نورشان حسين: الوحدة الوطنية واجب على كل القوى الكردية

قالت الممثلة عن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في جنوب كردستان نورشان حسين: إنه "إذا لم تتحقق الوحدة الوطنية الكردستانية في وقت الأزمة هذا، فإن هذه الفرصة التاريخية للوحدة لن تتاح مجدداً".

حذرت ممثلة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في جنوب كردستان، نورشان حسين، من أنه إذا لم تتحقق وحدة الكرد خلال هذه الأزمة، قد لا تتاح لهم هذه الفرصة مرة أخرى، وقد تضيع مكانة ومكتسبات الكرد.

الحاجة للوحدة الوطنية والسياسية ماسة

وأفادت نورشان حسين أن الشعب الكردي بحاجة الآن إلى وحدة وطنية وسياسية أكثر من أي وقت مضى، وأضافت، أن "مكانة وإنجازات الكرد التي تحققت في يومنا هذا، والخطوات التاريخية المتخذة لحل القضية الكردية، تكون مسؤولية وعبئاً ثقيلاً على كاهل جميع الكرد حتى يتمكنوا من الحفاظ على المكاسب التي تحققت وعدم فقدانها وضياعها. نعلم جميعاً أنه في هذه المرحلة الهامة والخطيرة، التي لا يزال فيها الشعب الكردي يقاوم ويناضل ضد سياسات الإبادة الجسدية، الثقافية والسياسية، نحتاج إلى الوحدة السياسية والوطنية أكثر من أي وقت مضى".

وأضافت "كما أن قوى الإبادة والاحتلال تتحد ضد القضية الكردية ووحدتها، وعلى الشعب الكردي وأحزابها تصعيد مقاومتهم واتخاذ موقف موحد ضد هذه القوى. فعندما ينقسم الشعب ويعيشون في بلد مقسم، فإن قضية حرية هذا المجتمع لن تكون في جدول أعمال الرأي العام العالمي".

وتابعت: "لهذا يجب أن لا تخرج أعمال اتفاق الوحدة الوطنية والسياسية من جدول أعمالنا اليومي حتى يتم تحقيقها وإنجازها".

الكرد على دراية بالسياسة التي وضعتها القوى المهيمنة على مر التاريخ

وقالت نورشان: "إن الدعوات الحالية لوحدة القضية الكردية ليست كما كانت في السابق، وأنهم على دراية تامة بالخطط الموضوعة سابقاً".

وأوضحت: لقد أثبت التجربة الكردية  اليوم، للعالم أجمع أن الكرد ليسوا مثل كرد الماضي، لأن الشعب الكردي اليوم يعلم جيداً بشأن الخطط التي وضعتها القوى المهيمنة عبر التاريخ لبناء سياسة "فرق تسد" التي ربما سيتحقق بنائها من خلال وضع الخلافات والصراع بين الشعب الكردي وأحزابه، لذا تختلف مبادرة هذه المرحلة التي نعيش فيها عن غيرها من المبادرات، خاصة أننا نواجه هذه المرة خطر الشتات والضياع.

واستطردت: نحن مستعدون للوحدة الكردية عبر قوتنا الذاتية وإيمان شعبنا والثقة الكبيرة بنا، تزامناً مع هذا الإيمان والثقة. يوجد قدر كبير من العشق للقضية الكردية في كردستان بشكل عام وفي روج آفا بشكلٍ خاص في المناطق المحتلة، ومن جهة أخرى تتزايد الأعمال العدائية وانتهاكات الدولة التركية ومرتزقتها ضد وحدة الشعوب كل يوم، ويقدمون على قتل المدنيين الكرد، وممارسة عملية التغيير الديموغرافي في المناطق المحتلة. لهذا السبب يمكننا القول أنه إذا لم تتحقق الوحدة الوطنية الكردستانية في هذا الوقت العصيب، فقد لا نتمكن من الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية وإتاحتها مرة أخرى، ونفقد مكانتنا وإنجازاتنا ".

