المؤتمر الوطني الكردستاني: ثورة روج افا ثورة اخوة الشعوب والعيش المشترك

دعا المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK‎) في بيان اصدره بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لثورة 19 تموز، الى تصعيد النضال وتبني قيم الثورة والحفاظ عليها .

وأصدر المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) بياناً بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لثورة روج افا، اشار فيها الى جهود وتضحيات المقاتلين الذي استشهدوا خلال هذه الثورة.

وهذا نص البيان:

"لقد خطت ثورة 19 تموز 2012 خطوتها الأولى في كوباني، وكانت سببا في تحريرها، ومع تحرير ديريك وعفرين، اشتدت حماس وحرارة هذه الثورة، واستمرت تدريجياً في عموم روجافا، وهذه التطورات مستمرة. بدايةً تم إنشاء ثلاث كانتونات (الجزيرة وكوباني وعفرين) ومن ثم تم تأسيس الإدارة الذاتية، ومع تحرير كري سبي وتوحيد كانتونات الجزيرة وكوباني، دخلت ثورة روجافا مرحلة جديدة، ومن ثم تم تحرير المناطق المحتلة كالحسكة والهول والشدادي ومنبج، والطبقة والرقة وشمال شرق دير الزور، كما تم تثبيت الإدارة الذاتية خطوة بخطوة، والآن يتم تأسيس الإدارة في شمال وشرق سوريا من جديد، وتشكيل مجالس المناطق.

لم تكن ثورة روج افا ثورة مسلحة ضد الاحتلال والسلطة المهيمنة للنظام السوري فقط، لأنها ذات مشروع وطابع إداري قائم على مبادئ الحرية والديمقراطية والمساواة بين الجنسين وتعايش الشعوب والبيئة. حيث جذب هذا المشروع انتباه العديد من أصدقاء كردستان، واصبحت روج افا مقصداً للآلاف منهم من حول العالم، كما ضحى عدد منهم بحياتهم من أجل هذا المشروع، حيث قدم الشهداء الأبطال أرواحهم من أجل حرية روج افا وحمايتها. بالطبع مع تأسيس مثل هذا النموذج وتحقيق تلك الأهداف، لن تكون هذه المهمة سهلة وخالية من المتاعب، وخاصة في منطقة تتعرض باستمرار لخطر هجمات العدو وتحت الحصار الاقتصادي المحيط بها.

انتصار كبير آخر كان هزيمة القوة الظلامية والوحشية لتنظيم داعش الارهابي، التي سيطرت على أكثر من نصف جغرافية سوريا والتي كانت تمتلك قوة عسكرية كبيرة وأسست دولة في المنطقة، الا انها لاقت هزيمة نكراء على يد مقاتلي الحرية في كردستان وحلفائهم، كان هذا انتصاراً تاريخياً لمقاتلي كردستان، وسببا في تعرف جميع دول العالم على نهجنا ومقاومتنا، مما مهد الطريق للحرية والسلام والحل. بمناسبة هذا الانتصار التاريخي العظيم، نهنئ مرة أخرى وحدات حماية الشعب والمرأة (YPG-YJP) وقوات سوريا الديمقراطية (QSD) ونتمنى لهم المزيد من الانتصارات العظيمة.

 لقد قدمنا الكثير من التضحيات في هذه الحرب، وتحقق هذا الانتصار بدماء آلاف الشهداء والجرحى، نحن جميعاً مدينون لهم، وبهذه المناسبة نستذكر مرة أخرى جميع شهداء كردستان بشخص شهداء روج افا ونحيي ذكراهم وننحني اجلالاً أمام أرواحهم الطاهرة.

وبرغم من جميع الانتصارات والانجازات التي تحقق خلال هذه الثورة المقدسة، لازالت الهجمات على روج افا وعموم شمال سوريا مستمرة حتى الآن، بهدف القضاء على نظام الإدارة الذاتية والنهج الديمقراطي واخوة الشعوب التي تم ترسيخها بعد انطلاقة الثورة. حيث احتلت الدولة التركية الفاشية كل من جرابلس والباب بحجة داعش في آب 2016، وبعدها احتلت عفرين في بداية عام 2018بضوء اخضر من روسيا وعدم معارضة القوى العالمية الأخرى، ومن ثم احتلت سري كانيه وكري سبي في تشرين الأول من عام 2019 بموافقة الإدارة الأمريكية، كي تسد الطريق امام ثورة روج افا وللحيلولة دون ربط كانتوناتها، الا ان مقاتلو الحرية ابدوا مقاومة بطولية لا مثيل لها في عفرين ومناطق سري كانيه وكري سبي، ولازالت هذه المقاومة مستمرة حتى الان، كما تستمر دولة الاحتلال التركي وحلفاءها في تهديداتهم على مناطق روج افا وهم لازالوا على رأس عملهم ويشنون بين الفينة والأخرى هجماتهم الوحشية، وفي مواجهة هذه الهجمات، لا زالت ثورة الحرية ومقاومة هزيمة الاحتلال مستمرة بكل تصميم وبطولة.

لقد تم إشعال ثورة روج افا بتضحيات الشهداء الأبطال ودمائهم، وتم تقديم تضحيات جسام من أجل أن تنتصر هذه الثورة ويتحرر الشعب والوطن. لقد انتشر صدى المقاومة البطولية لفتياتنا وشبابنا الكرد في جميع أرجاء العالم وبالأخص مقاومة كوباني، فقد أصبحت رمز واسطورة عالمية.

أصبحت ثورة روج افا، نموذجاً في المنطقة، خاصة ضد الأنظمة المحلية والمهترئة والسلطوية، ليس فقط من ناحية الدفاع والبطولة، ولكن أيضاً من ناحية بناء نظامها الخاص، وموقفها من الشعوب والأديان، وفي نهجها الديمقراطي، وفي بناء مجتمع منظم، كما أصبح بناء المجتمع والنظام البديل، ودور المرأة الحرة في هذا المجتمع والنظام، نموذجاً عالمياً يجذب انتباه العالم كله، حيث كان لدور المرأة الكردية في ثورة روج افا تأثيراً فعالاً في الاعلام العالمي ويتم مراقبته عن كثب.

ثورة روج افا هي أيضاً ثورة مكونات المنطقة، نتيجة هذه الثورة، يعيش الكرد والعرب والآشوريون والسريان والكلدان والأرمن والشيشان وغيرهم، بالإضافة إلى المسلمين والمسيحيين والايزيديين والعلويين، في سلام وأمان مع بعضهم البعض على أساس المساواة، كما تم خطو خطوات جادة في مجال اتحاد القوى الكردستانية، وعقدت عدة لقاءات مع مختلف الأحزاب والمنظمات السياسية في روج افا وتم التوصل إلى نتائج واتفاقات جيدة.

إن ثورة روج افا، بناء مجتمع ديمقراطي ونظامه البديل، تستمر بنجاح في ذكراها التاسعة، وبهذه المناسبة نحن في المؤتمر الوطني الكردستاني نبارك الذكرى التاسعة لثورة روج افا في البداية لمقاتلي الحرية ولعموم الشعب الكردستاني كما نستذكر جميع شهداء كردستان في شخص شهداء مقاومة روج افا وننحني أجلالاً واحتراماً أمام ذكراهم".