فوزة يوسف: المجلس الوطني الكردي في سوريا (ENKS) يتقدم بشروط لا يمكن القبول بها

اشارت القيادية في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)،فوزة يوسف، أن مباحثات وحدة الصف الكردي وصلت إلى طريق مسدود، مشيرةً إلى أن المجلس الوطني الكردي في سوريا يتجاوز "الخطوط الحمر" باللقاء مع قاتلي المناضلة هفرين خلف ويفرض شروط لا يمكن القبول بها.

في حديثٍ لها عن مباحثات وحدة الصف الكردي في روج آفا، قالت عضوة هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، فوزة يوسف: إننا نتبع استراتيجية الحل في الحوار الداخلي الكردي وكذلك الأزمة السورية، وقد احرزنا تقدماً ملحوظاً في المباحثات الداخلية الكردية خلال العام الأخير منذ بدء هذه المباحثات، ومن الضرورة أن تجتمع الأطراف الكردية من أجل الحل، إلا المباحثات توقفت مؤخراً ووصلت إلى طريق مسدود.

وذكرت فوزة يوسف أن أحد هذه الأسباب هو التغيير الحاصل في البعثة الراعية لهذه المباحثات من الولايات المتحدة والتحالف الدولي، وقالت: "لكن السبب الرئيسي لانسداد المباحثات الكردية، هي مقاربة المجلس الوطني الكردي في سوريا (ENKS) لروج آفا كما لو أنها "شركة" تسعى إلى محاصصتها؛ ويجب إدراك أن المرحلة التي يمر بها الكرد والهدف من مباحثات الوحدة هذه، لا تتمحور حول تقاسم روج آفا، بل نهدف نحن إلى إشراك كافة الأطراف والقوى السياسية في منطقتنا حسب ثقلها الاجتماعي في الإدارة الذاتية بشكل ديمقراطي؛ ولكن المجلس الوطني الكردي في سوريا (ENKS) يسعى وراء تطبيق نموذج إقليم كردستان وتقسيم روج آفا مناصفة! ولكن وضع روج آفا ومكوناتها لا يتطابق مع الوضع في جنوب كردستان، وليست هناك إمكانية لتطبيق نموذج جنوب كردستان هنا في روج آفا، لأن لكل منطقة أصالتها ولا بد أن يكون نموذج الإدارة في روج آفا متوافقاً ومتطابقاً مع أصالة منطقة روج آفا".

وأضافت القيادية في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، فوزة يوسف: "إضافة إلى السبب الذي ذكرته، هناك سبب آخر، وهو "زيارتهم إلى تركيا"، جميعنا نعلم أن الدولة التركية تنكر الوجود الكردي، والزيارة الأخيرة للمجلس الوطني الكردي في سوريا (ENKS) إلى تركيا، عمقت الخلافات بين الأطراف الكردية، كما أن الرأي العام الكردي أعرب عن رفضه لتلك الزيارة وندد بها؛ لأن هذه الزيارة المجهولة الأسباب والأهداف، أثرت سلباً على المباحثات في مرحلة تتصاعد فيها الهجمات التركية ضد شعبنا في عفرين وكري سبي/تل أبيض وسري كانيه، وتمارس سياسة التغيير الديموغرافي على منطقتنا".

وتابعت فوزة يوسف حديثها في إشارة إلى الصور التي التقطها عضو المجلس الوطني الكردي في سوريا (ENKS)، عبدالله كدو مع المرتزق قاتل المناضلة هفرين خلف، وقالت: "إن الصور التي تم التقاطها مع المرتزقة القتلة الذين يرتكبون الجرائم بحق شعبنا بشكل يومي، يضعف وحدة الصف الكردي، هذه التصرفات الغير مسؤولة التي لا تراعي اعتبارات شعبنا، تؤثر سلباً وبشكل كبير على خطو خطوات جادة نحو وحدة الصف الكردي، وتولد استفهامات متعددة، لأن هناك "خطوط حُمر" لن نتنازل عنها أبداً وعلى الجميع أن يبدي المسؤولية اللازمة تجاه هذه الخطوط الحمراء".

