ندوة حواريّة لمجلس سوريا الديمقراطيّة في قامشلو حول أهمّية الحوار ومواجهة التهديدات التركيّة

عقد مجلس سوريا الديمقراطي (MSD)، اليوم الجمعة (2 آب)، ندوة حوارية مع النخب والشخصيات المجتمعية في قامشلو، حول التهديدات التركية والمواقف الدولية من تجربة الإدارة الذاتية، ومصير الحوار السوري- السوري.

وتحت عنوان "معاً نحو بناء سوريا لا مركزية ديمقراطية" انعقدت الندوة الحوارية برعاية مجلس سوريا الديمقراطي وبمشاركة أكثر من 75 شخصية اجتماعية ما بين مهندسين وأطباء وحقوقيين ومثقفين وإعلاميين وشخصيات عشائرية، حيث أديرت الندوة من قبيل ديوان ضم كل من أمينة عمر الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، ليلى قهرمان مسؤولة اللجنة التنظيمية في المجلس وعلي رحمون عضو اللجنة التحضيرية لورش عمل مجلس سوريا الديمقراطية في المهجر.

وركز الديوان خلال الندوة الحوارية على حساسية المرحلة التي تمر بها شمال وشرق سوريا، وجدية التهديدات التي تتعرض لها من قبل الدولة التركية، السعي الدائم إلى إيجاد أرضية للحوار السوري- السوري، بهدف الوصول إلى حل سلمي ديمقراطي للأزمة السورية.

وأشارت أمينة عمر إلى التزام المجلس بالخط الثالث الذي يتخذ من العيش المشترك ما بين جميع المكونات السورية أساساً له، وعدم المراهنة على أية قوة أخرى، مؤكدة أن الشعب في شمال وشرق سوريا قال كلمته واثبت وجوده كلاعب أساسي في وطرف في حل الأزمة السورية.

وركزت في الوقت نفسه على تطور العلاقات الدبلوماسية للإدارة الذاتية الديمقراطية، مشيرة إلى الوفود العديدة التي زارت مناطق الإدارة بعد مرحلة القضاء على داعش، وتعرفت على هذه التجربة عن قرب.

ولفتت الانتباه من خلال حديثها إلى العواقب المترتبة على أية محاولة تركية لتهديد الأمن والاستقرار في هذه المناطق، وقالت "استطاعت قوات سوريا الديمقراطية إلى جانب التحالف الدولي، القضاء على مرتزقة داعش من الناحية العسكرية، إلا أن الخلايا النائمة التابعة لداعش تنشط عند حدوث أي فراغ أمني، ولذلك أي تهديد تركي للأمن والاستقرار من شأنه أن يفسح المجال أمام داعش إلى إعادة تشكيل صفوفه وبالتالي تهديد المنطقة والعالم، والعودة بالأزمة السورية إلى المربع الأول".

وتطرق علي رحمون من جانبه إلى الفعاليات التي قاموا بها في جولاتهم ولقاءاتهم، ضمن خطة المجلس من أجل تشكيل ورش العمل، وقال " استطعنا عقد لقاءات بناءة مع شخصيات سياسية سورية موجودة في الخارج، بالإضافة إلى أطراف من المعارضة السورية في محاولة تقريب الرؤى وتوحيد الصفوف للوصول إلى حل سوري- سوري للأزمة في سوريا، وكانت هذه الفعاليات بناءة إلى حد كبير تتوجت بتشكيل ورش عمل بعض البلدان الأوربية للحفاظ على استمرارية العمل المشترك".

وجرت مداخلات من قبل الشخصيات المجتمعية في الندوة، حيث أكدوا جميعهم على عدم المراهنة على أية قوة كانت، وأن آلام السوريين لا يشعر بها إلا السوريون أنفسهم، وأشاروا إلى أن السلاح الأقوى للوقوف في وجه التهديدات التركية ستكون من خلال تعزيز الجبهة الداخلية التي تحوي موزاييكاً جميلاً من الناحية الإثنية والدينية، ونجاح هذه التجربة التي أثبتت للجميع بأن حل الأزمة السورية لن يأتي من الخارج أبداً، بل بتوافق جميع السوريين.

وكان المجلس قد بدأ سلسلة من الاجتماعات مع الجالية السورية والنخبة المثقفة والسياسيين المستقلين إضافة إلى أطراف من المعارضة السورية في المهجر، وتشكيل ورش عمل في كل من ايطاليا والنمسا وفرنسا، لأجل العمل على التعريف بمشروع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والوصول إلى رؤى مشتركة بشأن الحل السوري.