مع حلول الذكرى الرابعة والعشرين لمؤامرة 15 شباط 1999 الدولية التي نفذت بحق القائد عبدالله اوجلان، يخوض الشعب الكردي وكل من في الحركة، نضالاً اسطورياً لا مثيل له، لإطلاق سراح القائد وإنهاء المؤامرة.
وفي هذا السياق تحدث الكاتب والصحفي حسن جودي، لوكالة فرات للانباء ANF على مؤامرة 15 شباط 1999 ضد القائد عبدالله اوجلان والهدف من العزلة المشددة المفروضة عليه.
ولفت جودي الانتباه إلى نضال الشعب الكردي من أجل الحرية واللغة والثقافة والأدب وقال: "لطالما نفذ بحق الشعب الكردي هجمات إبادة جماعية بسبب نضالهم لنيل حريتهم وترسيخ وجودهم وهويتهم، كان الهدف من كل هذه الهجمات والمؤامرات في المقام الأول القضاء على الكرد وابقائهم بلا قيادة، حيث تم تنفيذ هذه المؤامرات على المستوى المحلي والدولي، وكانت اتفاقية لوزان أكبر هجوم ومؤامرة وإبادة نفذت بحق الشعب الكردي في التاريخ الحديث، حيث كانت لوزان هي معاهدة لإبادة الكرد، وتقسيم كردستان إلى 4 دول قومية، ويمكن تلخيص الغرض من لوزان على النحو التالي:
- نفي وجود الشعب الكردي والا يكون له مكانة على الساحة الدولية بأي حال من الأحوال.
- يجب انهاء وجود الشعب الكردي مثل زيلان وحلبجة والأنفال ومئات المجازر الأخرى في التاريخ.
-ابادة الثقافة والادب الكردي.
-اخضاع الشعب الكردي لسياسة التهجير.
-تقسيم الشعب الكردي وإعاقة وحدتهم واخضاعهم لسياسة البطالة.
واشار الصحفي جودي إلى الفرق بين تاريخ النضال الكردي وحزب العمال الكردستاني (PKK) وبين الحركات الأخرى وقال: "تستمر سياسة الإنكار والتدمير هذه منذ مائة عام، والشعب الكردي خاض خلال مائة عام هذه العديد من الانتفاضات والنهضات وتمكن من الوصول إلى هذا المستوى، لكنهم لم يصلوا الى المستوى المطلوب ولم يحققوا المزيد بسبب المؤامرات والهجمات التي تنفذ بحقهم، ومع بداية حركة حزب العمال الكردستاني والنضال الذي خاضته، تمكنت من منع هذه الهجمات والمؤامرات الى مستوى معين.
يناضل حزب العمال الكردستاني ضد سياسات إبادة جماعية بحق الشعب الكردي منذ مائة عام، وأوقفها وأعاد إحياء الشعب الكردي؛ ما يميز حزب العمال الكردستاني عن الحركات الأخرى هو أنه مبني على فكر وفلسفة القائد اوجلان الذي عمل على منع اتفاقية لوزان من إبادة الشعب الكردي وتقسيم كردستان، لهذا يمكننا القول أن نضال القائد وحزب العمال الكردستاني هو ضد اتفاقية لوزان منذ البداية وتمكنا من هزيمتها".
وذكر الكاتب والصحفي حسن جودي أن قوى المتآمرين والقوى المحلية تواصلت واتفقت على منع هذه الحركة وقال: "اتفقت القوى الدولية والدول القومية التي احتلت كردستان، على كيفية منع النضال الذي يخوضه حزب العمال الكردستاني في كردستان والذي أصبح عالمياً، لان القائد اوجلان وحزب العمال الكردستاني، قد احبطا كل ألاعيبهم وخططهم، حيث تمكنا من استخدام الورقة الكردية التي تستخدمها انظمة الدولة القومية ضد بعضهم البعض، لصالح للشعب الكردي، وهذا ما جعل نضال حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي نضالاً عظيماً.
وصرح جودي أن القائد عبد الله أوجلان وحزب العمال الكردستاني كان لهما سياسة مستقلة منذ البداية وقال: "لهذا ما فعله نظام الدولة القومية،فشل في جذب القائد اوجلان وحزب العمال الكردستاني إلى جانبه، على العكس من ذلك كان حزب العمال الكردستاني بمثابة عاصفة عاتية في وجه اهدافهم، لذا بدأوا مؤامرة ضد القائد اوجلان وحزب العمال الكردستاني، وكانت الخطوة الأولى لهذه المؤامرة هي ادراج حزب العمال الكردستاني في "قائمة الإرهاب" بمزاعم لا أساس لها من الصحة، كما اتهم حزب العمال الكردستاني باغتيال أولف بالما، وبعد 32 عاماً، اعترفت الحكومة السويدية بأن حزب العمال الكردستاني لم يفعل ذلك، وهذا يؤكد أن حزب العمال الكردستاني ليس منظمة إرهابية وتم إضافته إلى قائمة الإرهاب بهذا الادعاء".
