مقاتلة أرمنية: لا تشتركوا في هجمات الدولة التركية 

قالت المقاتلة الأرمنية سركيسس: لم يكن لدينا مجال لرؤية أبنائنا وقد دافعنا عن شعوب العالم أجمع. والآن تتهمنا الدولة التركية "بالإرهاب" وتقتل أطفالنا، متسائلة: لماذا تشتركون في هذه الأفعال؟ 

تمارا كرابيت سركيس امرأة شاركت في الكتيبة الأولى للأرمن. تمارا التي تبلغ من العمر 33 سنة هي أم ل 8 أطفال. ومع ذلك فإنها تنضم إلى قوات الحماية في روج آفا.

وقد انضمت تمارا في البداية إلى اتحاد طلاب كردستان (YXK) ثم انضمت إلى وحدات حماية الشعب YPG ووحدات حماية المرأة YPJ وقوات سوريا الديمقراطية (QSD)، والآن هي في كتيبة الشهيد نوبار أوزانيان والتي أنشأت في عام 2019. 

في عام 2012 عندما مر مرتزقة جبهة النصرة وداعش من الحدود بدعم تركي وهاجموا سري كانيه وكانت هي وقتها في صفوف YPG وكانت تؤدي واجبها في الحماية. كما ناضلت ضد داعش في صفوف وحدات حماية المرأة YPJ بشكل مستمر.

وشاركت تمارا في المقاومة ضد هجمات الاحتلال للدولة التركية والتي بدأت في سري كانيه بتاريخ 9 تشرين الأول واضطرت للابتعاد عن الجبهة مع صديقة مصابة لها. تمارا تساعد الآن المدنيين الذين اضطروا للخروج من سري كانيه جراء احتلال الدولة التركية. كما تحضر نفسها والوسط المحيط بها للمقاومة. كما تناشد شعوب العالم والنساء الأرمنيات من أجل الانتفاض في وجه هجمات الدولة التركية وذلك من أجل شعوب سوريا. 

انضمت للثورة في عام 2011

وذكرت تمارا سركيس أن كثيراً من الأشخاص من عائلتها قُتلوا من قبل الدولة العثمانية في عام 1915 أثناء الإبادة الأرمنية.

وأوضحت تمارا سركيس أن المتبقين أيضاً اختبأوا بين الكرد والعرب في سوريا وأنقذوا بهذا الشكل.

وأشارت سركيس إلى أنهم اليوم أيضاً يجمعون الأفراد المتبقين من عائلتهم، وقالت: "بدأت التحضيرات لثورة روج آفا في عام 2011. أنا امرأة أرمنية وقد شاركت في ذلك الوقت في التحضيرات من أجل الثورة. وحينما تحققت الثورة أصبحت جزءاً منها. أنا متزوجة ولدي 8 أطفال. ابنتي الصغيرة لم تفرح بالبقاء معي طويلاً. لأنها عندما ولدت تحققت الثورة. واضطررت لإبقاء ابنتي في البيت وأن أحمل السلاح من أجل الدفاع عن شعبي".

حملت سلاح عائلتي

وأوضحت تمارا أنه بعد وقت قصير من بداية ثورة روج آفا عبر مرتزقة الدولة التركية من الجيش الحر وجبهة النصرة إلى سري كانيه وهاجمونا فبدأت النساء والشعوب بأفكار القائد أوجلان بحماية أنفسهم في مواجهة تلك الهجمات.

وقالت تمارا كرابيت سركيس: "في ذلك الوقت لم يكن لدينا الكثير من الأسلحة. وقد حملت سلاح عائلتي. لقد سمحت تركيا للجيش الحر بالعبور من حدود الشمال وحضتها على الهجوم علينا. ونحن أيضاً ككرد، عرب، سريان وأرمن بدأنا بحماية أنفسنا مع بعض. وقد قضينا على هجماتهم. في ذلك الوقت لم تكن هناك قوات سوريا الديمقراطية (QSD) ولكننا كنا نعلم بأفكار القيادة. كان هناك كتاب للقائد في بيتنا حيث كنا نقرأه. وقد جعلت الأفكار العظيمة للقائد أن نتعرف على نفسنا نحن النساء. وكانت أفكاره في الكتب تمنحنا القوة. ونحن كنا في سوريا لكن لم تكن هناك حقوق للنساء. وقد جعلت القيادة أن نتعرف على نفسنا وعلى حقوقنا. في ذلك الوقت حمل 70-80 بالمئة من النساء السلاح. وفي سنة 2012 عندما هاجم المرتزقة سري كانيه فإن النساء والشعوب دافعت عن نفسها بالقوة التي اكتسبتها من أفكار القائد".

