الاتحاد الوطني الكردستاني: الديمقراطي الكردستاني لم يأخذ الدروس والعبر من خيانته على مدى 27 عاماً

أدلى المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني (YNK) ببيان كتابي، بمناسبة ذكرى "خيانة" الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، الذي تسبب في دخول دبابات صدام حسين إلى مدينة هولير قبل 27 عاماً.

يصادف اليوم 27 عاماً على الخيانة التي وقعت في 31 من آب 1996، والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى من البيشمركة، كما هُجِر الآلاف من الكرد.

أصدر المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني (YNK)، اليوم الخميس، بياناً كتابياً إلى الرأي العام حول ذكرى خيانة 31 آب.

 وجاي في نص البيان:

قال الاتحاد الوطني الكردستاني أن “ما يؤسف عليه، أن الطرف المسؤول عن خيانة 31 آب، بدل أخذ العبر من التاريخ، ماض على سياسته العوجاء نفسها وبروح المصالح الحزبية الضيقة ذاتها، ومنهمك من جديد في إذكاء الصراعات والغدر”.

"قبل 27 عاما، وباستدعاء وإرشاد من قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، احتلت قوات الحرس الجمهوري التابعة للنظام الدكتاتوري البعثي، مدينة هولير، عاصمة كردستان وعاصمة حلم الحرية ومركز المؤسسات السيادية لبلدنا، وألحقوا أضرارا جسيمة بمعاني القومية والوطنية، لا يمكن نسيانها الى الأبد.

لم يكن قد مر سوى 6 أعوام على انتفاضة شعب كردستان ضد ظلم واضطهاد النظام البعثي، حيث حرروا جزءا من أرض الوطن من قبضته، إلا أن الحزب الديمقراطي، وبذريعة اختلال ميزان القوى الواهية خلال الاقتتال الداخلي، أعاد مرة أخرى جيش الأنفال والقصف الكيماوي الى أرض كوردستان وتحديدا مدينة هولير، وأسفر ذلك عن استشهاد وجرح المئات من بيشمركه ومناضلي الاتحاد الوطني الكردستاني وقوى المعارضة العراقية، كما تم أسر المئات منهم  وتغييبهم، وكسرت دبابات الجيش الشوفيني هيبة البرلمان المنتخب من قبل شعب كردستان، ولطخوا تجربتنا من بداية نشوئها.

بالرغم من أن هذه الخيانة، وكمثيلاتها في تاريخ هذا الحزب، تبقى لطخة حالكة السواد في ذاكرة شعبنا، ولن تتمكن مئات الذرائع من الخطب الاعلامية والكتب المزيفة والسرد التضليلي للأحداث من محوها، إلا أن الاتحاد الوطني الكردستاني والأحزاب والقوى السياسية الكردستانية الحريصة الأخرى، مستندين الى أملهم بمستقبل شعبنا ومشروعية القضية الكردية، وبأنه لا يمكن أن تتعطل وتتجمد العملية السياسية في نقطة معينة، اختاروا جميعا قدر أفضلية السلام والاتفاق وقفزوا فوق جراح الغدر والخيانة، وعملوا جاهدين للحفاظ على المتبقي من هيبة تجربة أمتنا، وفتحوا صفحة جديدة للسلام ومعاودة النضال الديمقراطي. لذا فإن إسقاط جيش النظام الداعم لكارثة 31 آب في عملية حرية العراق، والمكاسب الأخرى المتحققة لشعبنا، من الاعتراف الدستوري بإقليم كردستان والنظام الفيدرالي، هي من ثمار صبر وصمود الاتحاد الوطني والحرص الوطني على مستقبل الكردايتي وسيادة كردستان.

ولكن ما يؤسف عليه، أن الطرف المسؤول عن خيانة 31 آب، بدل أخذ العبر من دروس التاريخ، ماض على سياسته العوجاء نفسها وبروحية المصالح الحزبية الضيقة ذاتها، ومنهمك من جديد في إذكاء الصراعات والغدر، حيث يبدو انه أساء تفهم الصبر الواعي للحريصين على مستقبل كردستان، فها هو يواصل اختبار ذكريات التاريخ الأليمة، عن طريق اختلاق التهم والتشهير الواهي بحق القوى الوطنية، وفي مقدمتها الاتحاد الوطني الكردستاني، وسخر لهذا التضليل الأموال والطاقات والتزوير الاعلامي اللا محدود، وبدلا من أن يسعى لاندمال جراح تاريخ الخيانة نهائيا ويمحو هذه الصفحة السوداء من تاريخه وتاريخ كردستان، عن طريق اتباع سياسات كردستانية وقومية صائبة، فهو يسعى باستمرار لشرعنة هذه الخيانة بالتضليل ويتعامل باستهتار مع العملية السياسية ومستقبل شعبنا.

في هذه الذكرى المريرة، فإننا نود دوما محو الإفرازات والتأثيرات النفسية والمعنوية السيئة لهذه الكارثة القومية وجميع الكوارث الأخرى نهائيا، بدلا من نشر الضغينة والانتقام، وندعو بحرص لرفض التسلط وترسيخ خيار تصحيح مسار الحكم والعملية الديمقراطية والعدالة الحقيقية في كردستان، ومستعدون للنضال الواعي والتضحية من أجل نجاح هذه السياسة الوطنية الصائبة، دون أن نغفل عن التاريخ الأسود لشهر آب 1996 والنواقص والعيوب الأخرى.

في ذكرى ذلك اليوم الأسود، ولذكرى جميع شهداء وضحايا شعبنا، نبعث بالتحية الى جميع الشهداء الأبطال والأماجد لشعبنا، ولاسيما شهداء مقاومة احتلال عاصمة كوردستان، في يوم 31 آب 1996 الأسود".