"معركة دحر الإرهاب " شهادت مروعة لناجيات من قبضة تنظيم داعش الإرهابي

كنت افعل كل ما يطلبونه مني فقط من اجل أن لا يبيعوا بناتي ، كلمات تقولها "مهدية بشار" والدموع تملئ مقلتيها اللتان لا ترتحلان عن بناتها.

مع استمرار المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا ، تزداد عمليات إجلاء المدنيين وتحريرهم من قبضة المرتزقة ، بين كل فوج من أفواج المدنيين لا شك أنك ستعثر على أحدى النساء والأطفال الإيزيدين الذين خطفهم تنظيم داعش الإرهابي من شنكال ومحيطها منتصف العام 2014.

خلال سنوات الحرب الطويلة التي دارات رحاها على الأراضي السورية ، تعرفنا على آلاف الضحايا وسمعنا قصص عن الظلم ، التعذيب ، القتل الوحشي ، سلب ونهب لا تعد وتحصى تقشعر لها الأبدان.

لكن عندما تلتقي بأحد النساء الإيزيديات اللواتي اختطفن من قبل داعش في شنكال وتستمع إلى معاناتهم وقصص اختطافهم والعذاب الذي عاشوها، بدون شك تقطع الأنفاس وتجتاحك أمواج من المشاعر التي لا يمكن وصفها والحديث عنها.

يتوقف الزمن والحديث ويشل القلم الذي يكتب وحده التفكير يدور في دوامة والسؤال كيف لهذا الكائن أن يمتلك كل هذا الظلم وكيف لغيره أن يتحمله ويعود إلى الحرية من جديد.

السيدة مهدية بشار من بلدة "سنوني" كغيرها من آلاف الايزيديات اللواتي تم خطفهن من قبل مرتزقة التنظيم عام 2014 ، عندما تتحدث مهدية عن ظلم داعش ومعاناتها خلال هذه السنوات من الإرهاب ، صدقاً لا يرغب المرء في تصديق وصف تلك الوحشية والأجرام.

مهدية التي تتحدث اللغة العربية بشكل ركيك ، نسيت لغتها الأم (الكردية) وهذا لان داعش طلب منها هذا ، حتى تعيش بدون هوية ، عبدة وسبية.

على الرغم من أنها تحررت من داعش إلا أنها لا تزال ترتدي لباس داعش الأسود وتضع البرقع ، تعيش الصدمة غير قادرة على أن تُصدق أنها تخلصت من داعش وانها باتت حرة ، ولا تزال تعيش الشك ، هل هي تحلم أم أنها تعيش الواقع.

احدى القياديات في قوات سوريا الديمقراطية (QSD) تظهر لها مجموعة من الصور للمختطفين الإيزيدين ، حتى تتعرف عليهم ، لكنها أجهشت بالبكاء عندما تعرفت على صور بنات شقيقتها ولم تعد قادرة على الحديث.

فريال عمر أيضاً امرأة أيزيدية اختطفت من شنكال ، تم تحريرها من قبل قوات سوريا الديمقراطية في باغوز ، برفقة والدها البالغ من العمر خمسة سنوات.

مقاتلات من وحدات حماية المرأة (YPJ) رحبوا بها وادخلوها إلى خيمة في المناطق الأمنة حتى يتم نقلها إلى ذويها في شنكال.

أثناء حديثنا مع فريال ، ابنها الصغير البالغ من العمر خمسة سنوات قام بوضع يده على فم والدته ليقوم بمنعها من الحديث إلينا، وهذا يدل على مدى تغلغل فكر داعش في عقول الأطفال.

فريال قالت أن ابنها يرى بعين واحدة وهذا نتيجة تعرضه للضرب من قبل المرتزقة ، وتضيف: "عند اختطافي كان عمره سبعة أشهر، وكبر بين داعش، وأجبرتني المرتزقة على تغيير اسمه من "هوشيار" إلى "احمد" ، وعلى الرغم من اني كنت أقوم بكل شيء حتى لا يتعرض ابني للأذى إلا انهم دائماً ما كانوا يقومون بضربه بعنف".

فريال أيضاً كانت غير قادرة على إكمال الحديث معنا باللغة الكردية وطلبت أن نواصل الحديث بالعربية ، فريال حدثتنا عن الأهوال والعنف الذي تعرضت لها بصورة تقشعر لها الأبدان.

حدثتنا عن قصص بيع النساء في الأسواق وإهانتهن بذلك الشكل اللاإنساني. فريال أخبرتنا انهم وكنساء مختطفات لدى داعش عندما كانت تشتد المعارك كان يخفف عنهم الضغط لكن عندما كانت تخف وتيرة المعارك تزداد معاناتهم.

وحتى في تلك اللحظات التي كانت تتحدث فيها إلينا كانت تشك في أنها تحررت من داعش وانها لن تعود أسيرة في أيديهم.

بعد كل ما سمعناه ادركنا أن المعارك من اجل القضاء على إرهاب داعش مهما كانت عنيفة وضارية ، إلا أنها مقدسة ، لأنها تحرر الإنسانية من ابشع أشكال الإرهاب والوحشية ، ولكم هو جميل أن نشعر بالحرية مع هؤلاء النساء الإيزيديات ونعيش فرحهم.