كالو: علينا أن لا نثق كثيراً بالقوى الدولية ونعتمد على قوتنا الذاتية

ناشد عدنان كالو وهو أحد المواطنين الإيزيديين في روج آفا، الشعب الإيزيدي وقال " علينا أن نبني آمالنا على القوى الدولية، بل يجب أن نثق بقوتنا الذاتية ومستوى تنظيمنا لهذه القوة".

عدنان كالو أحد المواطنين المقاومين في وجه هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها على روج آفا/ شمال وشرق سوريا، وقد جرح مرتين أثناء تصديه للهجمات الغادرة على سري كانيه المحتلة.

ينتمي عدنان كالو إلى عشيرة "دنا" الإيزيدية التي تعرضت لأكثر من مرة لهجمات الإبادة، منها مجزرة "كري ديشي" عام 1842 والتي راح ضحيتها أكثر من 4 آلاف شخص ما بين رجل و شيخ و طفل و امرأة على يد الدولة العثمانية، كذلك مجزرة "كليه زيلان" التي كانت بمثابة دق المسمار الأخير في نعش عشيرة "دنا" لتتمزق بعدها وتنتشر إلى مناطق شنكال وروج آفا.

عدنان كالو كغيره من الإيزيديين الذين عانوا المآسي والفرمانات وتشتتوا في الأرجاء، حيث انقطعت العلاقات نهائياً بين عائلته وبين أهله في شمال كردستان، فيما لا تزال الاتصالات والعلاقات موجودة بين عائلته وأهله في شنكال.

يعيش كالو في قرية نائية ما بين مدينة عامودا و الدرباسية، وقد شهد المقاومة البطولية في سري كانيه ضد المجموعات الإرهابية وجبهة النصرة المدعومة تركياً في الفترة الواقعة ما بين 2012-2014.

كما أنضم عدنان كالو إلى مقاومة سري كانيه الأخيرة في مواجهة الاحتلال التركي ومرتزقته بتاريخ 9 تشرين الأول 2019، وأصيب بجراحه الأولى أثناء تصديه للاحتلال التركي، لكنه لم يستكن ولم يجزع، بل تابع النضال والمقاومة والتصدي للمرتزقة في ناحية "زركان" الواقعة ما بين الدرباسية وسري كانيه، وهناك أصيب بجرحه الثاني خلال اسبوعين فقط.

جبهة النصرة دخلت من الحدود التركية

أشار كالو إلى أن الجماعات الإرهابية المتمثلة بجبهة النصرة و داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية، استهدفت الإيزيديين في الدرجة الأولى، وقال " حاملو فلسفة السيد عبدالله أوجلان، هم الذين دافعوا عنا و حمونا".

أكد كالو أنه رأى بأم عينه كيف هاجمت مرتزقة جبهة النصرة سري كانيه من البوابة الحدودية في سري كانيه من الجهة التركية بتاريخ 8 تشرين الثاني 2012، وقال " في ذلك الوقت كانت أعداد وحدات حماية الشعب (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ) قليلة جداً، وكانت لدينا حينها بعض مجموعات الحماية في سري كانيه، وقتها هاجمتنا الفصائل الإرهابية في سري كانيه وركزوا على استهداف الإيزيديين ودمروا البيت الإيزيدي الذي شيدناه وأسسناه حينها".

قتلوا ثلاثة من الشبان الإيزيديين

وذكر كالو "أن مرتزقة دولة الاحتلال التركي قد دخلوا سري كانيه من طرف قرية علوك حينها في محاولة منهم لإطباق الحصار على المدينة، ودخلوا قريتنا أيضاً واستشهد على يدهم حينها ثلاثة شبان إيزيديين، حيث وضعوا لغماً في طريق سيارة أحمد التي انفجرت به وأدت إلى استشهاده، إضافة إلى قيامهم بخنق مراد وعلي، وبعدها دخلوا سري كانيه ونهبوا ممتلكات وأموال المجتمع الإيزيدي بالكامل".

