أهالي شنكال: لن يعترف شعبنا بأي موقف أو اتفاق لا يتضمن إرادة شنكال

تتواصل ردود أفعال الشعب في شنكال على الاتفاق الذي تمت بين حكومتي هولير – بغداد، حيث يقول الشعب والمؤسسات بالإجماع إنهم لن يعترفوا بأي موقف أو اتفاق لا يتضمن إرادة شنكال وسيتخذون موقفاً صارماً حيال ذلك.

تتصاعد ردود أفعال المؤسسات والشعب في شنكال حول الاتفاق الذي وقعته حكومة إقليم كردستان وحكومة بغداد اتفاق في 9 أكتوبر/ تشرين الاول 2020 بشأن شنكال، الذي ينص على إلغاء الإدارة والوضع الحالي فيها. 

ويرى أهالي شنكال أن هذا الاتفاق بمثابة استمرار لإبادة المجتمع الإيزيدي وانتهاكاً لإرادة مكونات شنكال.

وصرحت الأم نعام بدل بأنه مهما كانت الاتفاقات التي يتم التوصل إليها، لن تكون مثمرة ما لم تكن هناك إرادة وتمثيل لمكونات شنكال والشعب اليزيدي.

وقالت: "لقد تم تحرير كل قطعة من أراضينا بفضل دماء أبنائنا ودماء الشهداء الأبرار، لهذا يجب على أي شخص  يريد أن يتخذ خطوة في شنكال، أن يأخذ هذا بعين الاعتبار أننا لن نقبل أي نهج أو التزامات حتى يتم تضمين تمثيل الإيزيديين ومكونات شنكال، فهذه الاتفاقية ليس لها قيمة أو معنى بالنسبة لنا".

وأضافت "الطرفان اللذان تركا الإيزيديين وشنكال في براثن وحشية داعش وأداروا ظهورهم، ولم يفعلوا شيئاً لشنكال وشعبها، لا يمكنهم الحديث عنها ولا يمكنهم وضع الخطط علينا وعلى مجتمعنا. لا نريد أن تطأ أقدام قذرة فوق أرضنا المقدسة!"

وأكدت: "لا أحد غيرنا له رأي في أرضنا ومجتمعنا ومستقبلنا ومصيرنا. تم قتل الآلاف من شعبنا ودفنهم في مقابر جماعية مجهولة، وتم حرقهم أحياء في الساحات، واختطاف فتياتنا ونساءنا وبيعهن في الأسواق، فلماذا لم تفعل الحكومة العراقية شيئاً، وحكومة كردستان أيضاً لم يهتز لها جفن!"

وأشارت الأم بدل إلى عودة الشعب ومساعدة الحكومة العراقية وتابعت: "شعبنا عاد إلى وطنه بعد 6 سنوات من المجزرة الأخيرة التي ارتكبت بحقه، ولم تقل الحكومة العراقية يوماً إن هذا المجتمع يعاني كثيراً ويواجه الكثير من الكوارث. ما هي احتياجاتهم؟! وكان هذا الشعب يداوي جراحه ضمن ظروف صعبة وقاسية وحقق تقدماً ملحوظاً، الآن تذكرت الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان شنكال أن يضعوا خطط  ويمثلوا دور المنقذ والحامي".

إنها إرادة هذا الشعب الذي قدم التضحيات على هذه الأرض وفداها بدمائه. لذلك لا يمكن اتخاذ أي قرار في شنكال بدون هذه الإرادة، ولا يمكن اتخاذ أي خطوة، ولن نسمح بذلك. وسنقاوم كل أنواع الهجمات ولن نستسلم، كما قاتلنا داعش وهجمات الدولة التركية، إذا كانوا لا يريدون أخذ هذه الإرادة بعين الاعتبار".

وبدورها ذكرت جيندا شنكال أن أولئك الذين سبق لهم أن تاجروا بشنكال وشعبها وباعوها إلى داعش عادوا الآن إلى العمل ويريدون بيعها مرة أخرى.

وقالت: "يتم حياكة الخطط والألاعيب القذرة على أرض شنكال. لم يعد المجتمع الإيزيدي كما كان عليه من قبل كي لا يدرك هذه الخطط والسياسة القذرة ويصبح أداة لها. لقد أدركنا جيداً هذه الأطراف والقوى منذ 3 أغسطس/ آب 2014 والمراحل التي تلتها. عليهم ألا يقدموا أنفسهم للعالم الآن بوجوه مزخرفة. لا يمكن لحكومة جنوب كردستان، وخاصة حكومة العراق، أن يتحدثا عن شنكال الإيزيديين ما لم يعتذروا للمجتمع الإيزيدي ويقومون بمسؤولياتهم".

وفي السياق ذاته أوضح السيد الياس أن هذه الاتفاقات تصب في مصلحة الأحزاب السياسية والقوى الأجنبية وأن أبناء شنكال لا يقبلون مثل هذه الجهود والمواقف.

وقال: "بهذه الاتفاقيات يريدون إعادة الشعب الإيزيدي إلى ما كان عليه قبل 2014، وترك الإيزيديين عرضة للمجازر والإبادة الجماعية، دون حماية، بدون سياسة وإرادة مرة أخرى. لكن الإيزيديين لم يعودوا  كما كانوا سابقاً، وبات لهم إرادة حرة ولن يقبلوا هذه الألاعيب والخطط القذرة التي تمكن الأطراف والاحزاب السياسية استخدام شنكال وشعبها وفقاً لمصالحهم وسياساتهم.

وتابع الياس: "إذا كانت هذه الاتفاقية للاحتيال والسرقة والنهب، فلن ينخدع مجتمعنا بها ولن يسمح بهذه الألعاب الرخيصة، لهذا لن نسمح مرة أخرى لحكومة إقليم كردستان أو الحكومة العراقية بمحاسبتنا".

كما أكد داود سليمان وهو من شنكال أن المكونات الإيزيدية وخاصة الإيزيديين يدركون أوجه هذه القوى والأطراف لأنهم لن يحققوا أهدافهم ونواياهم التي لا تصب في مصلحة الشنكاليين وقال: "لقد أنشأ الإيزيديين نظامهم الاجتماعي والإداري والسياسي والخدمي والأمني بعد المجزرة الاخيرة التي ارتكبت بحقهم".

ولفت إلى أن "كلا الطرفين في هذا الاتفاق يرفضان هذا المستوى الذي وصلت له شنكال ويريدان نشر فكرة أنهم سيحمون المجتمع الإيزيدي مرة أخرى وسيقودونها، نحن نعلم هذه السياسة، لأنها ليست جديدة علينا. يقولون إن المجتمع الإيزيدي هو نفسه كما كان قبل 2014 ، لكن لا؛ المجتمع الإيزيدي الآن منظم وقوي. إن الذي بنى شنكال هو الإرادة الحرة لها، لهذا فإن هذه الإرادة هي التي ستقود شنكال وشعبها".

كما أشار سيدو علي إلى البؤس الذي يعاني منه الإيزيديون وشنكال قائلاً: "إن الأطراف التي تخلت عنا وتركتنا عرضة للوحشية والإبادة الجماعية التي ارتكبت بحقنا في 2014، يريدون العودة إلى جبال شنكال ومواصلة سلطتهم. لن نسمح لهم مرة أخرى بالعودة إلى الوضع الذي كان عليه قبل 2014 طالما أن هناك إيزيديين وأشجار وثمار جبل شنكال. شعبنا غاضب ويرد على هذه الاتفاقية، لذلك سيتم إفشال جميع الحسابات التي تحاك بعيداً عن إرادتنا ووجودنا في شنكال".