مجزرة 25 حزيران.. جرح «كوباني» النازف رغم مرور الوقت

مهما طال الزمن سيبقى التاريخ شاهداً على بطولات أبناء هذه المدينة الذين تمكنوا من كسر شوكة أعنف تنظيم إرهابي في العالم وأنقذ الإنسانية من إنجاب أعداء الإنسانية "داعش".

«ألم المجزرة تحول إلى نار لا تنتهي ولا تنطفئ»؛ بهذه الكلمات عبرت إحدى أمهات ضحايا مجزرة 25 حزيران بمدينة كوباني عن شعور أهل كوباني تجاه هذه المجزرة الوحشية تعرض لها أبناء مدينة كوباني على يد مرتزقة داعش.

هذه الأم فقدت في هذه المجزرة زوجها واثنين من أبنائها فأضحت هذه المجزرة بالنسبة لها كحالة لن تنساها مهما طال الوقت. ولا شك أن تلك الجملة التي قالتها الأم من كوباني تجسد معاناة كل أهالي الضحايا.

ورغم مُضي أربعة سنوات ثقيلة على هذه المجزرة، التي راح ضحيتها 242 مدنياً و30 مقاتل من وحدات حماية الشعب (YPG)، في كل عام وفي هذا التاريخ تنزف الجراح مرة أخرى في ذكرى المجزرة.

 يقولون: أهالي كوباني يمتازون بذاكرة قوية، فكيف لهم أن ينسوى مجزرة بهذا الحجم وهذه القسوة؟ ولهذا في كل عام وفي هذا التاريخ يخيم الحزن المثقل بالجراح على المدينة ويُجدد إعلان الحداد احتراماً لذكرى ضحايا المجزرة.

لجأ تنظيم داعش الإرهابي وفلوله بعد الهزيمة التي تلقاها في كوباني على يد مقاتلي وحدات حماية الشعب والمرأة (YPG/YPJ) إلى الانتقام من المدنيين وارتكبوا مجازراً بحق الأطفال والنساء وأظهروا حقدهم العميق.

رغم كل جرائمهم والمجازر التي نفذوها بحق الأبرياء المدنيين إلا أن مصيرهم ونهايتهم كانت على يد مقاتلي الـ YPG/YPJ وقوات سوريا الديمقراطية (QSD) وشاهد العالم خروجهم مستسلمين، مهزومين ومذلولين من الباغوز آذار هذا العام، لينتهي هذا التنظيم الأكثر إرهاباً في العالم.

هؤلاء المرتزقة، الذين استسلموا، هم الآن في قبضة قوات سوريا الديمقراطية (QSD) لم ولن يفلتوا من العقاب ومن مطالب ضحايا مجازر كوباني.

ويُطالب أهالي كوباني بمحاكمة هؤلاء المرتزقة الإرهابيين في مدينتهم التي لاقت الويلات على يد هؤلاء المرتزقة أكثر من أي مدينة وبلد آخر كان تحت سيطرة التنظيم الإرهابي. وينشدون إقامة محكمة علينة للمرتزقة لأن جميع العائلات نالت النصيب الأكبر من جرائم داعش وإرهابه. وهم يؤكدون على أن من حقهم المطالبة بمحاكمة علنية للمرتزقة.

ومهما طال الزمن فالتاريخ شاهد وسيقول: مِن هذه المدينة انطلقت المقاومة التي حطمت أعنف تنظيم إرهابي في العالم وخلص العالم من وحش يدعى "داعش" يداه ملطختان بدماء الأبرياء أينما وصل.