كاميرا فرات ترصد لحظات فرح الإيزيدين بعد تحريرهم من داعش

بمجرد وصولهم إلى مناطق مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية (QSD) ووحدات حماية الشعب والمرأة (YPG/YPJ) تنفس الإيزيديون الحرية وكأنهم عادوا إلى الحياة مجدداً، وتشكلت حولهم هالة من الفرح والسرور تغمرها الكثير من المشاعر المختلطة.

تعتبر منطقة الشرق الأوسط مهد للحضارات في العالم، وتعتبر أراضي كردستان أغنى منطقة في هذه الجغرافية الشاسعة. ولغناها بالثروات الطبيعية كانت دائماً، ولا تزال تتعرض للهجمات طمعاً في ثرواتها، وكان آخر تلك الهجمات الوحشية التي بدأت في الثالث من آب/أغسطس 2014، حينما قام إرهابيو تنظيم داعش بمهاجمة الإيزيدين في شنكال.

ودون تمييز بين طفل وشيخ صغير وكبير، رجل وامرأة، قاموا بقتل الجميع وبتنفيذ المجازر بحق الإيزيدين وإبادتهم لتكون جريمة وجرح عميق في قلب المجتمع الإيزيدي وضمير الإنسانية لا يندمل ولا ينسى.

إلى جانب تلك المجازر خطف عناصر داعش آلاف الأطفال والنساء الإيزيدين، وحتى اليوم يتم تحريرهم في كل المناطق التي تحررت من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي. ومنذ أشهر تواصل قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة YPG/YPJ حملتهم ضد آخر المناطق الخاضعة لسيطرة إرهابي داعش، في إطار حملة عاصفة الجزيرة، المرحلة الأخيرة من الحملة "معركة دحر الإرهاب".

وتستمر الحملة بتحرير مئات المدنيين من براثن التنيظيم الإرهابي وبشكل يومي.

اليوم وعند انطلاقنا نحو ذلك الممر الذي يتوافد منه المدنيون القادمون من مناطق سيطرة داعش نحو مناطق قوات سوريا الديمقراطية، شاهدنا تلك اللحظات المؤثرة التي من المستحيل أن تمحى يوماً من ذاكرتنا.

من بين المدنيين الذين تم تحريرهم، اليوم في آخر جيوب سيطرة تنظيم داعش الارهابي، نساء وأطفال إيزيدييون اختطفوا في شنكال عام 2014. كان هؤلاء النساء والأطفال ولدى وصولهم إلى مناطق تواجد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة، سعداء بخلاصهم من إرهاب داعش وكأنهم عادوا إلى الحياة مجدداً، حينها شعرت بذلك الفرح الذي يغمرهم وكأن الفرح والسرور بات يحلق بهم إلى بلاد درويش وعدولي وربوع شنكال.

تلك السعادة التي رسمت على وجوههم، كانت تعبر عن كل شيء.

وكأنه ذلك الفرح والسرور الذي يرسم على وجه طفل حين لقائه بوالدته بعد سنوات طويلة من الفراق.

إحساسهم بقرب العودة إلى البلاد أظهرت فيهم الحماسة والسرور إلى أبعد الحدود.

بعد كل كلمه يقولونها تليها كلمة: "كم نحن سعداء، لخلاصنا من داعش ووصولنا إلى مقاتلي الحرية"، وبعد كل كلمة تعبير عن الفرح والسعادة تليها كلمة شكر وامتنان للمقاتلين الذين حرروهم من إرهاب داعش.

وبعد كلمة الشكر تليها كلمة "لن ننسى مدى الحياة فضل مقاتلي QSD و YPG/YPJ، الذين ضحوا بأرواحهم لتحريرنا من براثن داعش.

في المقابل يواصل المقاتلون الذين قاموا بتحريرهم عملهم لإيصال المدنيين المحررين إلى المناطق الأكثر أمناً حتى يتم إيصالهم إلى ديارهم بسلام.

ويؤكدون لهم في حديثهم: "سنقاتل الإرهاب في كل مكان حتى نحرر آخر طفل وامرأة من براثن تنظيم داعش الارهابي".