"نيوزويك" تسلط الضوء على استجابة قوات سوريا الديمقراطية لمبادرة ماكرون الإنسانية

سلطت مجلة نيوزويك الأمريكية الضوء على العدوان التركي المتواصل والمتصاعد ضد الكرد، وخاصة في ظل جائحة كورونا التي يواجهها العالم أجمع حاليا، ضاربة بكل الدعوات من أجل الهدنة الإنسانية عرض الحائط.

وفي الوقت الذي سلطت فيه "النيوزويك" الضوء على استجابة قوات سوريا الديمقراطية لدعوات الهدنة الانسانية العالمية التي اطلقها الامين العام للأمم المتحدة والرئيس الفرنسي، ذكرت المجلة الأمريكية إن تركيا "استمرت في شن حملات عسكرية ضد القوات الكردية في العراق وسوريا على الرغم من فيروس التاجي الجديد الذي يضاعف من مشكلات السكان المحليين في كلا البلدين اللذين مزقهما الصراع."

ولفت التقرير المنشور يوم الجمعة إلى الهجمات التركية الأخيرة على مخيم مخمور ومناطق أخرى بإقليم كردستان العراق، موضحا إن وزارة الخارجية العراقية طعنت في الرواية التركية حول الهجوم، واستدعت السفير التركي بعد ما قالت يوم الخميس إنه "طائرة مقاتلة تابعة للجيش التركي تنتهك المجال الجوي العراقي، وقصف مخيم للاجئين بالقرب من مخمور راح ضحيته امرأتان". و"لكن في اليوم التالي، ورد أن القوات التركية هاجمت مرة أخرى عبر الحدود، هذه المرة في شمال سوريا."

وذكر التقرير إن القوات التركية والمرتزقة السوريين المتحالفين معها، شنوا هجمات صاروخية بالقرب من قرى في محافظة الحسكة، مشيرا إلى أن استهداف تركيا ومرتزقتها للمناطق التابعة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وقوات سوريا الديمقراطية التي تحالفت معها الولايات المتحدة لهزيمة تنظيم داعش. وتابع: "مع هزيمة داعش إلى حد كبير تواجه سوريا والعراق الذين مزقتهما الحروب عدو جديد وهو فيروس كوفيد 19".

واعتبر التقرير إن مواجهة فيروس كورونا باتت اكثر صعوبة في ظل العدوان التركي، مضيفا: "يطرح الفيروس التاجي الجديد الذي أصاب أكثر من 2.2 مليون شخص في جميع أنحاء العالم تحديات كبيرة حتى لأكثر أنظمة الرعاية الصحية تطوراً في العالم، وهو ما يعرّض العراق وسوريا لخطر شديد. في حين أكد العراق 1،482 حالة فقط وسوريا فقط 38 ، يعتقد أن الأرقام الحقيقية أعلى بسبب نقص الاختبارات."

وفي الوقت الذي عززت فيه الحرب في سوريا تدخلات تركيا وإيران. وسجلت تركيا، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من ضعف عدد سكان العراق وما يقرب من خمسة أضعاف سكان سوريا، أكثر من 78000 حالة إصابة بالمرض، بينما سجلت ايران عدد اكبر من الاصابات، لكن تركيا هي الفاعل الوحيد الذي يواصل الاشتباكات بهذه الصورة.

واشار التقرير إلى التزامن بين الهجمات التركية وعودة عمليات داعش الارهابية، حيث "كثف تنظيم داعش هجماته في العراق وسوريا في محاولة لإعادة تأكيد نفسه في ساحة المعركة. واستهدف المسلحون كلاً من القوات الديمقراطية السورية وجيش النظام السوري في مواقع عبر الصحراء الجنوبية الشرقية لسوريا، وصعدوا الكمائن ضد القوات العراقية والميليشيات أيضًا، مما أدى إلى توجيه ضربات أمريكية ضد الارهابيين جنوب كركوك يوم الاثنين."

وذكر التقرير إن جائحة فيروس كورونا أثارت نداءات دولية من أجل السلام، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الشهر الماضي إلى "وقف عالمي فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء العالم". كما تناول القضية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأخبر الزعيم راديو فرنسا الدولي يوم الثلاثاء أنه حصل على دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون - الذي عولج من الفيروس - في الدعوة إلى هدنة عالمية. وقال إنه يتوقع دعم رئيس مجلس الأمن الخامس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتابع التقرير: "في بيان نشر الأربعاء، عبرت قوات سوريا الديمقراطية عن دعمها لهذه الجهود."

واقتبس التقرير من مواقف قوات سوريا الديمقراطية بالقول: "نحن، في القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، في الوقت الذي نؤكد فيه أن هذه المبادرة تخدم الإنسانية وهي في إطار دعم الجهود المبذولة لمكافحة الفيروس التاجي، كما نؤكد التزامنا بأي قرار يدعم دعوة الأمم المتحدة التي أطلقها السيد أنطونيو جوتيريش في 23 آذار مارس 2020، والتي دعا فيها إلى هدنة دولية".

واضاف البيان "ان هذه الجهود القيمة التى يقودها الرئيس ماكرون سيكون لها دور فعال فى مكافحة الوباء ونأمل ان تكون خطوة اساسية لاقامة سلام عالمي مستدام يقوم على الحوار وليس الحروب".

وكانت قوّات سوريا الديمقراطيّة قد أعلنت التزامها بنداء الأمين العام للأمم المتّحدة وقف إطلاق النار لتوحيد الجهود في مواجهة تفشّي وباء كورونا، حيث أصدرت المنظومة الأمميّة بياناً وجّهت فيه الشكر للقوّات على إعلانها داعية جميع القوى على إنهاء الحروب لمكافحة الفيروس القاتل.

كما أثنى القائد العام لقوّات سوريا الديمقراطيّة، مظلوم عبدي، على المبادرة الدولية التي يقودها الرئيس الفرنسي لوقف إطلاق النار في أنحاء العالم بهدف تركيز الجهود على مواجهة وباء كورونا، مبدياً دعمهم للمبادرة.