وأكدت فوزة يوسف على أن المباحثات الكردية وصلت إلى طريق مسدود في الوقت الحالي، وقالت: "المباحثات متوقفة الآن، لأن المجلس الوطني الكردي في سوريا (ENKS) يأتي إلينا كل يوم بشروط جديدة وتعجيزية لا يمكننا القبول بها، كما لا يمكن لأية قوى سياسية مستقلة القبول بها، شروط يرفضها شعبنا وبالتالي تتعطل المباحثات".

ولفتت فوزة يوسف إلى تصاعد وتيرة هجمات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على مناطق عين عيسى وتل تمر والشهباء وعفرين وسري كانيه وكري سبي/تل أبيض، وقالت: "للأسف لا الولايات المتحدة الأمريكية ولا روسيا، لم تقم بمسؤولياتها تجاه اتفاق وقف إطلاق النار مع الدولة التركية، وهذا الأمر يشجع الدولة التركية ومرتزقتها لتصعيد هجماتها الاحتلالية؛ إضافة إلى ذلك، العمليات في المناطق المحتلة لا تستهدف داعش على الإطلاق، كما يزعمون، إنه كذب فاضح، بل هناك العديد من بقايا وفلول داعش ضمن الجماعات المرتزقة التابعة للدولة التركية".

وشددت فوزة يوسف على أهمية اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات مسؤولة ورادعة لجرائم وانتهاكات مرتزقة الاحتلال التركي، وقالت: "إن هذه الجماعات المرتزقة ارتكبت كافة صنوف جرائم القتل والنهب والسلب والاختطاف والاغتصاب وانتهاكات حقوق الإنسان، ولديهم ممثلين في اللجنة الدستورية! هؤلاء المرتزقة أعداء الشعب السوري، ولو كان يراد بالفعل إيجاد حل للأزمة السورية، لا بد من حَلّ بنية المعارضة المرتزقة هذه، وإنشاء جبهة معارضة وطنية جديدة".

وتطرقت القيادية في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، فوزة يوسف إلى العلاقات مع النظام السوري، وقالت: "النظام يصر على موقفه الذي لا يخدم الحل، وهذا الأمر يتسبب في تعميق الأزمة، وإذا استمر الوضع على هذا الشكل سوف تتفاقم الأزمة الاقتصادية والسياسية في سوريا، كما أن أحد الأسباب التي فتحت الباب أمام احتلال الأراضي السورية، هو إصرار النظام السوري على موقفه في "اللا حل"، واستمرار النظام على هذا الموقف، سيعود بنتائج مدمرة على سوريا".

وأعربت فوزة يوسف عن موقفها حيال الإدارة الجديدة المنتخبة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قالت: "في عهد إدارة أوباما، كانت هناك عدة خطوات ناجحة على الصعيد العسكري ولكن لم تتبعها أية خطوات على الصعيد السياسي، ونأمل أن تتخذ الإدارة الجديدة المنتخبة موقفاً جاداً نحو إيجاد حل سياسي شامل لسوريا، على غرار موقفها الجاد في محاربة داعش الإرهابي".

وفي سياق موقف روسيا الحالي من الأزمة السورية، قالت فوزة يوسف: "كان من المتوقع أن تقوم روسيا بدورٍ بناء في حل القضية الكردية، ولكنها (روسيا) لم تخطو أية خطوات جادة في هذا المجال، وليس السبب في ذلك أنها غير قادرة بالفعل! بل لأن روسيا فضلت علاقاتها مع تركيا على ذلك، كما إننا على أمل أن تلعب روسيا دوراً بناءً في حل الأزمة السورية، لأننا على أبواب دخول العام 2021 وبذلك تكون الأزمة السورية قد بلغت عامها العاشر، و نريد التأكيد على مساهمتنا الإيجابية في كل خطوة تخطوها روسيا نحو الحل السياسي للأزمة السورية".

وحول الاتفاق المشؤوم الموقع بين حكومة بغداد والحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) بخصوص شنكال، والأحداث التي جرت بعد هذه الاتفاقية، قالت فوزة يوسف: "إننا نشعر بمسؤوليتنا تجاه شنكال، كما أن حماية شنكال والإيزيديين وتقديم الدعم لهم هو واجب على كل كردي، ومن الآن فصاعداً سنقف جنباً إلى جنب مع شعب شنكال على الصعيد الدبلوماسي والسياسي، لأن الالتفاف حول شنكال هو واجب وطني يقع على عاتق كل كردي".