المحامي رزان جيزر:سجن سيليفري يشهد تعذيباً وحشياً وسلسلة من الجرائم

أجرى المحامي وعضو جمعية محامين من أجل الحرية(OHD) رزان جيزر لقاءات مع المعتقلين في سجن سيليفري،وأكد بأن وتيرة الانتهاكات لحقوق الإنسان ضد السجناء في السجن تشهد تزايداً كبيراً .

أصدر المحامون في جمعية المحامين من أجل الحرية (OHD) تقريرًا بعد ورود معلومات بمحاولة العديد من السجناء الانتحار في سجن سيليفري نموذج(L) رقم (5)، بلإضافة لحادثة مقتل السجين فرحان يلمازفي السجن نفسه.

وأشار المحامون في تقريرهم إلى وجود انتهاكات عديدة لحقوق الإنسان في حجرات المعتقلين، بالإضافة لمعاملة إدارة السجن والحراس الإنسانية التي دفعتهم بمحاولة الانتحار.

لا أستطيع التحمل

وبحسب المحامي رزان جيزر، فإن هناك ضغطًا لايحتمل على السجناء مبيناً "كان هناك ضغط متزايد مؤخرًا، لكن في الحادثة الأخيرة، بحثنا عن السبب ودوافعه، فالسجين الذي قابلناه كان يتحدث عن ميول انتحارية نفسية، مؤكداً بأن حالته تزداد سوءًا، وكان بإمكاني رؤية هذا بوضوح في ملاحظتي، بعض كلماته التي تفوه بها "إما أن أخرج من هنا أو سأقتل نفسي"، فهذه واحدة من كلماته القليلة على وجه الخصوص، للأسف ، هذا هو حال بقية السجناء مختصرين معاناتهم بعبارة أريد أن أقتل نفسي، لا أستطيع التحمل".

سوف تقول أنك تكذب

ووصف المحامي جيزر حادثة السجين خليل غسان والذي يتواجد في قسم الإسعاف ومحاولة انتحار 6 من السجناء الآخرين حيث سرد قائلاً: "كل شيء بدأ من هنا، عندما قام أحد الحراس بصفع السجين، وبعد إبلاغ السجين عائلته بالحادثة، ونتيجة للحوار بينه وبين الحارس في يوم 6 نيسان حوالي الساعة 19.30، وبعد إخبارعائلته بهذا الأمر ورغبته في استخدام حقه في الشكوى، قاموا بإجباره على الاعتذار مكرهاً، بل كانت هناك ضغوطًات عليه كقول الحراس له "سوف نعتذر لك، لكنك ستقول إنك كنت تكذب".

لا يمكنكم الخروج من هنا

الحادث الذي ذكره المحامي جيزر وقع في المهجع الذي يضم 60 شخصا، خلال هذا الوقت، كان هناك حوالي 10 أشخاص التقوا وجهًا لوجه مع الإدارة والحراس.

وأكد المحامي جيزر أنهم لا يعرفون مصير عشرة أشخاص ممن  تعرضوا للحادثة، وتابع، لقد تعرض السجناء للعنف الجسدي والنفسي عندما حاول سجناء آخرون حمايتهم .

واضاف في اليوم السابع من نيسان، أتى رئيس الضباط مباشرة وهدد السجناء، مرة أخرى، حيث تتم هذه الزيارات مع حراس يتراوح عددهم بين 60 و 70 شخصًا، وهو ما يعادل تقريبًا عدد السجناء، وذلك للتخويف والترهيب.

نخاف من تأخير إطلاق سراحنا

وأشار المحامي رزان جيزر إلى أنهم وجهوا أسئلتهم الى السجناء عن سبب اختيارهم طريق الانتحار، وكانت إجابتهم: "لم نعد نستطيع تحمل الأمر بعد الآن، يمنعوننا من رؤية عائلاتنا، حيث لديهم أسلوب جديد للتعذيب، وذلك بسحب حقوقنا الهاتفية، ونحن محرمون من حقنا في الخروج بل  يُرسلوننا إلى مهاجع انفرادية، إننا نواجه باستمرار حالة نفسية صعبة من إطالة مدة إطلاق سراحنا وبتنا نشعرأننا لن نخرج من هنا أبداً."

