معلومات تكشف دور الاستخبارات التركية ونشاطها ضد قسد (حلقة أولى)

في الجزء الثاني للحوار الذي أجريناه مع المحتجز لدى قسد، شهاب أحمد عبد اللطيف،  تحدث عن جرائم الاستخبارات التركية في سوريا، عمليات تهريب المرتزقة إلى الداخل السوري ومحاولات استهداف قسد.

ويروي شهاب لوكالة فرات للأنباء علاقته مع الاستخبارات التركية والجهات الأمنية التركية، والأعمال التي كانت تقوم بها الاستخبارات في سوريا وما طُلب منه.
وأوضح شهاب أنه وبعد أن كان متعاوناً مع الجهات الأمنية في تركيا، استدعته الاستخبارات التركية "MÎT" وفي لقاءه الأول تم سؤاله عن المدعو أبو بكر التركي "إبراهيم بالي".
وتم اللقاء الأول عن طريق المدعو أبو شجاع في فندق "نافالي" وبحضور عمر محمد قادر وعناصر من الاستخبارات، شخصين يتحدثان العربية واثنين آخرين يتحدثان التركية. 
كان أحد العرب مواطن سوري وكان لديه بطاقة شخصية تركية ويتحدث اللغتين العربية والتركية. 
وأخبره عناصر الاستخبارات أنهم على علم بأنه يعمل في مجال تحويل الأموال لصالح داعش وأنهم يريدون معلومات عن شخص يدعى أبو بكر التركي.
ويسرد: قلت لهم: سألت عنه من أشخاص أعرفهم في الهجين.
وهم بدورهم أرسلوا له صوراً له (أبو بكر التركي) وأخبروه بأن يعيش في الهجين، وقالوا: كيف لنا أن نصل إلى هذا الشخص، وطلبوا صور جديدة تؤكد أنه على قيد الحياة وطلبوا رقم هاتفي حتى نبقى على تواصل. 
ويضيف شهاب "بعد الحديث عنه (أبو بكر التركي)، بدأوا بالحديث عن تشكيل خلايا سرية تقوم بعمليات تفجير واغتيال تستهدف قوات سوريا الديمقراطية.

وهنا سألوا عن عمر قادر عن عمله، فأجابهم: أنا استطيع العمل ضد أصحاب الرايات الصفراء، في إشارة منه إلى قوات سوريا الديمقراطية (QSD)، استطيع القيام باستهداف العربات المدرعة وتفجيرها، اغتيال القيادات في سوريا الديمقراطية. 
وسأله في هذه اللحظة عنصر الاستخبارات عن ما يحتاج إليه لتنفيذ هذه العمليات، فطلب عمر 30 قطعة سلاح كاتم. وهم أجابوا بالموافقة بعد إعلام  القيادة، وطلبوا أن لا أُخبر أحداً بهذا الاتفاق، حتى السلطات الأمنية التي كنت على تواصل معهم، وطلبوا أن أقطع علاقتي بهم وسيكون عملي معهم بشكل مباشر، وأنهم سيرسلون للأمن كاتب بعدم التعرض لنا. 
وتابع شهاب: "بعد الزيارة بدأت ابحث عن أبو بكر التركي وأحاول الحصول على معلومات حول ما إذا كان على قيد الحياة أم لا، أحدهم أخبرني أن منزله تعرض للقصف، لكنه لم يكن في المنزلة ولا يزال على قيد الحياة، وطلب مبلغ كبير من المال ليُحضر له صور جديدة لـ (أبو بكر). فأخبرت عمر عن هذا الموضوع فدعاني إلى اجتماع جديد مع الاستخبارات في نفس الشهر". 
وكان الاجتماع الثاني في فندق "حران" في رها، وحضر اللقاء الشخص نفسه في الاجتماع الأول ويدعى "أحمد غنام" وهو سوري الأصل، وقد نفذ عمليات تفجير ضد قوات سوريا الديمقراطية في السابق وهو شخص مهم يعمل مع الاستخبارات التركية. حتى أنه كان يحمل الجنسية التركية.
ويقول إن أحمد غنام عمره حوالي 30 عام وهو من مدينة قامشلو في محافظة الحسكة. وعندما قامت داعش بإطلاق سراح موظفي السفارة التركية في الموصل، كان غنام أحد الأشخاص الذين شاركوا في العملية.
ويلفت شهاب إلى أنه حصل على هذه المعلومات من عمر واحد أقاربه وهو كان ضمن الجماعات المسلحة، التي تقاتل النظام السوري، قبل أن يعمل إلى جانب الاستخبارات التركية. 
وطلب غنام خلال الاجتماع من عمر أن يؤمن لنا منزلاً حتى نستطيع الاجتماع في أي وقت مع جميع فريق الشبكة التي يديرها غنام. 
وقال: "سنخبرك بكل المعلومات وأنتم بدوركم توصلوها إلى الفريق فليس لدينا وقت لنجتمع مع كل منكم بمفرده، وسألوني مرة أخرى عن أبو بكر التركي، فأخبرتهم أنه لا يزال على قيد الحياة، وأننا الحصول على صورة جديدة له نحتاج إلى مبلغ مالي كبير، فردوا أنه ما من مشكلة في ذلك. وقال لعمر منذ الآن تستطيع أن تباشر عملك، الأسلحة والمتفجرات جاهزة".
كان المقصود عمله في استهداف قادة قسد، ورد عمر وقتها فيما نقله شهاب: لديّ معلومات عن الآليات التي يركبها قيادات سوريا الديمقراطية ونستطيع أن ننفذ علميات ضدهم، لكن يجب إدخال هذه الأسلحة والمتفجرات إلى سوريا عن طريق المعبر ومن ثم سنقوم بعملياتنا. فأوضح عضو الاستخبارات أن عملية إدخال المتفجرات ستكون عن طريق مدينة جرابلس". 
ويضيف شهاب "سلمت الاستخبارات التركية الأسلحة والمتفجرات لعمر، الذي ذهب بدوره هو وأبو شجاع إلى جرابلس بسيارتي عن طريق أحمد غنام وأشخاص آخرين في الداخل. وتم تجهيز المتفجرات ونقلها عن طريق خلايا سرية إلى مدينة الرقة، وتم التفجير بعد أيام في منطقة قريبة من محطة الرقة". 
وأوضح شهاب عبد اللطيف أن الاستخبارات التركية طلبوا منهم القيام بعمل آخر وهو تهريب عناصر من داعش متواجدين في سوريا وإدخالهم إلى تركيا، تأمين منزل لهم وإخراج بطاقات تعريف لهم. وبالتنسيق بين عمر قادر وأبو شجاع تم الاتفاق على أن تقوم الاستخبارات التركية على فتح وتأمين طريق لهم بشرط أن نقدم المعلومات الكاملة عنهم وأن اختيار الطريق يكون من قبلهم.
وبالفعل هرّب عمر عدد من الأشخاص وأدخلهم إلى تركيا، وأنا كنت أرغب في إنهاء هذه العملية والعودة إلى أورفا بأسرع وقت لكن وخلال أيام تم اعتقالي من قبل قوات سوريا الديمقراطية (QSD) قبل أن أتمكن من العودة.