آهالي قرية قزلج: هدف الدولة التركية هو إبادة الشعب الكردي

قال أهالي قرية قزلج التابعة لبلدة بنجوين أن هدف الدولة التركية هو القضاء على جميع الكرد من خلال قصفها وهجماتها، ودعت جميع الكرد لتشكيل الوحدة الوطنية ضد هذه الهجمات.

تتزايد ردود الفعل الرافضة من قبل اهالي جنوب كردستان، وخاصةً أهالي منطقة بنجوين لهجمات واحتلال الدولة التركية الفاشية لأراضي جنوب كردستان.

حيث تعتبر قرية قزلج التابعة لبلدة بنجوين في منطقة السليمانية من القرى التي تعرضت لأضرار مادية جسيمة جراء القصف الجوي لجيش الاحتلال التركي في 24 آب 2021 على منطقة بنجوين.

وبالاضافة إلى إدانة أهالي تلك القرية لهجمات دولة الاحتلال التركي، فهم يعربون  باستمرارعن رفضهم لصمت الحكومة الإقليمية، الأطراف والأحزاب السياسية في جنوب كردستان، وكافة الكرد بمايتعلق بتشكيل الوحدة الوطنية الكردستانية ضد الدولة التركية الفاشية.

وفي ذات السياق تحدث أحد أهالي قرية قزلج والذي يدعى جمال محمد إلى وكالة فرات للأنباء ((ANF، وفي بداية حديثه أعرب عن رفضه وادانته للضربات الجوية التي تنفذها دولة الاحتلال التركي على مناطقهم، وقال: "عندما قصفت الطائرات، كنا نعمل في حقول الطماطم (البندورة)، إضافة إلى العديد من العمال كنا نجمع ثمار الطماطم (البندورة) في ذلك الحقل، كنا خائفين جداً، وكان العمال يقولون  إنه يجب علينا إخراجهم من هناك في أسرع وقت، لكي لا يتم قصفهم بواسطة الطائرات، و في البداية قصفت طائرات الدولة التركية قرى دروار، بنافيان، رنكين، وزردكاو، ثم حلقت في سماء سهل كاني ميران واستهدفت السهل ببرميل  متفجرولو كان هنالك اشخاص ،لفقد 50-60 شخصاً،حياتهم بكل تأكيد، لأنه وقبل يوم واحد من قصف الاحتلال التركي كان العديد من الفلاحين يعملون في ذلك السهل، كما تعرضت بعض القرى الأخرى لقصف الاحتلال، لم يحدث شيء لأحد، لكن عدة حقول احترقت ودمرت أشجار الجوز الخاصة بالقرويين".

وذكر الكردستاني محمد، أنه هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها قصف المنطقة، وتابع قائلاً: " القصف لم يستهدف مناطقنا هذا العام فقط، بل أن قصف الاحتلال استهدف في عام 2018 مكان يقع بين قريتي سيبار وجمكي، وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها قصف المنطقة، والآن لا نعرف حقيقةً، أنه ما سيحدث لنا في المرة الثالثة للقصف.

كما أكد جمال محمد أن دولة الاحتلال التركي تريد القضاء على كل كردي من الكرد الذين يعيشون على هذه الأرض، وأضاف: " أن جميع الكرد يعرفون ما هي الدولة التركية وموقفها ضد الكرد، لذلك لا يهم الدولة التركية إذا كانوا السكان المدنيون يعملون في الزراعة، أو سواء كانوا من الاتحاد الوطني الكردستاني (YNK)، أو الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، أو حزب العمال الكردستاني(PKK)، أن نهج الدولة التركية هو القضاء على جميع الكرد.
ولفت محمد الانتباه إلى صمت الحكومة الإقليمية والأحزاب في جنوب كردستان في وجه النظام الفاشي التركي، وتابع قائلاً: "حتى الآن، لم تفعل حكومة إقليم كردستان شيئاً حيال مطالبنا، في وقت لم يتم فيه فعل شيء لنا حتى الآن، يطلبون منا أصواتنا، حسناً، ما الذي يجب أن نصوت له".

وانتقد جمال محمد الصمت الحالي وناشد في ختام حديثه: "كل من يقول أنني كردي يجب أن يقف ويظهر موقف جاد ووطني ضد قصف الاحتلال التركي".

وبدوره تحدث كردستاني آخر من القرية ذاتها، والذي يدعى شيوان محمد أمين، عن قصف دولة الاحتلال التركي الذي يستهدف المنطقة، وأعرب عن رفضه للهجوم وإهمال قضية القصف وسط الصمت الحالي السائد، وقال "نحن في القرن الحادي والعشرين ونتحدث عن حقوق الإنسان ولكن حتى ألان لم يتخذ أحد موقفاً ضد هذا القصف، وأن القصف استهدف حقول زراعة الطماطم (البندورة)، وفي الواقع تسبب القصف في فرار النساء والأطفال والشباب خوفًا ورعباً،  وقد جلب هذا القصف أضرار جسيمة ليس فقط اقتصادياَ ولكن أيضاً في جوانب أخرى، على سبيل المثال، قبل الهجوم، كان كل عامل يعمل بـ 20 ألف، لكنه الآن يدفعون ضعف هذا المبلغ ولا يعملون في الأرض، لأنهم يخافون على حياتهم ويقولون إن الطائرة ستأتي وتقصفهم".

كما انتقد أمين خلال حديثه، الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، والمتحدثين باسم الضمائرالانسانية، وقال: "لماذا لا تتوقف الدولة التركية عن هذا القصف وحل هذه القضية بالحوار، ولماذا لا تقبل بوجود أمة أخرى غير الأمة التركية؟ حقاً أين هم  الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي وحقوق الإنسان؛ الأشخاص الذين يتحدثون عن الدين والضمير، إذا كانوا موجودين حقيقةً لماذا يتم شن الاعتداءات والهجمات الحالية علينا..؟،  والآن أنا أحث الدولة التركية حقاً على قبول أمة غير أمة تركيا وقبول بحقيقة وجود شعوب أخرى والتي تعيش إلى جانبها والوقوف عن ممارسة الاعتداءات والهجمات واللجوء إلى التفاوض، وليس مهاجمة المدنيين المحليين وترهيبهم".

وسلط شيوان محمد أمين الضوء على الوحدة الكردية ودعا المنظمات والمؤسسات الحقوقية بالقول: " حتى الدول الغربية التي تدعي نهج حقوق الإنسان، أولئك الذين تطلق عليهم الأمم المتحدة مسمى اصحاب الضمائر ويركضون لأجل انقاذ الشعوب، يجب أن يأتوا مرة ويسألوا الناس عن اوضاعهم، ماذا يفعلون، ماذا يريدون وما هي آرائهم حول مايحدث؟.

حقاً أقول إن كان الجميع أشراراً فليأتوا مرة واحدة ويدمروا هذا الشعب،ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فليأتون ويكتشفوا آلام هذا الشعب".

و دعا أمين في نهاية حديثه، تركيا للحضور وحل القضية الكردية من خلال الحوار والتوقف عن إيذاء السكان المدنيين. وقال أمين: "أخيراً، كشخص، آمل أن يتم حل هذه القضايا من خلال الحوار، لأننا حقا نريد أن نعيش، ونحن ككرد ليست لدينا مطلب آخر سوى حقوقنا ككرد".