كالكان: أردوغان يسعى بكل إمكانياته لإخفاء هزيمته  في الانتخابات المحلية

أعتبر دوران كالكان عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني(PKK) ، أن أردوغان يسعى بكل إمكانياته، لإخفاء هزيمته النكراء في الانتخابات، مؤكداً انطلاق مرحلة جديدة بعد الانتخابات المحلية التي جرت في تركيا وشمال كردستان في 31 من آذار.

 اكد عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني(PKK) ، دوران كالكان، أن النظام الفاشي المتمثل بحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية(AKP-MHP)  هُزِم شر هزيمة امام الصمود الديمقراطي لحزب الشعوب الديمقراطي(HDP) في الانتخابات المحلية التي جرت في 31 من آذار المنصرم في تركيا وشمال كردستان.

وأشار كالكان في بداية حديثه لوكالة فرات للانباء ANF بالقول: "لعب الشعب الكردي في الانتخابات المحلية التي جرت في 31 من آذار المنصرم دوراً مهماً واستراتيجياً، وناضلوا   بإرادة  قوية، وتساءل كالكان بالقول ماذا يعني هذا؟ وماذا يجب ان يكون موقف المعارضين والقوى الديمقراطية حيال هذا النضال وهذا الصمود؟".

وتابع بالقول: "لقد مضت على الانتخابات 15 يوماً والى الآن لم تظهر المؤسسات المسؤولة اية نتائج واضحة لهذه الانتخابات، فالمفوضية العليا للانتخابات لعبت دوراً سلبياً وأصبحت كالصحافة التابعة لحزب العدالة والتنمية ونسيت شفافيتها المهنية. ففي مناطق شمال كردستان أُعطيت بعض البلديات التي فاز بها حزب الشعوب الديمقراطي في الانتخابات لحزب العدالة والتنمية الذي حصل على نسبة الاصوات هي اقل من النصف مقارنة بما حصل عليه حزب الشعوب الديمقراطي وأما في اسطنبول فما يزال عد الاصوات مستمراَ".

وفي الحقيقة ان حزب العدالة والتنمية هزم شر هزيمة والشعب الكردي والقوى الديمقراطية والمعارضين حققوا نجاحاً باهراً واثبتوا بأن نضالهم قد توج  بالنصر، بحسب كالكان.

وتابع: "بالرغم من أن حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية قد وضعوا كل امكانياتهم كي ينجحوا في هذه الانتخابات، الا ان ارادة الشعوب انتصرت في نهاية المطاف وبانتصارهم هذا الحقوا هزيمة نكراء بالفاشية. ومرة اخرى احيي وأهنئ الشعب الكردي، والقوى الديمقراطية والمعارضة على هذا النجاح الساحق الذي حققوه".

أردوغان هزم هزيمة منكرة رغم حشد الدولة وراءه

و"نتمنى بأن تندحر الفاشية وأن تكون نتائج الانتخابات سبباً في بناء تركيا الديمقراطية. وفي الحقيقة نتائج الانتخابات لها دوراً سياسياً واسعاً لأنها ستحدد مستقبل الادارة في تركيا وهذا كان هدفنا منذ بداية الانتخابات حيث تنقل كل من دولت باخجلي، واردوغان واشخاص اخرون مثل سليمان سويلو بين الناس وطالبوهم بأن يدعمونهم في الانتخابات كي لا يفشلوا وقاموا بتوزيع مادة الشاي وغيرها من التصرفات المخجلة كما قاموا بشراء الاصوات، ووضعوا جميع مفاصل  الدولة من الصحافة والمحاكم، واقسام الشرطة والجيش في حالة استنفار كبير حتى يكسبوا هذه الانتخابات، وشنوا هجمات على المعارضين وبشكل خاص على الشعب الكردي وقاموا باعتقال البرلمانيين من حزب الشعوب الديمقراطي ومارسوا انتهاكات شديدة وخير دليل على ذلك الهجمات التي قاموا بها في كل من شرنخ، وآكري وموش ولم تتم الانتخابات في كثير من المناطق في شمال كردستان حيث تم تحضير الأصوات مسبقاً  ووضعها في الصناديق وتبديلها بالصناديق الحقيقية".

