أطلق المعتقلون السياسيون، بتاريخ 27 تشرين الثاني عام 2020، حملة الإضراب المفتوح عن الطعام في سجون  كردستان وتركيا، للمطالبة بحرية القائد عبد الله أوجلان وانتهاء ممارسات انتهاك حقوق الإنسان في السجون.

وفي هذا السياق بدأ أهالي مخمور بمبادرة مجلس عشتار في 18 كانون عام 2020 بحملة الإضراب لتقديم دعم ومساندة لحملة المعتقلين السياسيين، في مخيم رستم جودي اللاجئين في مخمور.

وتتواصل حملة الإضراب المفتوح عن الطعام للمعتقلين السياسيين، التي تطالب بحرية القائد عبد الله أوجلان، في يومها الـ 121، وتستمر حملة الإضراب في مخمور في يومها الـ 100 بإصرار وعزيمة.

ولأهالي مخيم الشهيد رستم جودي للاجئين في مخمور تاريخ وخبرة طويلة، فمخمور دائماً ما يبادر قاطنوه في مسيرة المقاومة كما أنه لعب دوراً رائداً في جميع المراحل والمقاومات الحساسة للنضال من أجل الحرية.

إضراب لأجل الوضع السياسي: استمرار الإضراب لمدة 29 يومًا رغم جميع الضغوط

كان أول الإضراب لأهالي بوطان الذين يعيشون الآن في مخيم مخمور للاجئين هو الحصول على اعتراف باللجوء السياسي، وفي 26 حزيران عام 1994، عندما وصل لاجئون جدد إلى منطقة شرانش، برسيفه، وبيهر، أضربوا عن الطعام في زاخو للحصول على اعتراف باللجوء السياسي، واستمرت الإضراب 29 يومًا رغم كل الضغوط. وفي نهاية المطاف، أُجبرت للجنة اللاجئين للأمم المتحدة على منح اللجوء السياسي لشعب مخمور.

ومنذ ذلك الحين حتى هذه اللحظة، كانت حملة الإضراب سيلة للنضال وأساليب المقاومة لأهالي المخيم.

لم تتمكن عائلة القائد عبد الله أوجلان ولا محاميه بزيارته في سجن إمرالي، وقد حظرت السلطات التركية جميع أنواع الزيارة، وذلك بعد أعوام2011 وبالأخص بعد انتهاء مرحلة السلام وإلغاء مذكرة التفاهم طولمة باغجة.

إضراب لكسر العزلة وتحقيق الحرية

 بدأت حملة الإضراب بتاريخ 8 تشرين الثاني عام 2018 في المعتقلات التركية بمبادرة الرئيسة المشتركة لمؤتمر المجتمع الديمقراطي (KCD) والبرلمانية عن حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) ليلى كوفن،  ومن ثم امتدت حملة الإضراب إلى مخمور، هولير والسليمانية وخارج الوطن.

وبدأت حملة الإضراب المفتوح عن الطعام بالهدف ذاته، بتاريخ 16 كانون الأول عام 2020 في مخمور، وفي مخمور بعد فترة، أطلقت عضوة منسقية مجلس عشتار فضيلة توك حملة الإضراب عن الطعام، وانتهت فعالية فضيلة توك بعد لقاء المحاميين وعائلة القائد عبد الله أوجلان بتاريخ 2 مايو  2019 به، وتواصلت حملة ليلى كوفن 220 يوماً، كما تواصلت حملة فضيلة 127 يوماً.

وبعد انتهاء الحملة، تمكن المحامون من مقابلة القائد أوجلان في 22 أيار و 12-18 حزيران، وأخيراً في 7 آب 2019.

ورغم أن الحكومة وعدت بعدم فرض العزلة وأن للمحامين والعائلة الحق في مقابلة موكلهم، إلا أن ذلك استمر بعد انتهاء الأنشطة وبنفس الوضع كما كان من قبل، وهذه المرة اشتدت العزلة أكثر من ذي قبل. ورغم جميع المطالب الداعية بالسماح لمحامي القائد وعائلته لقائه، لكن الحكومة التركية تحظر زيارات أوجلان بحجج مختلفة ومنها النظام الانضباطي.

اضربوا من أجل حرية السجن ومخمور

مجدداً أطلق المعتقلون السياسيون عن حزب العمال الكردستاني (PKK) وحزب حرية المرأة الكردستانية  (PAJK) بتاريخ 27 تشرين الثاني حملة الإضراب المفتوح عن الطعام في سجون تركيا وكردستان، وذلك في إطار حملة منظومة المجتمع الكردستاني (KCK ) التي انطلقت بتاريخ 12 أيلول عام 2020،  تحت شعار "كفى للعزلة، الفاشية والاحتلال...وحان وقت الحرية" للمطالبة بإنهاء العزلة المفروضة على القائد أوجلان ونيل حريته.

ولهذا، بدأت حملة الإضراب المفتوح عن الطعام في 18 كانون الأول عام 2020 بمبادرة مجلس عشتار في مؤسسة عوائل الشهداء في مخيم الشهيد رستم جودي للاجئين في مخمور.

حملة الإضراب تستمر في يومها الـ 100

وحملة الإضراب في مخمور يتناوب فيها كل يومين، النساء، الشبيبة، المدرسين وأعضاء المؤسسات المحلية، وتستمر الحملة، اليوم، بمشاركة المجموعة 50 في يومها المائة.

وتم تزيين المكان بملصقات وصور القائد عبد الله أوجلان، أعلام حزب العمال الكردستاني (PKK )، منظومة المجتمع الكردستاني KCK ، ومنظومة المرأة الكردستانية KJK وصور لشهداء حركة حرية كردستان، ولافتات.

النشاطات والفعاليات في مخمور أكثر تنوعاً وحماساً من أي مكان آخر من حيث الروح المعنوية والتحفيز، وتتم زيارة كل مجموعة تشارك في النشاط خلال النهار وتنخرط مرة أخرى في أنشطة ملونة مثل الغناء والدبكات الشعبية والمشاركة في المناقشات حول الموضوعات والأحداث الحالية والأيديولوجية.

يدعمون الفعالية

ويشارك كل جزء من المجتمع تقريبًا في هذه الفعالية ويأخذ الجميع زمام المبادرة مرة أخرى في هذه الفعاليات. وفي هذه المرحلة، تقام العديد من الأنشطة أخرى في المخيم للمطالبة بحرية القائد عبدالله أوجلان، وكالناشطين في حملة الإضراب يدعمون ويساندون جميع الفعاليات.

يقوم المضربون، طوال اليوم من أعمال التنظيف إلى الاستقبال والأنشطة المختلفة بأنفسهم. وعندما يقوم الأهالي بزيارتهم، يقدمون الشاي ومرة أخرى مع برامج قصيرة مثل الأغاني تُجرى مناقشات حول الغرض من الحدث وقضايا الألوان المختلفة المتعلقة بالإطار نفسه. ومن ناحية أخرى يوجد مكان للاسترخاء كما يوجد ندوات وقراءة الكتب. النشطاء والأهالي الذين يرغبون في عقد ندوات ومناقشة يتجمعون هناك.

للنساء والشباب دور مهم

تلعب النساء والشبيبة على وجه الخصوص دورًا مهماً في المشاركة في النشاطات والفعاليات. كان هذا ملحوظاً جداً عندما تابعنا النشاط يوميًا. كان لمشاركة النساء والشبيبة خاصةً تأثير كبير على النشاط، وتجلى ذلك مرة أخرى في الإعداد والأنشطة المختلفة في المنطقة.