اللعبة القذرة لحزب العدالة والتنمية في بدليس

قام كل من حزب العدالة والتنمية والدولة التركية في الآونة الأخيرة بإعادة تفعيل خططهما القائمة على التدمير والحرائق والهدم والصهر والتهجير في مدينة بدليس القديمة بكردستان.

أصبحت بدليس التي تُعتبر إحدى المدن القديمة في كردستان هدفاً لهجمات الدولة التركية على الدوام، وعملت الدولة التركية، التي قتلت ونفت الآلاف من الناس في بدليس مع خطة الإصلاح الشرقي عام 1925، فيما بعد على توطين  العجم والأتراك الذين جلبتهم من وسط آسيا والقوقاز في كل من خلات وألجواز في وسط المدينة، وكذلك في مدينة تطوان، ودمرت الدولة التركية، التي لم تفلح في تنفيذ خطة الإصلاح الشرقي، عشرات القرى وقتلت مئات الأشخاص وهجرت الآلاف في فترة التسعينيات، وعندما لم تنجح هذه السياسة، قامت بإعادة تفعيله مرة أخرى، وفي عام 2021، تم تدمير مئات المصانع الحرفية في مركز مدينة بدليس تحت اسم "التحول العمراني"، كما تم تخريب الآثار التاريخية العائدة لآلاف السنين تحت مسمى الترميم، وفيما كانت تجري هذه الأمور في مركز مدينة بدليس، كان يتم قصف عشرات القرى والمزارع في شهري تموز وآب 2023 بمناطق خيزان وتطوان يومياً، وكذلك يتم قتل الطبيعة وتدمير الكروم والحقول وتهديم المعامل والبيوت، ونتيجة لذلك، يضطر الناس إلى النزوح عنها.

وفي 2 حزيران، تم الإعلان عن حظر التجوال في العديد من القرى والمزارع التابعة لناحية خيزان، وبالأخص في كل من حارات، آكونوس، كوفان، لانيلان، خولابور، كالوكان، سوره، برتاوان، كوران و أوريا، وبتاريخ 3 حزيران وبعد إعلان حظر التجوال في القرى، تم اقتحام العديد من البيوت في قرية خولابور، حيث جرى اعتقال العديد من القرويين في المداهمات.    

تدمير الطبيعة

وفي اليوم الرابع من حظر التجوال، علق آلاف الأشخاص في بيوتهم في 10 قرى من القرى التابعة لناحية خيزان، وتُركت المحاصيل على الأرض، وتعرضت المواشي للجوع لعدة أيام، كما قُصفت قرى حوزران، آكونوس، كوفان، لانيلان، خولابور، كالوكان، سوره، برتاوان، كوران ومزرعة بيسان، التي تم إعلان حظر التجوال فيها بشكل متواصل دون توقف، ولم يسمحوا للمواطنين المرضى بالذهاب إلى المشفى، وقاموا بجلب الآليات الضخمة وبدأوا في شق الطرق بين كروم وحقول القرويين، وجُرفت آلاف الدونمات من الحقول والبساتين، وتعرضت للقصف بالمروحيات وقذائف المدفعية على مدى أيام متواصلة.  

وفي 15 تموز المنصرم، تم إعلان المنطقة المعروفة باسم منطقة غابة البندق، التي تقع بين جنوب نهر كسن وجنوب شرق نهر مليح زل وجنوب غرب حاميني، كـ "منطقة أمنية خاصة" بين 14 و 28 تموز 2023، وتعرضت على إثر ذلك للقصف المكثف، كما أن القرويين الذين أرادوا الذهاب لسقي حقولهم وبساتين تعرضوا للاعتقال من قِبل الجنود الأتراك، حيث تم حظر ذهاب القرويين إلى الحقول، واستمر القصف داخل القرى وما حولها بالطائرات المسيّرة والمروحيات، وفي الهجمات العسكرية التي بدأت بعد حظر التجوال، اقتُلعت أشجار القرى ودمرت الطبيعة. 

سيتم بناء مخافر عسكرية جديدة

والهدف من العمليات العسكرية هو تدمير مناطق الغابات الحراجية والكروم الحقول والبساتين في الوديان وتحويل المنطقة إلى قاعدة، حيث أن القرى والغابات الحراجية التي قصفوها ودمروها، كانت قد تعرض للحرائق والإخلاء في أعوام التسعينيات، فيما عاد القرويون الذين أجبروا على مغادرة قراهم لاحقاً، وقاموا ببناء حياة جديدة، وهذه المناطق التي تم إحيائها من جديد، أصحبت مجدداً هدفاً للدولة التركية.    

ويعمل الجيش التركي على اقتلاع أشجار البندق من جذورها في قرية خولابور بالجرافات لشق الطرق، وبعد قصف محيط قريتي خولابور وكاكولان جواً وبراً لعدة أيام، تم تركيب كاميرات المراقبة والتصوير في جميع القرى.

تم تعذيب القرويين

وبعد الاشتباكات التي اندلعت صباح 10 آب الجاري في محيط قرية بيانداس التابعة لناحية تطوان في بدليس، شن الجيش التركي في اليوم التالي عملية عسكرية في القرية واعتقل 8 قرويين، ومنهم مصطفى تدبيرلي، كرم آفراس، وغريب إيبك، الذين جرى اعتقالهم تحت التعذيب.    

إخلاء مركز مدينة بدليس قسراً

تشهد هذه الأحداث في كل من تطوان وخيزان، فيما تتعرض مئات المحلات للتدمير والتهديم في وسط مدينة بدليس بذريعة "التحول العمراني"، حيث تم تدمير 700 بيت ومحل في 5 أحياء لمدينة بدليس، وبدأت الدولة التي دمرت بيوت الناس ومحلاتهم ببناء "حديقة الأمة" هنا.

وبحسب تقارير الأمم المتحدة، تم تهجير ما لا يقل عن 500 آلاف شخص قسراً من كردستان في الفقرة الممتدة ما بين العامين 2015 – 2017.