يُمارس التعذيب بشكل منهجي، وأصبح أمراً معتاداً

الشيء المثير للاهتمام هو أن أولئك الذين حاولوا الانتحار الجماعي لا يعرفون فرحان يلماز، الذي قيل إنه مات بسبب نوبة قلبية وتعرض للتعذيب.

وتابع المحامي جيزر إن هذا يشير إلى أن التعذيب الممنهج منهجي والأكثر شيوعًا مما كان متوقعًا وقال : "الأصدقاء الذين التقيناهم في سيليفري لا يعرفون بأي شكل من الأشكال عن فرحان يلماز، وليس لديهم أي معلومات على الإطلاق ، هل انتحر أو مات من التعذيب، ربما هناك الكثير من الحوادث في الأقسام الأخرى لا نعرف عنها شيئًا".

تم العثور على الحبل المحظور

يقرر السجناء الانتحار في مواجهة العنف الذي يتعرضون له. ومع ذلك، في حين أن حتى الأحذية الرياضية محظورة عادة في السجن، يقول المحامي جيزر إنه تم العثور على آثار خيط على عنق السجين خليل غسان وفرحان يلماز.

لقد ارسلوا الشفرات والحبل إلى السجين خليل غسان

وتابع المحامي رزان جيزر في التقرير، الذي قال عن الحادثة التي ماتزال  لغزًا فكيف يحصل أولئك الذين حاولوا الانتحار على المخدرات والتي يصعب العثور عليها في السجن: "في تلك اللحظة، أخبرونا أن المخدرات في أيدينا، ومع ذلك، من الصعب جدًا الحصول على أدوية الكلى والمضادات الحيوية الثقيلة ومسكنات الألم، بالإضافة إلى ذلك، كان السجين خليل غسان يعاني بالفعل من مشاكل نفسية، لقد حاول الانتحار عدة مرات من قبل، وخاصة أن إدارة السجن كانت تستمتع بذلك، من خلال إرسال شفرات الحلاقة لهم إلى الزنزانة حيث يتواجد خليل ويرسلون الخيوط أو أربطة الأحذية أيضاً، في الواقع، يمكن تفسيرها على أنها وسيلة لدفع السجناء للإقدام على الانتحار ".

تهميش إطلاق سراح السجناء

وأشار المحامي رزان جيزر إلى أنه تم إخراج السجناء من هناك بعد وقوع الحادثة، وقال أيضًا إن بعضهم أراد ذلك ولم يستطع تحمل الضغط: "كنا سنلتقي بحوالي سبعة أشخاص، لكن تم ترحيلهم، فقط تمكنا من مقابلة ثلاثة فقط ، ويبدو أن مطالب السجناء ستبقى عالقة والسجين الذي قابلته كرر قوله، "كان من المفترض أن أخرج في شهرأب، لكن لا يمكنني البقاء هنا، إما أن يطلقون سراحي أو سأقتل نفسي هنا".

لن يعلم أحد إذا مات

وفي ختام حديثه قال المحامي جيزر إن الضغط على السجناء قد ازداد في السجون، خلال الفترة الماضية ، مضيفا انه : في المرة الأخيرة التي ذهبنا فيها إلى سجن باكيركوي للنساء، كان هناك ضغوط وممارسات لإانسانية.

مضيفا أنه على سبيل المثال، التقى أحد أصدقائنا المحامين في الوفد بسجين ترعرع في دار للأيتام وليس لديه أحد، لقد كان في السجن لسنوات، لا يوجد أحد للاتصال به. لذا فهو في الواقع مُمهد تمامًا للتفكير بالانتحار،وإذا مات فلن يعرف أحد بذلك ".