الدار خليل: هناك تعاون بين الاستخبارات التركية والسورية في زعزعة أمن المنطقة

أوضح عضو في الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، الدار خليل، أن القضية الوحيدة التي تتجادل حولها الدولة التركية ونظام دمشق، هو العداء الموجه ضد مناطق روج آفا، لافتاً إلى ما يبذله جهاز الاستخبارات التركية والمخابرات السورية في إحداث الفتنة في المنطقة.

أكد العضو في الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، الدار خليل، أن التصريحات التي أدلى بها نائب وزير الخارجية السوري بشار الجعفري حيال تركيا، ترد في العلاقات بين البلدين للضغط على بعضهما البعض، مقيما في لقائه مع وكالة فرات للأنباء ANF، تعاون دولة الاحتلال التركي ونظام دمشق.

وذكر الدار خليل أنه لمن سوء حظ الشعب السوري أن يكون جيرانه مثل أردوغان والدولة التركية، وقال: "منذ بدء الثورة في سوريا تدخل أردوغان ونظامه في سوريا، وكان لهذا التدخل نتائج سلبية عديدة، وأحدها لم يسمح بحل سياسي، وأيضاً جرد المعارضة التي انتفضت ضد النظام السوري من قيمها وحوّلها إلى جماعات إرهابية، كما أصبح سببا في بقاء النظام السوري على رأس الحكم وأعاد له الحياة بعد أن كان على وشك السقوط ولم يعد بإمكانها المقاومة، أي أن دور الدولة التركية سيء للغاية".

وأوضح أن "الحزب الذي لا يزال يقف في وجه القوى الديمقراطية والمطالبة للحرية في سوريا هو حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وأنه لولا دخول تركيا على خط الأزمة السورية لكان من الممكن أن يحدث اتفاق بين الشعب السوري والنظام. لكن هذا التدخل حال دون إيجاد حل وبسبب التدخل التركي، لم يتخذ النظام السوري أي إجراء، ولم يُسمح للقوى المعارضة باتخاذها، وإنما يتم استهدافهم. ونحن كقوى معارضة نرفض ما يقوله أردوغان لهذا يشن هجمات وحشية ضدنا وضد القوى الديمقراطية".

وذكَّر ألدار خليل بأن الدولة التركية احتلت عفرين وسري كانيه وكري سبي، وقال: "لم يكتف اردوغان بالمناطق التي احتلها في سوريا، وإنما ينشئ أجندة عالمية ويواجه الصعوبات عندما يرى أن هناك مقاومة، والآن يركز على زرع الفتنة بين الطرفين. فمن جهة يرسل استخباراته للاجتماع مع النظام السوري ويتوعد بأنه سيدعمه باستمراريته ولن يحاربه كما كان يفعل سابقاً في حال إحداث التغيير الديمغرافي وعدم الاتفاق مع المسؤولين في شمال وشرق سوريا وإيجاد حل لقضيتهم".

وقال: "لقد طالب أردوغان بإسقاط نظام الأسد في سوريا  في 2011-2012، لكنه غير من سياسته بإحداث الفتن بين مكونات المنطقة، لأن مشروعنا يعتمد على نهج الأمة الديمقراطية، أي يجب ان ينال جميع مكونات المنطقة حقوقهم الثقافية والسياسية، إلا أن أردوغان يسعى لإحداث نزاعات بين شعوب ومكونات المنطقة كي يفرقهم".

وأكد الدار خليل وجود علاقات وثيقة بين النظام السوري والدولة التركية، قائلاً: "يسعى النظامان لإحداث الفتن والنزاعات بين العشائر العربية والمكون السرياني والشخصيات الهامة فيها، كما يسعيان لاستهداف أمن المنطقة بإحداث بلبلة من خلال إنشاء خلايا نائمة، ومن جهة أخرى ينتهجون سياسة الحرب الخاصة وينشرون عبر وسائلهم الإعلامية الأكاذيب حتى يزرعوا الرعب والخوف بين الشعب الذي عانى من ويلات الحرب ويضعفوا آماله في الخلاص. كما يستغلون الحالة المعيشية الصعبة جراء الحرب ويستخدمونها ضد الثورة". 

وتابع: فعلى سبيل المثال؛ لا توجد بوابات حدودية ولا تجارة ولا اتصال بالعالم الخارجي كما كان من قبل، لهذا تعاني المنطقة من أزمة اقتصادية. وتسعى تركيا إلى أن تظهر ذلك على أنه أزمة كبيرة، من خلال وكالات الحرب الخاصة التابعة لها، حيث أحدثت الفتن والنزاعات في مناطق شمال وشرق سوريا مستغلة الأزمات التي تمر بها المنطقة بسبب الحصار، لكن أبناء المنطقة يدركون جيدا حقيقة السياسة التي تنتهجها تركيا ما تسعى إليه منذ عام 2011، وأنهم يؤمنون جيدا بنهج الأمة الديمقراطية لهذا لا ينخدعون بالشكل الذي تتصوره تركيا. 

وأردف: كما كان للإدارة الذاتية والقوى الأمنية والشخصيات المعروفة دورا فعال في التصدي لهذه الخطط التي سعت ورائها كل من النظامين التركي والسوري وابطلت مفعولها في تفريق مكونات المجتمع وزعزعة صفهم.

وأوضح الدار خليل، في إشارة إلى تصريحات نائب وزير الخارجية السوري بشار الجعفري، إن الدولة التركية كانت تتدخل في كل مكان، وقال: "إن الدولة التركية هي التي أنشأت الجماعات الإرهابية من جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابي، وهي التي قدمت لها الدعم العسكري والاستخباراتي واللوجستي والمعلومات والخطط الاستخباراتية. الجميع يدرك ذلك سواء ان قالها بشار الجعفري ام لم يقلها. فخلال مقاومة كوباني في عام 2014 ، شوهد كيف سهلت الدولة التركية تحركات العصابات الارهابية للعبور من حدودها والدخول للاراضي السورية، كما ارسلت المركبات المفخخة إلى كوباني كري سبي. لقد كان دعم الدولة التركية واضحاً للغاية ولم يكن هذا الأمر مخفيا على أحد، كما أن الجميع يدرك ما ترتكبه الدولة التركية من انتهاكات وجرائم في أذربيجان وأرمينيا وليبيا والبحر الأبيض وسوريا والعراق، أي هذه الانتهاكات ليست بالأمر الجديد.

واستطرد: وإذا كان النظام السوري يضع هذا على جدول أعماله في هذه المرحلة، فهناك روابط استخباراتية بينهما. هناك علاقة بين هاكان فيدان والمخابرات السورية. ولكن الآن هناك بعض التناقضات بينهما. هناك مشاكل بين أردوغان والنظام السوري وأردوغان وروسيا والنظام السوري بشأن قضية إدلب. كما أن هناك خلافات حول هذه المسألة. يريدون الضغط على بعضهم البعض في حالة إدلب، فيطلقون مثل هذه التصريحات. أما السبب الثاني هو أن النظام السوري يريد وصف نفسه بأنه "حامي الأرض العربية" في العالم العربي.