بايك: التحالف الفاشي في تركيا وصل إلى نهايته

قال الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني، جميل بايك: "سواء أغلق حزب الشعوب الديمقراطي أم لم تُغْلِقه، فقد وصل تحالف العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية إلى نهايته، ولم يعد بإمكانه الاستمرار في سلطته؛ مقاومة كارى ونوروز ويوم المرأة العالمي، أثبت ذلك.

في الجزء الثاني من البرنامج الخاص الذي بثته قناة (Stêrk TV) الفضائية، قَيَّمَ الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، جميل بايك، الضغوط التي يتعرض لها حزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، وهجمات الحزب الديمقراطي الكردستاني على مناطق الكريلا، وسياسات حكومة العدالة والتنمية التي تستهدف النساء، إضافة إلى المقاومة المتصاعدة في السجون التركية.

في إشارة إلى رفع الحصانة البرلمانية عن النائب في حزب الشعوب الديمقراطي، عمر فاروق كركرلي أوغلو، قال بايك: "استهدفه النظام التركي بسبب إيمانه ووقوفه بجانب الشعب ضد الظلم وفضحه للتعذيب؛ ولم يذعن للسلطة رغم كل الضغوط التي مورست عليه"

وتطرق بايك إلى قضية إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، بالقول: "في السابق أيضاً، أغلقوا العديد من الأحزاب، و في كل مرة كان الشعب الكردستاني يستمر في نضاله التحرري بشكل أقوى".

وأبدى بايك اندهاشه حيال الهجمات التي شنتها قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني على معسكرات الكريلا يوم نوروز، وقال: "انسحبت قوات الكريلا خطوة إلى الوراء لأجل تفادي نشوب الصراع، ولم نعتقد أن يفعل الحزب الديمقراطي الكردستاني ذلك في يوم نوروز! كما يجب ألا يفعله في الأيام الأخرى أيضاً، لأن أعمال تجري بيننا وبينهم من أجل تعزيز الحوار؛ ولا نعلم الجهة التي أصدرت قرار الهجمة تلك أو مستواها، هل هي مركزية أم محلية أم أنه كان قرار فردي من بعض الأشخاص؛ نعمل على معرفة ذلك".

زادت الهجمات ضد حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) مؤخرًا، وتم إسقاط النيابة البرلمانية عن النائب في حزب الشعوب الديمقراطي عمر فاروق كركرلي أوغلو، تلاها قضية إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي، كيف تُقَيّمون كل هذه الهجمات؟

كركرلي أوغلو إنسان قُيًم، رفض الظلم والاضطهاد والتعذيب وناهضه، و النظام التركي استهدفه  بسبب إيمانه ووقوفه بجانب الشعب ضد الظلم وفضحه للتعذيب؛ رغم ذلك لم يذعن للسلطة رغم كل الضغوط التي مورست عليه؛  لقد حافظ كركرلي أوغلو على إيمانه وواجبه الإنساني تجاه الشعوب وعارض الظلم والاضطهاد الذي يتعرض له الشعب الكردي وكل الفئات الأخرى. لقد سعت الفاشية التركية إلى إخافة كل إنسانٍ صاحب ضمير ووجدان وأخلاق ويقف بجانب قضايا الشعوب، من خلال الضغوط والممارسات التي ارتكبتها بحق كركرلي أوغلو، لكنها لم تتمكن من تحقيق هدفها".

كما طرحت الحكومة التركية قضية إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي، وفرضت حظراً سياسياً على 700 شخص، وتعمل على منع الحصول على المساعدات من الخزينة؛ كل ذلك لأن حزب الشعوب الديمقراطي لا يمثل الشعب الكردي فقط، بل يمثل كافة شعوب تركيا؛ أما سلطة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تمثل الجبهة المعادية للديمقراطية والحرية وأخوة الشعوب والعيش المشترك، فهي تسعى باستمرار إلى تفتيت المجتمع وإخضاعه من أجل تسخيره في خدمة سلطته، وتُقْدِمْ على اعتقال وقمع وقتل كل من يرفض الخنوع والاستسلام؛ ولا شك أن الحزب الممثل للديمقراطية في تركيا، الذي يرفض الخنوع والإذعان، هو حزب الشعب الديمقراطي؛ ولهذا السبب تسعى السلطة إلى إغلاقه.

كما أن سياسة القمع والإبادة الجماعية التي ينتهجها التحالف الفاشي في تركيا ضد الشعب الكردي، هي السبب الرئيسي لسعي النظام التركي إلى إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي، هو يعتقد أن بإغلاقه الحزب سيتمكن من النجاح في سياسة الإبادة بق الشعب الكردي، إنه فقط يخدع نفسه، لأن حزب الشعوب الديمقراطي ليس حزب الكرد وحدهم، بل هو حزب تركيا الذي يمثل كل القوى المناهضة للفاشية؛ صحيح أن الكرد يمارسون السياسة من خلال هذا الحزب، ولكنهم يمارسون السياسية ويخوضون النضال على أصعدة أخرى مثل قوات الكريلا وعلى الصعيد الاجتماعي والأيديولوجي والدعائي.

