التغيير الديمغرافي..الكابوس الذي يهدد كردية عفرين-3 شيراوا

لجأت كل من دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها بالتزامن مع احتلال عفرين إلى كل الأساليب القذرة للقضاء على هوية عفرين، وإحدى هذه الطرق المتبعة، هو توطين العوائل العربية من الأماكن المختلفة من سوريا مكان السكان الأصليين لعفرين.

تُعتبر ناحية شيراوا موطن حضارة عفرين وآثارها، ويتواجد فيها المئات من المواقع الأثرية التي تدل على وجود عشرات الحضارات على أرض عفرين، حيث يمتد تاريخها من الحضارة الميتانية والهورية ويستمر حتى يومنا الحالي، ويجتمع كل من الكرد والعرب والمسلمين والإيزيديين تحت سقف واحد على هذه الأرض، ويحدها ومن الطرف الجنوب قلعة سمعان، ومن شمالها مركز مدينة عفرين، ومن غربها ناحية جندريسه ومن الطرف الشرقي مدينة حلب.        

وبحسب الوثائق التي حصلت عليها وكالة فرات للأنباء (ANF) من مصادر خاصة، يبلغ عدد العوائل العربية المستوطنة التي استوطنت في ناحية شيراوا، على النحو التالي:    

قرية باصوفان: تُعتبر قرية باصوفان من أكبر القرى الإيزيدية في جبل ليلون، وتتألف من 320 بيتاً، ويبلغ عدد القاطنين فيها 2000 شخص، وجميع سكانها من المكون الكردي الإيزيدي، ونزح جميع سكان القرية إبان العدوان التركي، وبعد فترة قصيرة عاد إلى القرية ما يقارب 70عائلة، أي ما مجموعه 200 شخص، وغالبيتهم من الكبار في السن، وبعد احتلال عفرين، تم توطين أكثر من 150عائلة عربية من المستوطنين في القرية، ونظراً لموقعها الاستراتيجي المطل على قلعة سمعان، تم بناء قاعدة كبيرة لجيش الاحتلال التركي إلى جوار القرية، ويسيطر على القرية مرتزقة فيلق الشام، الذين يتخذون من بيت سليمان جعفر مقراً رئيساً لهم.

قرية باسوطة: تتبع القرية لناحية شيراوا، وتتكون من 900 عائلة، ويوجد من ضمنهم عدة عوائل عربية، وبعد احتلال عفرين، بقي في القرية حوالي 600 عائلة من السكان الأصليين، وتم توطين300 عائلة من العوائل العربية من المستقدمين من خارج عفرين، ويسيطر على القرية مرتزقة فرقة الحمزات، ومختار القرية يُدعى رسول حموش.

قرية براد: تتبع القرية لناحية شيراوا، وتتكون من 360 بيتاً، حيث يقطن فيها سكانها الأصليين في 12 بيتاً، فيما يستوطن العرب المستوطنون في 90 بيتاً، في حين أن باقي البيوت التي يبلغ عددها 258 غير مسكونة، ويسيطر على القرية مرتزقة فرقة الحمزات، ومختار القرية يُدعى إبراهيم بريم حموش.

قرية برج حيدر: تتكون القرية من 174بيتاً، وتم توطين قرابة 30 عائلة عربية مستوطنة فيها، والباقي يقطنها سكانها الأصليين، ويسيطر على القرية مرتزقة فيلق الشام.

قرية بعيّة: تتكون القرية من 165 بيتاً، وتم توطين أكثر من 120 عائلة عربية من المستوطنين، والجدير بالذكر أنه يوجد حالياً في القرية خمس عوائل إيزيدية فقط، بعد أن كانت الغالبية الساحقة لسكان القرية من الكرد الإيزيديين، ومختار القرية يُدعى جمال بحري.

قرية عين دارة: تتكون القرية من 78 بيتاً، وتم توطين حوالي 48 عائلة من المستوطنين العرب، في حين أن باقي البيوت يقطنها سكانها الأصليين، ويسيطر على القرية مرتزقة فرقة الحمزات.

قرية كورزيلة: تتكون القرية من 450 بيتاً، تم توطين قرابة 100 عائلة من المستوطنين العرب و50 عائلة من المستوطنين التركمان في بيوت المهجرين قسراً، كما يجري بناء البيوت الاستيطانية على أطراف القرية، ومختار القرية يُدعى عبدالرحمن نجار. 

قرية برج عبدالو: تتبع القرية لناحية شيراوا، وتتكون القرية من 200 بيت، حيث تم تهجير حوالي 50 عائلة منها قسراً، وتوطين قرابة 75 عائلة من العرب المستوطنين، ويسيطر على القرية مرتزقة فرقة الحمزات بقيادة المرتزق عبدو عثمان أبو محمود.

قرية كفرنبو: تتبع القرية لناحية شيراوا، وتتكون من 35 بيتاً، وكون دولة الاحتلال التركية اتخذت من القرية منطقة عسكرية بالنسبة لها، فحالياً القرية فارغة لا يوجد فيها أحد، ويسيطر على القرية مرتزقة فيلق الشام.

