الجبال والشعب بهذه المحاورة النضالية.

وهذه المحاورة هو جدل المقاومة الذي سيقضي في النهاية على عدو الإنسانية والتاريخ.

وفي الوقت نفسه، تتحول محاورة النضال هذه إلى عشق الحياة في جبال كردستان الحرة.

ويتحول هذا الشعور إلى مصدر طاقة أزلية لمشاعر التضامن والكراهية ضد الرأسمالية الفاشية.

الطاقة التي تجعل المرء يكون مستعداً ليضحي بكل شيء حتى أخر لحظة في المقاومة حتى بدون معرفته الحقيقة أيضاً.

لهذا السبب، يجعل جبال الثوار، جبال الكريلا، أشخاصاً تتحلون بالإنسانية من جديد.

فهذه الجبال هي جبال كردستان الحرة.

هذه ثورة اشتراكية.