مواطنو منبج: لا نقبل الاحتلال التركي

أكد مواطنو منبج إن تركيا تسعى لزرع الفتنة، مشددين على أنهم لن يقبلوا احتلالها لأراضيهم.

في الوقت الذي تجري فيه تركيا محادثات مع موسكو وواشنطن لاحتلال منبج، يواصل أهالي مدينة منبج حياتهم اليومية ويظهرون عدم الرضا تجاه هذه الاتفاقات.

وبعد أن بدأت تركيا تهديداتها باحتلال أراضي الشمال والشرق السوري، وانسحاب القوات الأميركية من المنطقة، بدأت العلاقات السياسية، العسكرية والدبلوماسية تزداد قوة، لذلك قامت تركيا بإرسال عدد كبير من جنودها ومرتزقتها إلى حدود بلدة العريمة التابعة لمدينة الباب، كما ورفع النظام السوري والروسي عدد جنودهم في قرى بلدة العريمة.

وفي أعقاب المحادثات التي جرت بين النظام السوري- إدارة شمال وشرق سوريا – روسيا أرسل النظام السوري قوة عسكرية إلى بلدة العريمة.

الحياة اليومية مستمرة في منبج

مع بداية الحرب الأهلية في سوريا دخل ما يسمى بالجيش الحر إلى مدينة منبج وسيطر عليها منذ عام 2012، قبل احتلالها من تنظيم داعش الإرهابي في عام 2014.

وبتاريخ 15 أب من عام 2016 تم تحرير مدينة منبج من قبل مجلس منبج العسكري ومقاتلي وحدات حماية الشعب والمرأة، والآن تستمر الحياة بشكل طبيعي في المدينة، وكما يؤكد المواطنون عدم قبولهم للاحتلال التركي.

الشعب يأخذ تدابيره وفقاً للوضع المُعاش ورغم أن وسائل الإعلام التركية تحاول زرع حالة رعب بين المواطنين، إلا أنهم يعيشون حياة طبيعية.

وأوضح التاجر محمد أبو عبد الله إنه لا يوجد أي نقص في أمن المدينة. وأضاف "لا توجد أي مشكلة في مدينتنا من ناحية أمنها، نحن نعيش بسلام هنا، لكن التهديدات التركية وتعزيزاتها على الحدود تخلق لنا بعض المشاكل من الناحية الاقتصادية، ولكن شعبنا يتصرف على هذا النحو ويأخذ تدابيره".

لن نسمح للتاريخ أن يعيد نفسه

وقالت الرئيسة المشتركة للجنة الثقافة والفن لمدينة المنبج ضحى: "نحن لن نسمح للإمبراطورية العثمانية أن تعود من جديد، وبرغم استمرار تهديدات الدولة التركية إلا إننا لن نسمح للتاريخ أن يعيد نفسه، لتأت الامبراطوية العثمانية لاحتلال أراضينا، لقد عشنا عامين مليئين بالسواد أثناء سيطرة مرتزقة داعش لذلك لن نسمح أن تعود تلك الأيام".

نعيش بسلام ولن نسلم إدارتنا للآخرين وواصلت ضحى حديثها: "لن نقبل أن تحتل تركيا الأراضي السورية، وهذا هو موقفنا وإن رسالتنا واضحة للدولة التركية، وإن شعبنا لديه المعرفة ويعرف التاريخ جيداً، لذا نحن قادرون على إدارة حياتنا اليومية ومستقبلنا، كما أننا خلقنا حياة جديدة من خلال مفهوم الأمة الديمقراطية ونعيش بسلام ولن نسلم إدارتنا للآخرين".

تركيا تسعى لتأجيج الفتنة

وأوضح رئيس بلدية منبج جليل خليل إبراهيم أن الدولة التركية تسعى لخلق الفتنة وتأجيجها وأضاف "تسعى تركيا بشتى الوسائل لخلق الفتنة بين مكونات المنطقة ليصبحوا أعداء.

وبعد تحرير قوات سوريا الديمقراطية مدينة منبج، تعيش كل المكونات من الكرد، العرب، التركمان، الشركس وجميع الأطياف كالأخوة، وإن هدف الدولة التركية من هذه التهديدات هو القضاء على مفهوم أخوة الشعوب والأمة الديمقراطية.

تاريخ منبج

سيطر ما يسمى الجيش الحر خلال الحرب الأهلية في سوريا عام 2012 على مدينة منبج، وفي عام 2014 تم احتلالها من قبل مرتزقة داعش.

بتاريخ 1 حزيران من عام 2016 بدأ مجلس منبج العسكري ووحدات حماية الشعب والمرأة بشن عملية لتحرير المدينة، وبتاريخ 15 أب من عام 2016 تم تحريرها بشكل كامل من مرتزقة داعش.

تأسست الإدارة المدنية للمدينة في 20 نيسان 2016 في بلدة صرين التابعة لكوباني، وكان عدد أعضاءها 43 عضوا وبعد تحرير المدينة وصل عدد الأعضاء إلى 132 عضوا.

عقد اجتماعهم بتاريخ 20 شباط 2017 وتم تشكيل المجلس المؤلف من 132 عضواً، كان بينهم عضو أرمني، عضو جاجان، 8 أعضاء شركس، 11 عضواً تركمانياً، 40 عضواً كردياً و71 عضواً عربياً.

وتقع مدينة منبج التابعة لحلب، 90 كيلو متراً شمال شرقي حلب، 40 كيلو متراً جنوب جرابلس، 65 كيلو متراً غرب كوباني و45 كيلو متراً شرق الباب.