الازمة الاقتصادية اثرت على الرعاة أيضا

بسبب سياسات الحرب لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية تزداد الازمة الاقتصادية يوما بعد يوم، حيث اثرت الازمة على الرعاة في جولميرك أيضا.

جولميرك التي تتمتع بطابع غني جدا من حيث طبيعتها وجبالها ، والتي تُعدالمصدر الرئيسي لكسب الرزق لسكانها هي رعاية المواشي،  البدو والرعاة الذين يتجهون الى الوديان في شهر أيار يمكثون فيها ستة اشهر، الرعاة الذين يربون المواشي في هذه الأماكن يكسبون قوت يومهم من الحليب، اللبن والجبن الذي ينتجونه كما يكسبون رزقهم من خلال بيع هذه المنتجات، هذه المنتجات تباع لاشخاص خارج المدينة، الاعمال التي تتولى فيها النساء المسؤولية في هذا المجال يتم من خلال تقسيم العمل ما بينهن . بعضهن يقمن بحلب الأغنام، بعضهن يجز الصوف والريش والبعض الآخر يقوم بالاعمال المنزلية كصنع الاجبان والالبان .

 

وحول ذلك، قالت زينب اوزير التي ظلت تقوم باعمال الرعاية في جولميرك لسنوات، ان الأشخاص الذين اعتادوا ان يرتدوا لهذه الأماكن لم يعاودوا المجيئ بعد الآن ، قرروا ترك العمل في هذا المجال . الناس الآن حيارى ولا يعلمون مايمكن القيام به من اعمال في هذه الأراضي نتيجة هذه الظروف والازمة الاقتصادية ، وقالت ان الذين يربون المواشي لم يعد بمقدورهم كسب المال او شراء الطعام والشراب او الكسوة ، كما اكدت اوزير ان توفير كل شيء في ظل هذه الازمة اصبح اكثر صعوبة وقالت : " في السابق ، كانت تأتي لمراعينا 14 او 15 عائلة ، لكن الان لا يتردد الينا سوى 5 عائلات، معظم الذين اعتادوا القدوم الى هذا المرعى اضطروا لبيع مواشيهم، قبل الازمة كنا نأتي ونغادر المرعى بالسيارة باجرة 50 ليرة تركية لكن الان لا يمكننا المجيئ حتى بمبلغ 350 ليرة تركية ، اصبح علينا القدوم ومغادرة المرعى هذا امر في غاية الصعوبة . لهذا فقد اضطر الكثير من الناس الى ترك العمل في هذا المجال، اذا استمر الوضع على هذا النحو فسأضطر انا أيضا الى ترك عملي .

" اننا نخسر "

وأوضحت اوزير ان منتجاتهم لم تعد تعود عليهم بالفائدة المادية وقالت : لقد بلغت صعوبة الامر الى درجة اننا لم يعد بمقدورنا الاحتفاظ بالماشية . ارتفعت أسعار الحيوانات كما ارتفعت أسعار المنتجات الأخرى بشكل كبير، كل يوم تقريبا تأتي زيادة في الأسعارعلى كل شيئ . الادوية التي نشتريها للحيوانات أصبحت باهظة الثمن، ومقارنة برواتب الرعاة فقد أصبحت احتياجاتهم صعبة التامين للغاية ، معنويات الجميع محبطة بشدة وذلك بسبب الازمة الاقتصادية والحروب والقتل ، المنتجات التي نحصل عليها هنا لم تعد كافية لسد احتياجاتنا ، وعلى الرغم من ان سعر منتجاتنا قد ارتفع الا اننا نخسر لان المفارقة موجودة في زيادة أسعار المنتجات الأخرى والمتطلبات الحياتية .