بركات مراد: لا يجوز أن يعود الحزب الديمقراطي الكردستاني ثانية وهو الذي ترك شنكال لـداعش

صرح أحد شيوخ عشيرة فقيران في منطقة شنكال، مراد بركات، أن من ترك شنكال في براثن داعش المتوحشة وفر يجب ألا يعود إلى شنكال مرة أخرى، وقال "لا يجوز أن يطلب منا أحد ذلك".

أجاب أحد شيوخ عشيرة فقيران، بركات مراد على أسئلة وكالة فرات للأنباء (ANF) حول ضغوطات الحزب الديمقراطي الكردستاني ومساعي فرض خطط اتفاقية 9 تشرين الثاني، وقال: " هذا غير مقبول، أن أولئك الذين تركوا شنكال وتسببوا في بقاء الإيزيديين في براثن مرتزقة داعش الوحشية يجب ألا يتوغلوا مرة أخرى في شنكال، ولا يجوز لأحد أن يطلب منا قبول ذلك".

ما هو رأيكم حول محاولة الحزب الديمقراطي الكردستاني في العودة مرة أخرى إلى شنكال والتمركز فيها؟

عندما كان يتواجد الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 2014 في جبل شنكال وتركنا الجيش العراقي ولاذ بالفرار، يعلم الجميع أنه كان يتمركز نحو 12 ألف عنصر من قوات البشمركة في شنكال، وهم أيضاً تركونا في قبضة هؤلاء متوحشي داعش وفروا من شنكال،حينها، قتل الآلاف من الأشخاص، ووقع الآلاف من الأشخاص أسرى، كما حوصرت الآلاف من النساء والأطفال الجياع والعطشى في هذه الجبال، حيث أجبرت الأمهات على ترك أطفالهن لإنقاذ حياتهن، حتى يومنا هذا لا يزال 2800 إلى 3000 من أخواتنا في أيدي وحوش داعش، واليوم يريدون تطبيق اتفاقية 9 تشرين الأول في شنكال، وهذه الاتفاقية أبرمتها القوى الدولية التي شكلت تحالفاً داخلياً، حيث أنهم يتحججون بوجود حزب العمال الكردستاني في شنكال و يهاجموننا نحن الإيزيديين والمكونات الأخرى، ليس هنالك تواجد لحزب العمال الكردستاني هنا جميع هؤلاء المناضلين هم أبنائنا، وأولئك الذين يقاومون منذ عام 2014 حتى الآن هم أبنائنا وبناتنا، لقد نظموا أنفسهم وقالوا إنه إذا لم تنفعنا حكومة العراق وإقليم كردستان يوماً ما، فلن نعيش تلك اللحظات الوحشية مرة أخرى ولن نواجه نفس الكارثة مجدداً.

وبحسب رأيي، ما نفهمه من هذا الوضع هو أن آلاف الأشخاص قتلوا جراء الإبادة الجماعية التي تعرض لها مجتمع شنكال، فالكثير من المدنيين ماتوا بسبب الجوع، هذه الوحشية لا يتم قبولها بأي شكل من الأشكال، فأن أولئك الذين تركوا شنكال وتسببوا في بقاء الإيزيديين في قبضة وحوش تنظيم داعش الإرهابي، يجب ألا يتمركزوا مرة أخرى في شنكال، كما انه يجب ألا يطلب منا قبول تواجدهم في شنكال مرة أخرى، يقول العالم بأسره، إن كل من تسأله في كردستان سيقول أنه تم فرض الإبادة الجماعية علينا وسيؤكدون أن هذا حدث لنا ولإيزيدينا وأن هذه الهجمات كانت سياسة تطهير عرقي وإبادة جماعية كبيرة.

ما رأيكم حول ضغوطات الحكومة العراقية التي تهدف لتشتيت قوات حماية شنكال وتطبيق اتفاقية 9 تشرين الأول؟

لقد قدمنا شهداء من أجل حماية هذه الأرض خلال حرب العراق، واعتبرنا نفسنا مواطنين في هذه الأرض، عندما تبدأ الحرب يقولون للإيزيديين إننا نقبلكم، لكن عندما يكون الوضع مستقراً فأنهم لا يقبلون المجتمع الإيزيدي..

يعرف العالم كله أن إبرام اتفاقية 9 تشرين الأول، وقعتها كل من تركيا وحكومة إقليم جنوب كردستان وحكومة الكاظمي، وهدفهم الرئيسي هو القضاء على مجتمعنا، قاوم أبنائنا منذ عام 2014 وقدموا شهدائناً، وبهذا الصدد، ننحني اجلالاً أمام هؤلاء الشهداء الأبطال كأمثال الشهيد مام زكي، الشهيد مجيد تممي، الشهيد زابتل تيار وأولئك الشهداء الذين أتوا لانقاذنا وحتى من أي مكان كانوا، إذا أتى إلى هنا واستشهد، نود أن نقول أننا ننحني بكل احترام أمام تضحياتهم العظيمة، نحن مواطنون عراقيون، إذا استشهدنا، قاومنا، عشنا معرضون للإبادة، عندما أصبح أبنائنا قوة ويقولون إننا لا نقبل أبناكم، فهذا غير مقبول، يجب عليهم قبول قواتنا حتى لا نتعرض للمجازر والإبادات الجماعية مرة أخرى، وأن يندمل هذا الجرح بالنسبة للمجتمع الإيزيدي، نتساءل، أين هي حقوق الإنسان، أين هم أنصار الديمقراطية، أين هم شعوب العراق؟ دعوتنا لجميع شرائح المجتمع التي تعيش على هذه الأرض هي الوقوف واتخاذ موقف جاد وديمقراطي ضد هذا القمع والقيام بالنشاطات، لم نظلم ونقمع أحد، نحن من عانينا من الظلم والاضطهاد.

