وول ستريت جورنال: الولايات المتّحدة تسعى لتحقيق الاستقرار في شمال سوريا بالتعاون مع الأوروبيّين

نشرت صحيفة "وول ستريت" الأمريكيّة تقريراً أشارت فيه أنّ قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال جوزيف فوتيل أدلى بشهادته أمام لجنة القوات المسلحة في واشنطن في 7 مارس، وقد وصف وجود حلفاء أوروبيين بأنه ضروري للجهد الأمريكي في سوريا.

وقال مسؤولون أمريكيون للصحيفة "إن إدارة ترامب تضغط على ثمانية حلفاء أوروبيين للالتزام باقتراح أمريكي لتحقيق الاستقرار في شمال شرق سوريا، وتحديد هدف يسعى إلى إقناع الشركاء المترددين بالانضمام إلى واشنطن في الخطة التي لا تزال في طور النمو".

وبالتزامن مع استعداد قوات سوريا الديمقراطية لتحرير آخر جيب متبقي من يد داعش في سوريا، وبحسب الصحيفة الأمريكية، طلب المسؤولون الأمريكيون من الحلفاء الرئيسيين، بما في ذلك فرنسا والمملكة المتحدة ودول أخرى، أن يظلوا جزءاً من الحلف ويضمنوا عدم استعادة "الجماعة الإرهابية" موطئ قدم لها في شمال شرق سوريا. وتهدف الخطة أيضاً إلى تجنب صدام محتمل بين الكرد وتركيا.

وصف الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، يوم أمس، وجود الحلفاء بأنه ضروري للجهد الأمريكي في سوريا، قائلا "إن غياب الحلفاء سيجعل المهمة أكثر صعوبة ويضر بالزخم".

وفي إطار خطط إدارة ترامب الأخيرة، ستبقى القوات الأمريكية في مدينة منبج السورية الشمالية، وتواصل الدوريات المشتركة مع الأتراك.

أما المجموعة الثانية فستستند إلى شرق وادي نهر الفرات كجزء من منطقة آمنة بين تركيا وسوريا. وستساعد تلك القوات الأمريكية أيضاً في تدريب القوات المحلية وتقديم المشورة لهم حسبما قال مسؤولون في وزارة الدفاع.

وقال مسؤولون عسكريون إن وحدة أمريكية ثالثة ستبقى في مدينة التنف الجنوبية، كجزء من حملة مكافحة داعش وحاجز ضد التوسع الإيراني في تلك المنطقة، لكن ليس جزءًا من جهود التدريب والإرشاد.

وتشير الصحيفة إلى أنه وفي عام 2015، اتفق الحلفاء الأوروبيون على العمل إلى جانب القوات الأمريكية في سوريا على أساس أنهم سيغادرون جميعهم في نفس الوقت، حسبما قال مسؤولون أوروبيون.

ولكن عندما أعلن الرئيس ترامب فجأة عن نيته في كانون الأول/ديسمبر سحب أكثر من 2000 جندي أمريكي من سوريا، حاولت الولايات المتحدة إقناع فرنسا والمملكة المتحدة وحلفاء أوروبيين آخرين بالبقاء في منطقة آمنة جديدة في شمال شرق سوريا، وقد اعترض القادة الأوروبيون على الخطة وقالوا إنهم يعتزمون متابعة الخطوة الأمريكية وترك سوريا.

إلا أن ترامب قرر في شباط/فبراير ترك بضع مئات من الجنود الأمريكيين في سوريا. سيتم تكليف تلك القوات بتدريب القوات المحلية والحد من التوسع الإيراني تجاه غرب سوريا.

ونقلت الوول ستريت جورنال عن كبار مسئولي وزارة الدفاع الأمريكية قولهم "إن الجنود سيبقون بطلب من الأوروبيين الذين قالوا إنهم مازالوا في حاجة إلى الدعم الجوي الأمريكي والدعم اللوجيستي وضمان استجابة سريعة للولايات المتحدة".

وتؤكد الصحيفة بأنه وإلى الآن،  فرنسا هي الحليف الوحيد الذي يشير إلى استعدادها لإبقاء قواتها في سوريا، حسبما قال المسؤولون.

وأشار مسؤولون فرنسيون هذا الأسبوع أنهم ما زالوا يريدون المزيد من التفاصيل حول اقتراح الولايات المتحدة.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إن الحلفاء الأوروبيين "أشاروا إلى أنهم سيبقون، لكنهم لم يلتزموا بعد".

ووصف آخرون جدول الجمعة بأنه بداية محادثة حول استراتيجية سوريا الائتلافية، وليس موعدًا نهائيًا صارمًا لتركيب التحالف في المستقبل.

واعترف الجنرال فوتيل، الذي أدلى بشهادته يوم الخميس أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، بأن "التفاصيل يجري تطويرها الآن" خلال الفترة التي تأتي بعد سقوط داعش.

ولكنه قال إنه سيؤكد على استمرارية الحملة التي تقودها الولايات المتحدة، بما في ذلك مساهمات شركاء الولايات المتحدة.

ومثل إدارة ترامب، كافحت أوروبا لتوضيح مقدار الدور الذي يجب أن تلعبه قواتها العسكرية في تحقيق الاستقرار في الأجزاء الشرقية من سوريا التي كانت تحت سيطرة داعش، لمنع عودة ظهور الجماعة الإرهابية.

وقال العديد من الأعضاء الأوروبيين في الائتلاف إنهم كانوا هناك فقط لدحر داعش، وأن تغيير المهمة لن يكون سهلاً.

وتشير الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين كانوا في أنقرة هذا الأسبوع يحاولون الحصول على دعم من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكن لم تكن هناك مؤشرات واضحة على وجود أي اتفاق.

وقدم المسؤولون الأمريكيون أوصافاً مختلفة للدور الذي ستلعبه القوات بعد هزيمة داعش، وصف البيت الأبيض في البداية القوات الأمريكية بأنها قوات حفظ سلام. لكن البنتاغون قال إن القوات ستبقى في سوريا لتدريب القوات السورية المحلية والمساعدة في مراقبة الأمن.

وتهدد تركيا باحتلال مناطق شمال سوريا، وتحاول الولايات المتحدة تفادي الصدام من خلال التفاوض على صفقة لإنشاء ما تسميها "منطقة عازلة". لكن لا يوجد حتى الآن أي اتفاق.

وقال الناطق باسم القوات الجوية، العقيد باتريك رايدر، إن قائد البحرية جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، ما زال على ثقة من أن الولايات المتحدة سوف "تحافظ على استمرارية الحملة" وأن الحلفاء سيقدمون الدعم.

وأضاف "إن التخطيط العسكري مع حلفائنا وشركائنا مستمر وسنستمر في التشاور معهم بشكل متكرر لتحديد المجالات التي يمكن أن يساهموا فيها على أكمل وجه. باختصار، الآن، نحن على الطريق الصحيح".