تلجأ دولة الاحتلال التركي بشكل يومي إلى استخدام الأسلحة الكيماوية والغازات السامة المحظورة على مناطق جنوب كردستان ومناطق الدفاع المشروع وعلى طبيعة كردستان، حيث أعلنت قوات الدفاع الشعبي-HPG مؤخراً بأن دولة الاحتلال التركي قصفت بين الـ 7 و9 من كانون الأول الجاري خنادق الحرب للشهيد بوطان في ساحة المقاومة في جمجو على الأقل 150 مرة بالأسلحة الكيماوية، وهذا الأمرد يشكل بحد ذاته ضرراً كبيراً على طبيعة المنطقة.
وفيما يتعلق بالموضوع، تحدث خبير علم الفيزياء الدكتور سادات عبد الله عزيز، إلى وكالة فرات للأنباء-ANF حول تأثير وأضرار القصف بالأسلحة الكيماوية.
وأوضح الدكتور عزيز بأن استخدام الأسلحة الكيماوية بكافة أنواعها تعتبر كارثة إنسانية وفق المعايير والاتفاقيات الدولية، وقال بهذا الخصوص: "وفقاً للقوانين الدولية، ستتم محاكمة كل دولة أو شخص أو أمة تقوم باستخدام هذه الأسلحة ضد شعب آخر في المحاكم الدولية وفقاً للقوانين الحالية."
"تشكل تأثيراً على كامل النظام البيئي"
وتحدث الدكتور سادات عبدالله عزيز عن تأثير الأسلحة الكيماوية أيضاً وتابع قائلاً: "إن استخدام الأسلحة الكيماوية لا تشكل تأثيراً فقط على الإنسان فحسب، بل تشكل تأثيراً سيئ للغاية على البيئة، ولها تأثير على كامل النظام البيئي، وهذا الأمر يصبح سبباً في ألا تقوم الطبيعة بتجديد نفسها مثل السابق لمئات السنين بعد استخدام هذا السلاح، وتشكل ضرراً كبيراً على المستقبل، ووفقاً للأبحاث العلمية، فإن تأثير جميع أنواع الأسلحة والغازات السامة في تلك المنطقة يكون بالدرجة الأولى على البشر وجميع الكائنات الحية، حيث يستمر تأثير هذا السلاح على الإنسان والمنطقة على مدار مئات السنين."
"تنقرض الحياة في الطبيعة التي تتعرض لاستخدام الأسلحة الكيماوية"
وفيما يتعلق باستخدام الأسحلة الكيماوية، أشار الدكتور عزيز إلى أنه يجب التركيز على هذا الموضوع بعناية، ومن الضروري توجيه الدعوة إلى المراكز والمؤسسات العلمية العاملة على الأسلحة المحظورة وإجراء التحقيقات الجادة في هذه المناطق، وأبدى بهذا التقييم: "إذا ما تبيّن استخدام الأسلحة المحظورة في هذه المناطق، فيجب إجراء التحقيق مع الدول التي لها نفوذ ودور بارز، وكذلك تلك الشركات التي تستخدم هذه الأسلحة، لأن استخدام الأسلحة الكيماوية لا تقضي فقط على "عدوك" فحسب، بل تدمر الطبيعة أيضاً في ذات الوقت، وهذا الأمر يصبح سبباً بانقراض الحياة في تلك البيئات."
"يجب إنشاء مركز للعمل حول هذا الموضوع"
وبيّن الدكتور سادات عبدالله عزيز بأنه في الحقيقة جميع الأعمال بحاجة إلى التنظيم، ويجب أن يكون هنالك مركز ليقوم بالتعامل مع هذا الأمر ويتصرف بمسؤولية حيال ذلك، وتابع بالقول: "يجب جمع منظمات المجتمع المدني ومؤسسات حقوق الإنسان العاملة والأناس المتخصصين في هذا الشأن، ليكونوا قادرين على العمل فيه."
هنالك محاولة للقضاء على أمة"
بما أن الموضوع هو موضوع متعلق بالإبادة الجماعية التي تحاول القضاء على أمة، لذلك هنالك حاجة إلى منظمة مستقلة للعمل على هذا الموضوع،
ولذلك، تقتضي الضرورة في أن تقوم المؤسسات المحلية والدولية من خلال مؤسسات المجتمع المدني المعنية بحقوق الإنسان، بإنشاء منظمة لها وتوجيه الدعوة لها، وبهذه الطريقة، يمكنها استخدام الأشخاص المختصين والأكاديميين في هذا البلد لتقديم المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع ووضعه ضمن المعايير العالمية."
"أعداء الكرد يريدون تسييس الموضوع"
وذكر الدكتور سادات عبدالله عزيز في نهاية حديثه قائلاً: "يسعى أعداء الكرد إلى تسييس هذا الموضوع، لأنهم يتصرفون وفقاً لمصالحهم، والكرد هم بالأساس ليسوا ضمن مصالحهم الخاصة، ويجب إشراك المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان في هذه العملية من أجل إخراج هذه القضية من دائرة التسييس، ورفع الغطاء السياسي عنها، وجعلها قضية اجتماعية وثقافية وبيئية، كما يجب حماية أهالي المنطقة الذين يعيشون في تلك البيئة.
"مفتاح الحل هو الحوار وإيجاد طريق الحل"
إن حل القضية الكردية في تركيا لا يتتم من خلال الهجوم بالأسلحة المحظورة، فالعملية السابقة أكدت لنا هذا الأمر، كما أن الحل لا يكمن في القتل، لأن مفتاح الحل هو الحوار وإيجاد حل جذري للقضية الكردية في تركيا."