تاريخ المجتمع الإيزيدي مليء بالمجازر والابادات الجماعية، وفي إطار هذه الجرائم بحق الإيزيديين، ارتكب تنظيم داعش الإرهابي الإبادة الجماعية الـ 74 ضد المجتمع الإيزيدي في شنكال في 4 آب 2014، وبدعم دول مثل الدولة التركية، حيث قتل داعش الآلاف من الإيزيديين واختطف الآلاف من النساء والأطفال الإيزيديين وبيعوا في أسواق النخاسة، فعندما تعرض المجتمع الإيزيدي لهذه الإبادة الجماعية، سحب الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) البيشمركة التابعة له من قضاء شنكال، وتركوا الإيزيديين في مواجهة المجزرة، وفي تلك الأثناء هرعت قوات الدفاع الشعبي (HPG) ووحدات حماية الشعب (YPG) لنجدة الإيزيديين الذين لا حول لهم ولا قوة، وحرروهم من إبادة جماعية كبرى، بعد ذلك، وخلال فترة وجيزة تشكلت قوات عسكرية في شنكال، كانت هذه القوات هي وحدات مقاومة شنكال (YBŞ) ووحدات المرأة لشنكال (YJŞ) وقوات اسايش ايزيدخان، كما أسس الإيزيديين الذين نظموا أنفسهم حول قوات اسايش ايزيدخان مجالسهم، وعززوا من قواتهم الإدارية.
الحزب الديمقراطي الكردستاني لم يساعد شعبنا قط
تحدث عضو بلدية سنون بركات قاسم لوكالتنا عن التغييرات التي حدثت على مدار 9 سنوات، وذكر أنه قبل مجزرة شنكال في 3 آب 2014، كانت قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني تحكم القضاء، وقال: "الحزب الديمقراطي الكردستاني لم يساعد شعبنا قط، بل تسبب في إبادة شعبنا، حيث أجبر الإيزيديين في السرّ على ان يكونوا عبيداً له منذ عام 2003، كما أبعد مجتمعنا عن ثقافتهم القديمة وعن ارتباطهم بالطبيعة، وعلّمهم على الاعتماد على الرواتب، ما فعله الحزب الديمقراطي الكردستاني بنا، لم يفعله شخص بآخر".
كان الحزب الديمقراطي الكردستاني يتلاعب بالمجتمع ويحتال عليه
وأفاد قاسم إن الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يزال يمارس الحيل والالاعيب على المجتمع، حيث يسعى لإخلاء شنكال من الفئة الشابة من خلال تهجير أبناءنا إلى خارج الوطن، وصرح أن الحزب الديمقراطي الكردستاني تدخل في قسم من شبيبة شنكال، وأخرجهم إلى أوروبا وخارج الوطن، ويحرّضهم على معاداة جذورهم، وقال: "فإذا استمر على هذا النحو، ستعاني شنكال مرة أخرى من الضغوطات والصعوبات، وستترك بلا صاحب، نقول يكفي أن تبيعوا أنفسكم مقابل المال، وأوقفوا هذه الطرق المؤدية إلى هلاك الجميع، وألا يخدعكم الحزب الديمقراطي الكردستاني من الآن وصاعداً، وألا تقطع علاقة الإيزيديين بشنكال، إذا انتهت شنكال، فسينتهي الإيزيديين أيضاً".
احموا الإيزيديين وشنكال
وذكر قاسم أنهم قالوا لأبناء شنكال مراراً وتكراراً أن الإبادات الجماعية قد انتهت ولن يواجهوا تلك الصعوبات والضغوطات مرةً أخرى، لكن الإبادة لا زالت مستمرة، وتابع قائلاً: "لن تنهي الإبادة في حال بقاء الإيزيديين في مخيمات تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني كلاجئين، مثلما يُعتقل القائد عبد الله أوجلان الآن بين أربعة جدران، نحن كمجتمع إيزيدي مثله تماماً، لكننا لا ننتبه لذلك، يجب ألا يخدع أحد نفسه، فإن المستقبل أصعب من الماضي، عليهم أن يتخلوا عن مصالحهم الشخصية وأن يقوّوا إيزيديتهم، نحن لا نقول تخلوا عن أحزابكم السياسية، لكننا نقول أنه يجب أن تكون الأولوية لهويتهم الايزيدية وشنكال قبل كل شيء".
