كانت إحدى النقاط الأساسية في تاريخ المجتمع الإيزيدي،هو حماية ذاته من المجازر والإبادات الجماعية، ولجأ دائماً إلى طريقة الدفاع عن النفس في الجبال وجعلوا من الجبال ملاذاً لهم لحماية ثقافتهم ومعتقداتهم، حيث احتضن جبل شنكال، الإيزيديين وقام برعايتهم واحتضانهم، وجعل المجتمع الإيزيدي يولي اهتماماً أكبر لجبالهم واعتباره جزءاً حياً منهم.
وخاصةً بعد المجازر والإبادة الجماعية التي تعرض لها المجتمع الإيزيدي في 3 آب 2014، عندما لجأ المجتمع الإيزيدي الى جبل شنكال ودافعوا عن أنفسهم على قممه، قاوموا وانتصروا، وحتى هذه اللحظة لم يترك بعض من العائلات الجبل، وتقول أنهم تعلموا درساً من المجازر والهجمات التي تعرضوا لها، وفي هذا السياق، يقول الشيخ دخيل درويش البالغ من العمر 60 عاماً، الذي يعيش في قرية زفنك الواقعة في وادي كرسيه، الذي يعمل في الحقول والبساتين: " لقد قدم لنا الجبل الكثير من الخدمات، هو من حمانا وتضامن معنا في أسوأ الظروف، نحن الآن نتواجد هنا ليس لأننا لا نملك خيار اخر في هذه الحياة، ولكن نحن هنا لحماية أنفسنا.
وأضاف الشيخ دخيل درويش ،قائلاً "نحن المجتمع الإيزيدي تعرضنا للعديد من المجازر والإبادة الجماعية عبر التاريخ، لم يحمينا أحد آنذاك، والذي قام بحمايتنا هو إرادتنا وإرادتنا هي الجبل، بينما يوجد العديد من الدول والمنظمات التي تدعي أنها مدافعة عن حقوق الإنسان، ولكن هذه ليست الحقيقة وهي مجرد كلمة على لسان المرء، لأنه لن يقوم أحداً بالدفاع عنا وحمايتنا، غيرنا نحن الإيزيديين، لأن جميع الأحداث قد حصلت أمام أنظار الجميع، ومثالاً حياً على ذلك خلال المجزرة التي تعرضنا لها في 3 آب، تقول هذه الدول إننا نحمي حقوق الإنسان ولم تفعل شيئاً لنا، ومرة أخرى توجهنا إلى هذا الجبل وقمنا بحماية أنفسنا، أن مقاومة جبال شنكال مشهورة جداً، لن يتخلى الإيزيديون عن أراضهم، حتى لو بقي واحد منا، فلن ننحني أمام العدو، حتى لو قطعت رؤوسنا سنكون على أرضنا ونحمي أرضينا وندافع عن موطن أبائنا وأجدادنا، جبال شنكال هي الوحيدة التي أصبحت ملجأ لنا وحمتنا من الإبادة ونقول دائماً الجبل هو وطننا وهو وجودنا ووالدنا".
وسلط الشيخ دخيل درويش ،خلال حديثه، الضوء على خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني حيال المجتمع الإيزيدي، وقال " الجميع يعلم أن حكومة إقليم كردستان لم تدافع عنا خلال الإبادة وخانتنا، أننا نشكر شعب كردستان، لكنهم كحكومة لم يفعلوا شيئاً من أجلنا نحن الكرد الإيزيديين، ولهذا السبب نحن ندعو شعبنا الإيزيدي للعودة إلى شنكال والدفاع عن أرضهم وديارهم، وعليهم أن يبدوا مقاومة وان يمنعوا ارتكاب المجازر والإباداتمرة اخرى، منذ ثمانية سنوات يعيش مجتمعنا تحت الخيم، يجب أن يعود شعبنا إلى منازلهم ويقولوا كفى لحياة الهجرة والنزوح".
ومن جهته روى الإيزيدي خيرو خودي دا، لحظات هجمات مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي على شنكال، وكيف توافد الإيزيديون ولجأوا إلى الجبال، وقال " مكث الآلاف من الإيزيديين في الجبال، وكانت تقيم ثلاثة أو أربع عائلات تحت ظل شجرة واحدة، كان شعبنا يعاني بسبب نقص مياه الشرب، لو كنا قد أعددنا أنفسنا واستعدنا لمواجهة هذه الهجمات لما عانى شعبنا من كل هذه الصعوبات، منذ قديم الزمان وأجدادنا وآبائنا وحتى يومنا هذا يعملون في الزراعة، رغم الصعوبات ، لكننا متأكدون بأننا نستطيع أن نحمي أنفسنا هنا، لذلك اخترنا الحياة على الجبل".