بيريفان كانت الشهيدة الإيزيدية الأولى في سري كانيه

تحدث عدنان كالو عن الشهيدة بيريفان الإيزيدية التي تقربه والتي كانت الشهيدة الأولى في وحدات حماية المرأة (YPJ) من الشعب الإيزيدي في سري كانيه، وقال " استشهدت بيريفان في قرية كشتو وبقي جثمانها يوم بأكمله تحت اشعة الشمس، واستشهد بعض الرفاق وجرح آخر اثناء محاولتهم الحصول على الجثمان، وفي اليوم التالي استطاعت وحدات حماية الشعب والمرأة (YPG-YPJ) قتل المرتزقة والحصول على جثمان الشهيدة".

وتعتبر الشهيدة بيريفان هي الشهيدة الإيزيدية الأولى في روج آفا، حيث أنها كانت قد نزحت مع عائلتها إلى ويران شهر في شمال كردستان بعد غزو مرتزقة الدولة التركية لمدينة سري كانيه في عام 2012، بهدف العبور من تركيا إلى أوروبا، إلا أن الشهيدة بيريفان اختارت العودة إلى روج آفا والانضمام إلى صفوف وحدات حماية المرأة (YPJ) بعد استشهاد الشبان الإيزيديين الثلاث (علي، مراد، أحمد).

أدركنا أن دولة الاحتلال التركي هي الوجه الحقيقي لداعش

نوه كالو إلى أن دولة الاحتلال التركي كانت تقدم الدعم لجبهة النصرة داعش الإرهابيين في الخفاء سابقاً من أجل احتلال مدن روج آفا، وقال " عندما هاجمت داعش كوباني وسيطرت على معظمها، كانت قد دخلت حينها من جانب الصوامع من جهة الأراضي التركية وبدعم من دولة الاحتلال التركي، ونحن الإيزيديون تنفسنا الصعداء نوعاً ما بعد ثورة روج آفا وفي ظل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، كما أن النساء الإيزيديات يتمتعون بحرية تامة وإرادة في المقاومة والنضال والحياة".

واستذكر عدنان كالو الإبادة الجماعية التي ارتكبتها مرتزقة داعش الإرهابيين بحق الإيزيديين في شنكال بتاريخ 3 آب 2014، وقال " تعرضنا في العام 2014 إلى الإبادة 74 في سلسلة الإبادات التي تعرض لها شعبنا الإيزيدي، وهذه المرة كانت الإبادة على يد مرتزقة ووحوش داعش الإرهابي، وقد هبت وحدات حماية الشعب (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ) لنجدة أهلنا في شنكال، وكذلك مقاتلي قوات الدفاع الشعبي (HPG) ووحدات المرأة الحرة (YJA-STAR)؛ أي أنه بالإمكان القول أن الذين هبوا لنجدة الإيزيديين وإنقاذهم من الإبادة الجماعية، هم حاملي فلسفة السيد عبدالله أوجلان، ولم تساهم البيشمركه في حماية الإيزيديين والدفاع عنهم، كما أن الدول الأوروبية فتحت حدودها وأعلنت عن استعدادها لقبول اللجوء، ولم تفعل أي شيء من أجل حماية الإيزيديين على أرضهم، لأن جميع هذه القوى تسعى وراء مصالحها".

 يجب الاعتراف بالإدارة الذاتية في شنكال

وناشد كالو في ختام حديثه، جميع الدول الأوروبية والراي العام العالمي، وقال " يجب أن تصرخوا في وجه دول الاحتلال التركي وتقولوا لها " كفى" وتدعوها إلى احترام مواثيق حقوق الانسان، ويجب الاعتراف بخصوصية الشعب الإيزيدي والإدارة الذاتية في شنكال حق للشعب الإيزيدي في شنكال ويجب تضمينها في الدستور والاعتراف بها، وعلى المجتمع الإيزيدي ألا يبني آمالاً كثيرة على الدول الأوروبية ومنظمات حقوق الانسان، بل يجب الاعتماد على القوة الذاتية والثقة بالنفس وتنظيم الصفوف لتعزيز القوة الذاتية".