في السابق تم إغلاق العديد من الأحزاب، و في كل مرة كان الشعب الكردستاني يستمر في نضاله التحرري بشكل أقوى؛ هذه الذهنية الحاكمة في تركيا تستمر في سياساتها لأعوام طويلة، وكلنا اليوم نشهد النقطة التي وصلت إليها البلاد جراء هذه السياسات؛ سواء أغلق حزب الشعوب الديمقراطي أم لم تُغْلِقه، فقد وصل تحالف العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية إلى نهايته، ولم يعد بإمكانه الاستمرار في سلطته؛ مقاومة كارى ونوروز ويوم المرأة العالمي، أثبت ذلك؛ فقد التف الكردستانيون وأصدقائهم حول القائد أوجلان وقوات الكريلا وحزب العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطية، ليس فقط في شمال كردستان، بل كذلك في جنوب كردستان وشرق كردستان و روج آفا كردستان وفي مخمور وبلاد المهجر؛ وبهذه المناسبة أتوجه بالتحية إليهم جميعاً، لأنهم أعربوا عن موقفهم ورؤاهم وأهدافهم في مرحلة هامة جداً".

لقد حددتم بوضوح موقفكم من الحزب الديمقراطي الكردستاني في وقت سابق، ولكن قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني شنت هجوماً على معسكرات الكريلا في يوم نوروز، كيف تُقَيّمونْ هذه الهجوم؟

ماذا كانت مطالب شعبنا وأصدقائهم الذين احتفلوا بعيد نوروز بحماس كبير في الأجزاء الأربعة من كردستان والمهجر؟ بالطبع الوحدة الوطنية. لقد عبروا عن ذلك بصوت عالٍ وطلبوا من كل حزب الرد عليه؛ حيث أن الوحدة تحققت بين صفوف شعبنا الكردستاني، ويجب تحقيق ذلك في السياسة الكردية أيضاً، كما لا بد من القول أن بعض الخطوات تم إنجازها في هذا المنحى؛ لقد طالب شعبنا كافة الأحزاب  الكردستانية في نوروز هذا العام، بضرورة أن تخطو نحو الوحدة الوطنية وبشكل خاص الحزب الديمقراطي الكردستاني".

ما كان يجب أن يفعله الحزب الديمقراطي الكردستاني، هو تلبية مطالب شعبنا الكردستاني وأصدقائهم، ولكننا شهدنا في يوم نوروز هجوماً بالأسلحة الثقيلة من قبل قوات الديمقراطي الكردستاني على أحد معسكرات الكريلا في منطقة (برده صوري)؛ بالطبع انسحبت قوات الكريلا خطوة إلى الوراء لأجل تفادي نشوب صراع مسلح في يوم نوروز؛ ما يثير الدهشة هو أنه في اليوم الذي يطالب فيه الشعب الكردستاني بتحقيق الوحدة الوطنية، يُقْدِم الديمقراطي الكردستاني على مهاجمة معسكرات الكريلا تحت طائرات دولة الاحتلال التركي، وهذا أمر مناقض لروح نوروز".

رفاقنا تصرفوا بروح نوروز واتخذوا مبدأ الحفاظ على الوحدة الكردية، ولم يدخلوا في نزاع حتى لا تتصاعد المشاكل القائمة، والسعي إلى حلها من خلال الحوار. خلاف ذلك، كان لرفاقنا الحق في الدفاع عن أنفسهم، لأن قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني هاجمت معسكر الرفاق بالأسلحة الثقيلة وتحت طائرات دولة الاحتلال التركي، و لو أن الرفاق ردوا على النيران، لنشب نزاع مسلح، ولكنهم انسحبوا في موقف يعتبر تلبية لمطالب شعبنا الكردستاني في نوروز".

لم نتوقع أن يفعل الحزب الديمقراطي الكردستاني مثل هذا الشيء في يوم نوروز، كما يجب ألا يفعله في الأيام الأخرى أيضاً، لأن أعمال تجري بيننا وبينهم من أجل تعزيز الحوار؛ ولا نعلم الجهة التي أصدرت قرار الهجمة تلك أو مستواها، هل هي مركزية أم محلية أم أنه كان قرار فردي من بعض الأشخاص؛ نعمل على معرفة ذلك".

-  فعاليات الإضراب عن الطعام التي بدأت في سجون لافريو باليونان ومخيم مخمور في إطار حملة (حان وقت الحرية)، مستمرة منذ 4 أشهر لإنهاء العزلة عن القائد عبد الله أوجلان وإطلاق سراحه؛ ماذا تقولون في هذا الخصوص؟

قبل كل شيء أبارك نوروز كل المقاومين المضربين عن الطعام في لافريو ومخيم مخمور، وأتوجه إليهم بالتحية والسلام؛ إنهم يقومون بعمل مقدس، ولكن على الجميع أن يعلم أنه يجب ألا تقتصر الفعاليات على مقاومات السجون، بل في كل ساحات وميادين النضال؛ لقد بدأنا حملة (حان وقت الحرية) ومن المفروض أن تكون ريادة هذه الفعاليات في كل ميادين النضال في الأجزاء الأربع منة كردستان والمهجر، وليس أن يكون الحمل على مقاومات السجون؛ الصحيح هو أن مَنْ في الخارج عليهم أن يخففوا الحمل عن السجناء، لا أن يحمل السجناء المقاومين عبئ من في الخارج أيضاً.

هناك ميراث نضالي مقاوم في السجون وما يجري هو استمرار لهذا الميراث، لقد أدت مقاومات السجون دورها في كل المراحل، لأنها إحدى ميادين نضالنا؛ لقد تطور الميراث النضالي والمقاوم في السجون منذ مقاومة 14 تموز 1982، بناءً على الوصول إلى الهدف المعين رغم كل الظروف الصعبة والإمكانيات المعدومة، إنه الميراث المقاوم الذي بدأ مع مظلوم دوغان وكمال بير ومحمد خيري دورموش وعاكف يلماز وآخرون غيرهم من المناضلين المقاومين في وجه الطغمة الفاشية التركية، وإلى يومنا هذا المقاومين في السجون يتبعون الدرب والتعليمات التي تلقوها من القياديين الأوائل.