لقد وصلنا ما نحن عليه اليوم بفضل فكر القائد أوجلان وفلسفته
وأوضح قاسم إنه لولا إدارتهم الذاتية الديمقراطية وقواتهم العسكرية لما استطاع أحد العيش في شنكال الآن، وأضاف: "لقد تمكنّا من الوصول إلى يومنا الحرّ هذا بفضل فلسفة القائد عبد الله أوجلان وفكره، ونأكل بفضله كسرة خبز دون أن يمنّ أحد بها علينا، نخلد إلى النوم بكل أريحية، ونلبي احتياجاتنا بأنفسنا، سيقول الكثيرون أن شنكال ليست آمنة وأن العيش فيها صعب، لكن هؤلاء الأشخاص والأحزاب السياسية لا يقولون الحقيقة حتى لا يعود شعبنا إلى ديارهم ووطنهم، في الوقت الحالي، لا يوجد مكان سلمي وآمن في كل العراق وجنوب كردستان، مثل قضاء شنكال، بالطبع، في بعض الأحيان تحدث بعض المشاكل لكنها أيضاً تحدث من قبل أعداء المجتمع الإيزيدي لكي يشفوا غليل أحزابهم".
نحن لسنا إيزيدوا السابق
وصرح قاسم إنه فيما يتعلق بالإعمار، وقعت الدولة العراقية تحت تأثير الحزب الديمقراطي الكردستاني، وقال: "أنهم يرون بأنه لا يتم تقديم أي مساعدة للشعب في شنكال، وعلى وجه الخصوص أن الحكومة العراقية واقعة تحت تأثير الحزب الديمقراطي الكردستاني من ناحية البناء، يجب أن يدرك شعبنا أن الديمقراطي الكردستاني وأعداء مجتمعنا هم من يقفون وراء ذلك، فنحن لسنا بحاجة لمساعدة أحد، سندير أنفسنا بفضل فكر القائد أوجلان وفلسفته، ولن نسمح للعدو أن يمارس ألاعيبه تلك التي كان ينفذها قبل 9 سنوات، لم يعد مجتمعنا كالسابق، فإنه الآن حذر ولا يقبل بأي ألاعيب ومخططات ضده".
هربت قوات بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني
سلط قاسم الضوء على خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني، وقال: "يعرف الجميع من خان مجتمعنا، حيث ترك 25 ألف جندي من جنود الجيش العراقي والبيشمركة التابعين للحزب الديمقراطي الكردستاني شنكال دون إطلاق رصاصة واحدة وفروا منها، ألا يعتبر ذلك خيانة، لولا مقاتلو القائد أوجلان، فكره وفلسفته، لما كان أحد منّا حياً الآن، لقد كان هدفهم بالفعل هو القضاء على جذور المجتمع، لكن فشلت خططهم هذه بفكر القائد أوجلان".
ودعا عضو بلدية سنون، بركات قاسم في نهاية حديثه المؤسسات المعنية وقال: "يجب أن يتم محاكمة مرتزقة داعش، الدول الإسلامية لا تريد محاكمتهم، لأنه عندما يتم محاكمتهم، ستظهر وتنكشف حقيقة جميع الدول التي شاركت في ارتكاب الجرائم بحقنا وبحق الشعوب المضطهدة، لذلك لا يريدون محاكمتهم ولا يسمحون لمحاكمة هؤلاء المرتزقة في العراق وسوريا، لكننا كمجتمع إيزيدي يشكل خاص، حتى لو بقيَ واحد منا على قيد الحياة، سندافع عن قضيتا وسنحاسب كل من له يد في الإبادة وسنحاكمهم بكل تأكيد".