قرية برج سليمان: تتبع القرية لناحية شيراوا، وتقع على تخوم بلدتي نبل والزهراء، وتتكون القرية من 100 بيت تقريباً، وقد تم تهجير نصف سكانها وتوطين العوائل العربية المستوطنة مكانهم، ويسيطر على القرية مرتزقة فيلق الشام.

قرية فافرتين: تتبع القرية لناحية شيراوا، وتتكون من 250 بيتاً، ومعظم سكانها بقوا عالقين في القرية، لأنه ففي بداية العدوان التركي، وقعت القرية تحت سيطرة واحتلال مرتزقة نور الدين الزنكي، وكان ذلك أيضاً بسبب قرب القرية من بلدة قبتان الحبل، ويسيطر على القرية حالياً مرتزقة فيلق الشام، بالإضافة لتواجد نقاط تابعة لمرتزقة حراّس الدين وكذلك نقاط تابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) في القرية.

قرية كيمار: تتبع القرية لناحية شيراوا، وتتكون من 200 بيت، ويقطن في القرية حوالي 70% من سكانها الأصليين، كما تم توطين 30% من العرب المستوطنين في بيوت المهجرين قسراً، ويسيطر على القرية كل من مرتزقة فرقة الحمزات وفيلق الشام.

قرية إيسكا: تتبع القرية لناحية شيراوا، وتتكون من 300 بيت تقريباً، وتم تهجير قرابة 35 عائلة قسراً إبان العدوان التركي على القرية، وتم توطين قرابة 50 عائلة من العوائل العربية المستوطنة، ويسيطر على القرية مرتزقة فيلق الشام، ومختار القرية يُدعى محمد عمر زلو.

قرية شاديرة: تتبع القرية لناحية شيراوا، وتتكون من 200 بيت، وهي بالأصل قرية إيزيدية وجميع أهاليها من الكرد الإيزيديين، وتم تهجير قرابة 50 عائلة من سكانها قسراً، وتوطين العوائل العربية المستوطنة مكانهم، بالإضافة إلى بناء مستوطنة البسمة في أطراف القرية، والتي تُعتبر إحدى أكبر المساكن الاستيطانية، والتي تتألف من 507 وحدة سكنية.

قرية غزاوية: تتبع القرية لناحية شيراوا، وتتكون من 600 بيت تقريباً، وقد تم تهجير قرابة 50 عائلة قسراً من القرية، وتوطين قرابة 100 عائلة من العوائل العربية المستوطنة في القرية، كما تتواجد قاعدة عسكرية للجيش التركي في أطراف القرية، ويسيطر على القرية مرتزقة فيلق الشام.

قرية كباشين: تتبع القرية لناحية شيراوا، وتتكون من 250 بيتاً، وتم تهجير 5 عوائل قسراً من القرية وتوطين عوائل المرتزقة التابعين لدولة الاحتلال التركي في البيوت العائدة ملكيتها للمهجرين قسراً، ويسيطر على القرية مرتزقة فيلق الشام.

ولم تقتصر عملية التغيير الديمغرافي في توطين العرب المستوطنين وبعض التركمان في قرى ناحية شيراوا فحسب، وبالإضافة إلى توطين القادمين من الخارج، تم بناء العديد من المساكن أو المنازل الاستيطانية في قرى شيراوا، مثل؛   

مستوطنة البسمة: تقع هذه المستوطنة في قرية شاديرة التابعة لناحية شيراوا، وقد بُنيت هذه المستوطنة من قِبل جمعية الأيادي البيضاء، التي تتخذ من عفرين مقراً لها، وباسم المجلس العام لتركمان سوريا وجمعية "العيش بكرامة" الفلسطينية العائدة لفلسطيني 48، وتتكون هذه المستوطنة من 3 مراحل، وكل مرحلة منها تتكون من جزأين، وتتكون بشكل إجمالي من 508 منازل، حيث تم تسليم 224 منزلاً منها وجاري العمل على تجهيز 224 منزلاً ويجري دراسة بناء أخر 60 منزلاً.

مستوطنة كويت الرحمة: بُنيت هذا المستوطنة في قرية الخالدية التابعة لناحية شيراوا، ويجري تمويل هذه المستوطنة بمساعدة جمعية شام الخيرية، التي كان قد مُنح الترخيص لها في تركيا عام 2014، وتتكون هذه المستوطنة من 300 منزل، وغالبية الذين تم توطينهم فيها، هم من المواطنين المنحدرين من دمشق.

كما أعلنت مصادر عسكرية مؤخراً، أن مرتزقة هيئة تحرير الشام قد تمركزوا على الخطوط الممتدة على طول قرى ناحية شرا وناحية شيراوا وريف حلب الغربي.

وبحسب الأنباء الواردة، فقد تمركز مرتزقة هيئة تحرير الشام في قرى (فافرتين-كباشين-باصوفان) التابعة لناحية شيراوا وصولاً إلى قرية مريمين التابعة لناحية شرا وريف عفرين وريف حلب الغربي.   

وبالتالي، فإن وجود مرتزقة هيئة تحرير الشام في تلك المنطقة، يعرض تاريخ تلك المنطقة وهويتها وتركيبتها السكانية لخطر كبير للغاية، كما أن عملية التغيير الديموغرافي بالأساس تجري بشكل تدريجي في منطقة عفرين، بما في ذلك ناحية شيراوا.