نحن داعمين لهم أثناء الحروب، ومدافعين عن أراضيهم وكرامة العراق، لكن الحكومة العراقية اليوم تتفق مع دول أخرى وتقول إن بعض الأجانب موجودون في شنكال، ويقولون أن حزب العمال الكردستاني فيها ويمارسون ضغوطاتهم ضد هذا الشعب، وهذه الحجج عارية عن الصحة، دعونا نبحث هنا إذا كان بالفعل يتواجد العمال الكردستاني؟ حقيقةً هرع حزب العمال الكردستاني إلى شنكال لأجل تحريرنا، والجميع يعلم بفضل العمال الكردستاني على العراق وشعبها، ونحن من جهتنا لن ننسى فضلهم ولطفهم علينا أبداً، لولاهم لما بقي أحداً حياً إذا استطاع تنظيم داعش الإرهابي التوغل في هذه المدن، لو أن داعش احتلت الجبال أيضاً لكان سيقضي علينا جميعنا، ولم يكن اليوم لدينا قوة لكي تنتقم لحقوقنا وتحرر هذه الأماكن المحتلة من قبضتهم، لقد أتوا لانقاذنا،وهم من دربنا وعلمنا على كيفية استخدام السلاح، وقدموا لنا الطعام، وبفضلهم أصبح لدينا قوة من ابنائنا تدافع عنا، إذا قالت الدول الأجنبية، جيراننا، العراق نفسه، إننا سنقضي على هذه القوة ولن نقبل الإيزيديين، فمن الصعب جداً قبولها لأننا قدمنا الكثير من الشهداء الأبرار.

ما الذي يجب فعله للدفاع عن شنكال؟

الإيزيديون المتواجدون في كل مكان، في الشمال، روج آفا، أوروبا، والشهداء الذين استشهدوا في شنكال، جاؤوا من تلك الأماكن ووصلوا إلى مرتبة الشهادة في سبيل الدفاع عن حرية هذه الأمة، نحن نريد من هذه القوات إبعاد سياستهم القذرة عنا، نحن مواطنو هذا الوطن، نريد تطوير حياتنا وتدبير معيشتنا.

الشهيد شرفان هو أيضاً أحد شهدائنا، جاء أبنا شيخ خضر من ألمانيا واستشهدوا على هذه الأرض، وكانوا من أهالي صيبا في شيخ خضر، وهم أيضاً أبنائنا، وتألمنا باستشهادهم، وكان الأمر صعباً بالنسبة لنا إذا تقتل الحكومة العراقية شقيقتها، العراق واحدة، ونحن جميعا مثل بعضنا البعض، وهؤلاء الشهداء أيضاً هم أبناء العراق..

نحن لا نريد أن يقال أن العراق يستخدم العنف وأبنائها ضد مجتمعاتها، ولا فائدة لها أن تقتل أطفالها أوتدفعهم للقتل.

حما الله جميع شعوب العراق، نحن دائماً نتمنى الخير، نريد السلام والأخوة والصداقة بين كل الأمم وكافة الأديان والمكونات...

ما هي دعوتك للمجتمع العراقي والمجتمع الإيزيدي؟

نحن نوصل صوتنا للجميع ولكل الأديان سواء كانوا شيعة أو سنه أو كاكايين أو يهود أو الكرد أو شبك أو صحابي، أيا كانوا ليكن، وكل شخص يعيش في العراق، نحن جميعنا واحد، نحن أيضاً مجتمع مضطهد، ليسمحوا لنا أن نعيش بالسلام.

تعرضنا لـ 74 إبادة جماعية، كانت جميعها خططاً سياسية، وكان مثل اتفاقية 9 تشرين الأول، تعرضنا في ذلك الوقت للإبادة والمجازر كمجزرة بلاد خالتا، ومن أجل إبادة هذا المجتمع ارتكبوا مجازر وابادة جماعية كثيرة، لكنني أؤكد أنه طالما يوجد إيزيدي واحد، فلن يتخلى هذا المجتمع عن أرضه ومعتقداته وشهدائه.

يقال ادعاءات وأكاذيب وأشياء عارية عن الصحة بشأن شنكال، قيل إنه لم يبقى أحد في شنكال، والجميع لاذو بالفرار، وشنكال أصبحت فارغة، وهذه الأقاويل ليست صحيحة، كما أدلى قائم المقام والقيادي لعملية (الموصل) ببيان، ونفى الكلام من خلاله، وقال أنهم لم يدلوا بهذه الأقاويل، وأن هذه الشائعات كاذبة، لا تتركوا أراضيكم.

دعوتي لجميع الأشخاص، مثلما قلت سابقاً، بغض النظر عن العقيدة والأمة التي تعيش في العراق، ندعو جميع الإيزيديين المتواجدين في جميع أنحاء العالم لتقديم الدعم والمساندة لمجتمعهم وشنكال، شنكال مستقرة، ولا توجد مشاكل أيضاً، تنشأ الصراعات والخلافات في كل مكان، لكن ترك أرضك، مجتمعك، ثقافتك، يعد أمراً غير صحيحاً، أدعو كل مجتمعنا للعودة إلى أرض أجدادهم، هذه الأرض كرامتكم ومستقبلكم، عد لخدمة مجتمعك بلغتك وسياساتك وقوتك العسكرية والسياسية.

كما أنني أدعو الحكومة العراقية والأحزاب السياسية وكافة شرائح المجتمع العراقي إلى دعم المجتمع الإيزيدي وعدم السماح بارتكاب مجازر وإبادة جماعية أخرى ضد مجتمعنا وأرضنا.