الوحدة الكردية مسؤولية على عاتق كل الأطراف

وقالت نورشان حسين: إن وحدة القضية الكردية واجب يقع على عاتق جميع الأحزاب والأطراف الكردية.

وأضافت "نؤكد أن قضية الوحدة الكردية هي واجب ومسؤولية جميع الأطراف الكردية، ويجب أن يتم تنفيذ الأعمال العاجلة والمهمة، التي تساند القضية الكردية في أجزاء كردستان الأربعة".

وأكملت: إذا كان أحد الأحزاب أو الأطراف الكردية غير جادا تجاه هذه القضية أو لا تتقرب بصدق من الوحدة الكردية، في ذلك الوقت يمكن للمرء أن يقول إن هذا الحزب أو الطرف يشكل عقبةً أمام الوحدة الكردية ويتطلب ذلك اتخاذ موقف وطني ضدها، ضمت الإدارة الذاتية العديد من أحزاب روج آفا (غرب كردستان)، من أجل تحقيق الوحدة الكردية، ويجب أن يتخذ المجلس الوطني الكردي السوري (ENKS) موقفاً جاداً، كذلك الأحزاب المتواجدة في روج آفا التي لم تقبل دعوة الإدارة الذاتية سابقاً، والتي لم تعمل في الدفاع عن هذا البلد وشعبها، وأن يشكلوا تحالفاً من خلال الحوار والاتفاق، ففي البداية يجب عقد اتفاق ومن ثم يأتي بناء الوحدة الوطنية الكردية".

اتفاقية 1982 تغلق الطريق أمام الاقتتال الأخوي

وأفادت نورشان، بخصوص اتفاق 1982 بين حزب العمال الكردستاني PKK والحزب الديمقراطي الكردستاني PDK أن اتفاقية 1982 أغلقت الطريق أمام سياسة الاقتتال الأخوي.

وأضافت "إن مقترحات ووجهات نظر السيد عبد الله أوجلان ذات معنى واهمية حياتية كبيرة للشعب الكردي. كانت الرسالة الأخيرة للقائد أوجلان واضحة للغاية ويمكن للمرء وصفها بأنها علامة على الوحدة الكردية. كما أن الدعوة التي وجهها السيد أوجلان، للاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، لها أهمية تاريخية مفادها إحياء اتفاقية 1982 الموقعة بين حزب العمال الكردستاني وحزب الديمقراطي الكردستاني سيمهد الطريق لإيقاف الاقتتال الأخوي وهزيمة خطط أعداء الشعب الكردية".

على الاتحاد الوطني الكردستاني إيضاح موقفه

وأكدت ممثلة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في جنوب كردستان، نورشان حسين في نهاية حديثها، أن قضية الوحدة هي واجب ومسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً، وقالت: "منذ بداية تأسيس الإدارة الذاتية وحتى يومنا هذا، تدعو الإدارة، حكومة الإقليم وكذلك أطراف وأحزاب جنوب كردستان تقديم الدعم والمساندة لها، ولم تتوقف علاقات الإدارة الذاتية مع جميع الأطراف في جنوب كردستان، وبالرغم من تقديم المساعدات الإنسانية المختلفة من قبل الاتحاد الوطني الكردستاني والحكومة، وهي مكان تقدير واحترام، إلا أنه يتطلب منهم اتخاذ مواقف واضحة على المستوى الاستراتيجي، وبهذا الصدد، إن دور حكومة الإقليم مهم من أجل كسر هذا الحظر الشديد المفروض على مناطق روج آفا والقضاء على التهديدات القائمة، ويمكننا القول بشكل عام إن هذه المرحلة تاريخية، وإن مسؤولية وواجب إنشاء أرضية لعقد مؤتمر وطني كردستاني تقع على عاتقنا جميعاً"