الخبر العاجل: الاحتلال التركي يقصف قرى الشهباء

النظام التركي يُشكل جمعيات عشائرية لإحداث التفرقة بين الكرد في شمال كردستان

يواصل النظام التركي المتمثل بتحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، سياسته وحربه ضد الكرد، والتي اخذت طابع مختلف خلال الآونة الاخيرة وذلك من خلال تشكيل جمعيات في شمال كردستان عبر عشائر متواطئة معه، وبمشاركة من ولاة تابعين له.

منذ انتهاء عملية الحوار عام 2015 وحتى يومنا هذا ينتهج نظام حزبي العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية (AKP-MHP)، سياسات تعسفية قمعية ضد الشعب الكردي، بهدف انهاء وجودهم وهويتهم، ففي الآونة الاخيرة لجأ الى تشكيل جمعيات عشائرية في ولاية وان الكردستانية لتمثيل الشعب الكردي.

 وبدأت هذه العملية التي تهدف الى طمس الهوية الكردية بتشكيل عشيرة باسم عشيرة بيروكي واستمرت مع جمعية عشيرة كاديم، والآن يتم تشكيل  جمعيات تسمى بناشي وموككوري، والتي لها تأثير ضئيل في ولاية وان الكردستانية.

ويتم تأسيس الجمعيات التي يتزايد عددها كل يوم من قبل والي وان، فيما تبث المحطة الدعائية الكردية الرسمية TRT 6 هذه الاحتفالات على الهواء مباشرة، كما تنشر وكالة الاناضول التابعة للدولة التركية اخبار تحمل عناوين "عيد العشائر"  

وفي عام 2016 اعلن الاشخاص الذين يدعون بأنهم ممثلون عن 23 عشيرة في ولاية وان الكردستانية ومحيطها، بأنه تم تشكيل جمعية عشيرة كاديم، حيث اوضح رئيس الجمعية راسيم آصلان عن هدفه في تأسيس الجمعية في قوله: "نحن نقف مع الدولة ونحارب العشائر الارهابية التي تُخل بالوحدة والتلاحم  والسلام"؛ إن غالبية هؤلاء الذين يدعون انهم ممثلون عن العشائر هم من حراس القرى التابعين للدولة التركية، كما انضم كل من الوالي السابق لولاية وان مراد زورل اوغلو والوالي الحالي امين بيلمز الى هذا الاجتماع.

كما وعقد والي ولاية وان الكردستانية السابق، مراد زورل اوغلو، مراسم تأسيس جمعية التضامن والتعاون وحماية ثقافة عشيرة بيروكي عام 2018 .

وتحدث والي وان والوكيل مراد زورل اوغلو في مراسم التأسيس وذكر أن العشائر قدمت خدمات كثيرة للدولة منذ الامبراطورية العثمانية وحتى يومنا هذا، كما لعبت العشائر دورا كبيراً ومهماً في الحفاظ على الوحدة والتضامن في تاريخ الجمهورية.

وفي الآونة الاخيرة أي في 25 كانون الاول من عام 2021 ، تم تأسيس جمعية عشيرة بينيانيش في ولاية وان الكردستانية، حيث تم عقد مراسم تأسيس الجمعية من قبل والي وان والوكيل امين بيلمز.

وتحدث امين بيلمز الذي ينكر اصله، عن سياسات الدولة التعسفية الموجهة ضد الكرد وقال: "منذ ظهور الإسلام في هذه المنطقة حتى القرن الثامن عشر، أصبحت القبائل في المنطقة مسلمة طواعية وعاشت كمسلمين، عاش المسلمون في هذه الجغرافيا كبدو رحل، وأصبحوا محاربين، وأصبحوا محاربي الدول وسيظلون كذلك من الآن فصاعداً".

وتلجأ الدولة الى استخدام الميزانيات السرية والمناقصات في المناطق لتأسيس الجمعيات العشائرية بين الكرد بهدف ابعادهم عن هويتهم وقضيتهم .

وفي ذات السياق لفتت النائبة عن حزب الشعوب الديمقراطي(HDP)، معزز أورهان الانتباه إلى سياسة الدولة التركية القذرة  في هجماتها ضد الكرد، وقالت: هناك سياسة وأهداف قذرة، إن الإرث الفاشي الذي تنتهجه الدولة التركية كأساس في سياستها القذرة ضد الكرد لا تأخذ منحىً آخر ولا تتغير، حيث أن الأشخاص الذين يدعون بانهم ممثلو العشائر ليس لهم وجود في المنطقة بالأساس، هل من الممكن أن يصبح الذين نفذوا جميع أنواع الانتهاكات والقمع للقضاء على لغة وثقافة الشعب الكردي وحقهم في الانتخاب، ممثلين عن هذه المنطقة؟

كما تحدثت عالمة الاجتماع، لطيفة ساكداج، عن هذا الموضوع، وتطرقت في حديثها الى هيمنة السلطة الحاكمة على العشائر بعد انتهاء عملية الحوار في عام 2015، وقالت: كيف لذهنية الدولة التي لم تقبل العشائر في الظروف العادية أن ترحب بها الآن على مستوى الوالي؟ والي منطقة وان الذي يسأل من أية عشيرة أنت، ينضم إلى مراسم افتتاح الجمعيات التي افتتحتها العشائر ويأخذ مكاناً له في الصفوف الأمامية ويشارك في تدشين الجمعيات بنفسه، هذا يدفع المرء إلى التساؤل: هل تعد هذا أيضاً من ألاعيب نظام حزب العدالة والتنمية التي فتحت المجال أمام الجميع للوقوف ضد الحركة السياسية للشعب الكردي، وبالتالي قربتهم منها، هناك بالتأكيد لعبة عثمانية وراء هذه الوقفة غير الصادقة من الدولة، إن اسم الوالي بيلمز ومعناه (الانسان الجاهل) الا انه  في الحقيقة يعلم كل شيء ويدرك جيدا اهداف الدولة التركية، الا وهي انهاء الوجود الكردي وابعادهم عن هويتهم وثقافتهم.