بدأت مرحلة الأنفال،عام 1988 بعد انتهاء حرب الثماني سنوات بين الحكومة الإيرانية والعراقية، حيث شن النظام البعثي بكل قوته العسكرية هجماته على جنوب كردستان، وبدأ هذا النظام بارتكاب مجازره عبر ثمانية مراحل مختلفة بهدف تدمير جنوب كردستان.
وبدأ في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي بارتكاب مجزرتين مختلفتين بحق الكرد الفيليين والبرزانيين في جنوب كردستان، وتم تنفيذهما على ثمانية مراحل مختلفة خلال ثمانية سنوات، لذلك فهي معروفة بين الكرد بـ " موجة الأنفال".
ونتيجة لموجة الأنفال، قتل أكثر من 182 ألف كردي في مرحلة التطهير العرقي، من خلال دفنهم وهم أحياءً.
وتعتبر الأنفال اسم السورة الثامنة من القرآن الكريم ولها 95 آية، كمفهوم فإنه يعني أن تضيف وتسامح، وتتحدث سورة الأنفال عن كيفية توزيع المسلمين الأسرى والغنائم فيما بينهم بعد الحرب.
وفي هذا السياق، تحدث رجل الدين، ومعلم الشريعة، سامال أحمد جبار بازياني، المعروف بالدكتور سامال بازياني إلى وكالة فرات للأنباء (ANF)، وقيم الأنفال بأحاديث مهمة.
ليس لـ سورة الأنفال أي علاقة بالتطهير العرقي الذي أرتكبه النظام البعثي ضد الكرد
وسلط بازياني الضوء على سورة الأنفال ومحتواها، وقال: "في البداية أرجوا من الله تعالى أن يعتبر ضحايا هذه الإبادة العرقية شهداءً، كما أدعو الله أن ينتقم من الظالمين ومحاسبتهم ومعاقبتهم، سورة الأنفال التي ورد ذكرها في القرآن الكريم هي وصف لما خلفه الكفار والمضطهدين من كوارث وخلافات أثناء محاربة المسلمين، كما يتحدث محتوى سورة الأنفال عن كيفية توزيع مكاسب الحرب وفلول الظالمين في الدول الإسلامية، وصول سورة الأنفال مرتبط بهذه المسألة وليس له علاقة بالشعب الكردي، ولهذا السبب، على جميع الكرد معرفة أن سورة الأنفال ليس لها علاقة بالوحشية والتطهير العرقي الذي ارتكبه نظام صدام حسين ضد الشعب الكردي".
استخدام الديانة الإسلامية في تبرير وشرعنة الإبادة الجماعية ضد الكرد
ولفت سامال بازياني الانتباه إلى استخدام الموضوع الديني في مراحل إبادة الشعب الكردي وإعلان الحرب على الثورات الكردية، وتابع قائلاً: أن"باستخدام الديانة الإسلامية، من أجل تنفيذ الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي من قبل الدول القمعية والمستبدة، كان أحد أهدافهم الرئيسية هو تبرير وشرعنة جرائمهم وكسب ولاء الشعب لهم، ومن أهدافهم الأخرى تشويه اللون الجميل للدين الإسلامي، فمثالاً على ذلك، رأينا سابقاً أن النظام البعثي نفذ جميع أعماله العسكرية والوحشية باسم الصحابة والأسماء المقدسة الواردة في القرآن الكريم، لكن الأعمال الخدمية قدمت باسم مسؤولي النظام".
العداء ضد الشعب الكردي باسم الإسلام يتعارض مع الديانة الإسلامية
وذكر الدكتور سامال بازياني، حقوق الأمة في الديانة الإسلامية، وقال: " الدين الإسلامي قائم ضد كل أنواع القمع والمضطهدين المنتهكين لحقوق الأمم، لأنه من حق كل فرد ومكون أن يكون له مكانة وحقوق مشروعة، وإن القمع والوحشية التي يرتكبها أعداء الكرد ضد الشعب الكردي باسم الإسلام يتعارض مع الدين الإسلامي وقداسته، لأن الدين الإسلامي قائم ضد كل أنواع الظلم والقمع".
أحرق النظام البعثي 5 آلاف مسجد خلال موجة الأنفال
ونوه بازياني أنه من واجب معلمي الشريعة تحذير المجتمع من الممارسات الدينية المستخدمة لمعارضة وتدمير المكونات والأمم، وأضاف قائلاً: " وبصدد الواجب الذي يقع على كاهل معلمي الشريعة، من واجبهم أن يوضحوا للشعوب حقيقة أن الإسلام لم يسبق له أن انتهك حقوق أي أمة، على العكس فأن لجميع الأمم الحق في أن يكون لهم مكانة ووطن، وفي زمن أنبياء الإسلام كان لليهود في المدينة المنورة حق الحكم الذاتي، كما أنه من واجب معلمي الشريعة جعل التاريخ الكردي معروفاً للعالم بأن الكرد هم من نسل صلاح الدين الأيوبي وجابان وأن الشعب الكردي لم يحارب أبداً ضد الديانة الإسلامية، بينما احترق 5 آلاف من المساجد للشعب الكردي خلال موجة الأنفال، ومن خلال حرق القرآن والمساجد في المناطق الكردية، تتضح أكاذيب النظام البعثي الكبرى، بأنه كان يستخدم سورة من القرآن الكريم لأجل إبادة الشعب الكردي، وعلى الجميع رؤية الحقيقة بوضوح في وسائل الإعلام الرقمية".
للأسف مرتكبي الأنفال يعيشون بأمان في مناطق كردستان
ووجه الدكتور، سامال بازياني، في ختام حديثه،رسالة الى حكومة إقليم كردستان والأطراف ذات الصلة،بالقول " للأسف، أولئك الذين شاركوا في مرحلة موجة الأنفال أمس ودفنوا أقاربنا وهم أحياءً في عملية التطهيرالعرقي، يعيشون اليوم في إقليم كردستان ويحصلون على امتيازات ويتلقون رواتبهم قبل أقارب ضحايا الأنفال والتطهير العرقي، ومطلبي من حكومة الإقليم هي محاكمة هؤلاء ومحاسبتهم، كما أنه هناك حاجة ماسة لإجراء تحقيقات موسعة بشأن قضية التطهير العرقي الذي ارتكبها النظام البعثي بحق الشعب الكردي، حتى يتم معاقبة كل المتهمين في النظام البعثي والكرد الذين شاركوا في مرحلة الأنفال من أجل إبادة الشعب الكردي".