تدافع عن نفسها في كتيبة الأرمن

وانضمت تمارا إلى صفوف YPJ والتي أُنشأت في نيسان من عام 2013 وشاركت في المقاومة ضد مرتزقة داعش. وذكرت تمارا أنه بعد نجاح نضالهم ضد داعش فإنهم كمقاتلين أرمن اجتمعوا وأنشأوا كتيبة الشهيد نوبار أوزانيان بهذا الشكل.

وقالت: "كنت عضوة في YPJ وقوات سوريا الديمقراطية (QSD). وعندما قال الرفاق في YPJ إنهم يريدون إنشاء كتيبة للأرمن ويريدون مني أن أنضم إليها لم أصبح عائقاً. وفي الوقت نفسه كنت سعيدة لأنه كان يتم إنشاء قوة للحماية من أجل الدفاع عن شعبنا. وفي الكتيبة فإننا عملنا من أجل الثقافة واللغة الأرمنية أيضاً. لكن العدو كما قتل 1,5 مليون أرمني في عام 1915 فإنه هاجم بالشكل ذاته مرة أخرى".

وتابعت: ولعلمنا بأنه "لا يمكن للحياة الحرة أن تقع تحت أقدام المحتلين والقتلة" فإننا شاركنا نحن أيضاً في الدفاع عن سري كانيه. وقد هاجمت الدولة التركية مرة أخرى النساء والأطفال والشعوب الكردية والأرمنية والعربية. وأفرغت قرانا. واضطررنا للخروج من سري كانيه ولكن مقاومتنا لم تنته ولن تنتهي.

وأكدت أن جيش أردوغان جيش قذر وعديم الأخلاق وعديم الوجدان وبعيد عن الإنسانية، يقتل الرجال والنساء والأطفال والمسنين وكل شخص. ونحن سنهزمه. أردوغان يهاجم بالأسلحة الكيميائية. لماذا تبقى دول العالم صامتة؟ ترتفع صرخات أطفالنا عند استخدام الأسلحة الكيميائية وأجسادهم تتحلل منها.

لقد تذكرنا مآسي الإبادة

وذكرت تمارا أن الدولة التركية تهاجمهم بذريعة "مهاجمة الإرهابيين" وبهذه الأقوال احتجت على مشاركة دول العالم في الجريمة "لأننا نحمي أرضنا وأطفالنا وحياتنا فإن تركيا تقول لنا "إرهابيين" والعالم يصمت على هذا. هل يصفوننا "بالإرهابيين" لأننا نحمي أرضنا وأطفالنا؟ ألسنا محقين؟ أين هي حقوق الإنسان التي يتبجح بها العالم؟ هل يا ترى ليست لدينا حقوق لأننا على الطريق الصحيح ونعيش كإخوة وأخوات؟ 

واستطردت: أناشد الشعوب في العالم أجمع أننا خلال 8 سنوات قدمنا شهداء في كل مكان من أرضنا. هناك آلاف الشهداء الذين قدمناهم. سننتصر. لن يقضوا علينا. نحن ككرد، عرب، أرمن وسريان نريد العيش في سوريا ديمقراطية. لا نريد الأتراك. وبسبب هجمات الدولة التركية فإننا تذكرنا كيف قتلت عائلتي وشعبي من الأرمن بأيدي الدولة التركية في عام 1915.

قوات سوريا الديمقراطية هي قوتنا الحامية

أشارت تمارا سركيس إلى أن قوات سوريا الديمقراطية (QSD) تحمي الكرد، العرب، السريان والأرمن وكل الشعوب، وقالت: "أنا كامرأة أرمنية فإنني لم ألتق بأولادي وعائلتي بشكل كاف منذ 8 سنوات. وقد أرسلت تركيا مرتزقتها من أجل الهجوم علينا وتفرض علينا القتل مرة أخرى. وقد انضممت إلى القوى العسكرية من أجل حماية نفسي وأطفالي وكل الإنسانية. والآن أقوم بحماية نفسي وشعبي والإنسانية. أقول لشعوب العالم وللشعب الأرمني والنساء الأرمنيات 'انتفضوا من أجل شعوب سوريا' ولنقف ضد هذه الهجمات والمجازر التي ترتكبها الدولة التركية".