وتعليقا على تورط قوى كردية في المؤامرة الدولية ضد القائد اوجلان في 15 شباط 1999، قال جودي: " كانت الحرب التي شنتها القوات الكردية ضد حزب العمال الكردستاني بين عامي 1992و2000 جزءاً من المؤامرة، حيث تم تنفيذ العديد من الهجمات والمؤامرات على القائد اوجلان في دمشق ولبنان، وجرت المحاولة الأخيرة في 9 تشرين الاول 1998 للقضاء عليه؛ أراد النظام العالمي التدخل في الشرق الأوسط لإعطائه شكلاً جديداً، الا ان الكرد الاحرار وقفوا عقبة في طريق مشروعهم، كما تولى القائد اوجلان وحزب العمال الكردستاني زمام المبادرة، لذا يعد القائد اوجلان قائداً للشرق الاوسط، لان لديه البديل لنظام الحداثة الرأسمالية الا وهي نموذج الحداثة الديمقراطية، لهذا تنظر الانظمة العالمية الى القائد اوجلان على انه عقبة رئيسية في وجه مشروعها الاحتلالي؛ شاركت ثلاثون دولة في هذه المؤامرة، من آسيا إلى إفريقيا وأوروبا والأميركتين، كما كان لبعض الجهات الكردية الخائنة مكان في هذه المؤامرة، حيث انضمت هذه الجهات إلى القوى المحلية للقضاء على القائد اوجلان وحزب العمال الكردستاني. وكانت بداية هذه المؤامرة في 9 تشرين الاول 1998 وانتهت في 15 شباط 1999، عندما تم اختطاف القائد وتسليمه إلى تركيا".
ورداً على السؤال حول سبب تسليم القائد عبد الله أوجلان إلى تركيا، قال جودي: "لعبت تركيا دوراً سلبياً للغاية في المؤامرة، ولكي تضع الانظمة العالمية تركيا تحت سيطرتها، قامت بتسليم القائد اوجلان لها، وبهذه الطريقة اخضعت تركيا لسيطرتها، كما إنه حتى وصول حزب العدالة والتنمية وأردوغان إلى السلطة كان جزءاً من استمرار مستويات أخرى من المؤامرة، حيث كان سبب تشكيل حزب العدالة والتنمية، هو تقليص دور حزب العمال الكردستاني في الشرق الأوسط، الا انه تبين بعد أكثر من 20 عاماً، أنهم يفشلون وان من يهزم هو حزب العدالة والتنمية واردوغان وليس حزب العمال الكردستاني وحركة التحرر الكردستانية، والآن الدولة التركية تنهار تدريجياً والجميع يدرك ذلك".
وتابع الكاتب والصحفي حسن جودي: "هناك مشكلة كبيرة في الشرق الأوسط وهي القضية الكردية، وممثل هذه القضية القائد اوجلان، لهذا على كل دولة، تسعى لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة ، اتخاذ إجراءات فورية من أجل حرية القائد اوجلان، لأنه بدونه لا يمكن حل القضية الكردية، وبدون حل القضية الكردية، لا يمكن حل أي قضية من قضايا الشرق الأوسط، هذا امر يدركه الجميع، أي دولة تريد الوصول إلى القوة في الشرق الأوسط يجب أن تتخذ القائد اوجلان والقضية الكردية كأساس لها".
واشار جودي إلى نظام التعذيب والعزلة في إمرالي، وقال: "أوروبا ومجلس أوروبا والولايات المتحدة مسؤولة عن هذا النظام، تركيا هي المسؤولة في المستوى الثاني، إذا كان هناك نظام تعذيب وعزلة في إمرالي، فإن مجلس أوروبا واللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب في المعتقلات (CPT) والولايات المتحدة هم المسؤولون، لأنهم سبب خروج القضية الكردية الى الساحة في أوائل القرن العشرين، هم الذين سلموا القائد اوجلان إلى تركيا، لذلك فهم مسؤولون عن حياة وصحة القائد اوجلان".
وذكر الكاتب والصحفي حسن جودي، أن القائد عبدالله اوجلان أصبح شخصية عالمية وقال: "القائد اوجلان كردي حقيقي وله أطروحة عالمية، وحالياً تدرس العشرات من الجامعات حول العالم السياسة العالمية بناءً على فكره وفلسفته، لهذا بقاء القائد اوجلان داخل السجن تشكل نقطة سوداء بشأن الديمقراطية الأمريكية ، وأوروبا اللتان تناديان بالديمقراطية، كما هي نقطة سوداء على وجوه تركيا والولايات المتحدة والدول الأخرى المتورطة في المؤامرة".
وفي ختام حديثه أشار جودي إلى أن النضال من أجل حرية القائد اوجلان هو واجب وطني على كل كردي، وواجب أخلاقي للإنسانية، وواجب أخلاقي للإعلام والمتدينين، وواجب على البشرية جمعاء، وقال: "إذا كان القائد اوجلان لا يزال مسجوناً، فإن الديمقراطية في العالم لا معنى لها، وكل الدعوات للديمقراطية التي تنادي بها أمريكا مشكوك فيها، كيف يمكن ابقاء شخصية مناضلة من اجل جميع الشعوب المضطهدة كالقائد اوجلان داخل السجن؟".