مراوغات العدالة والتنمية

وبالرغم من هذا كله فإن القوى المعارضة حددت موقفها والشيء الملفت للنظر هو ان حزب العدالة والتنمية يدعي بأنه يتفق مع هذا الحزب وذاك الحزب ويدعي أيضاً بان ذاك الحزب يتفق مع فتح الله غولن، وبانه حان الوقت كي يتفق مع حزب الشعب الجمهوري المعارض(CHP) ومع حزب الحركة القومية(MHP) ، كما عقد اتفاقات ولقاءات كثيرة مع الكرد.

وفي هذه المسألة ظهرت خلافات ومنها بأن يتخذ حزب الشعب الجمهوري المعارض موقف حيال حزب الشعوب الديمقراطي، وبان النتائج التي ظهرت تحققت بنضال حزب الشعوب الديمقراطي، وبالرغم من ذلك السياسة والذهنية الفاشية التي يتبعها نظام اردوغان ما تزال تعد نفسها الحاكم الاول لتركيا ولكن نضال حزب الشعوب الديمقراطي والاحزاب المعارضة ستقف بالمرصاد في وجه هذه الدكتاتورية وهذه الذهنية الفاشية وستنتصر في نهاية المطاف.

الانتخابات وحدت الشعوب نحو الديمقراطية

واثناء الانتخابات لم تتحد الاحزاب فقط، وانما الشعوب، والمجتمع، والعمال، والشعب التركي والكردي اتحدوا أيضاً، لهذا على المسؤولين من حزب الشعب الجمهوري إدراك هذا الامر، وبأنه ومن خلال هذه الاتحاد فتحوا الطريق امام المعارضين للسلطة المتمثلة بحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية(AKP-MHP)  ليثبتوا بأن الاتحاد الديمقراطي في تركيا امر ليس مستحيل وسيتحقق عن قريب.

متى تصبح القوى الثورية عامل ضعف في المجتمع؟

واضاف كالكان: "ان الجميع في تركيا يستمع لادعاءات حزب العدالة والتنمية الذي كان يدعي بأنه لن يحصل شيء في تركيا، وها هو قد حصل.

وفي حال وجود ضعف في المجتمع فهو بسبب القوى الديمقراطية الثورية التي يجب عليها ان تقود المجتمع. فهي لا تدرب الشعب ولا تقوم بتطوير الفعاليات الديمقراطية والموضوع الاهم هنا هو أنها لا تؤسس للاتحاد الديمقراطي.

ولا تقوم بتطوير الادارة  المناهضة للفاشية كما انها لا تقوم بتأسيس نظام يؤدي بالمجتمع لإدارة نفسه وهذه المعضلة الاساسية بأن حزب العدالة والتنمية لا يعترف بهزيمته ويطالب بإعادة الانتخابات.

وفي الحقيقة مقولة كلجدار اوغلو عندما قال "الانتخابات مجانية، لكن الاعتماد محظور" حول هذه الانتخابات كانت صحيحة. كيف لا يعد انتصاراً للشعب الكردي الذي فاز ب 75 بالمائة من الاصوات، فهم يسعون الى عدم تسليمهم البلديات من سيقبل بهذا الامر؟ 

"لن نمنحكم البلديات حتى وان فزتم في الانتخابات"

وكما قال الناطق باسم حزب الشعوب الديمقراطي ساروخان اولجو: "هذا فخ لحزب الشعوب الديمقراطي"، عندما يقولون شاركوا في الانتخابات، فإذا انتصرتم فيها سنلغي النتائج. وهذا ما اكده اردوغان عندما قال: "لن نمنحكم البلديات حتى وان فزتم في الانتخابات" وهذا ما تفعله المفوضية العليا للانتخابات فهل هذا مقبول؟ وفي الحقيقة هذه انتهاكات للحقوق ومنطق غير مقبول به.

واكد كالكان بأنه على المجتمع ان يدعم قاداته وبلدياته. وبان رئيس حزب العدالة والتنمية يرفض الادارة التي كسبت 75 بالمائة من اصوات الناخبين ويعد نفسه الحاكم الوحيد ، لذلك يجب تشكيل ادارة قوية تواجه الفاشية المتسلطة المتمثلة بحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.

والأن نحن نواجه قوة تتحكم بالمجتمع عبر القوة والعنف وتنتهك الحقوق ومن غير المتوقع التصدي لهذه القوة من خلال الانتخابات ففي السابع من حزيران عام 2015 رفضت الانتخابات حينها واعلنت الحرب وفي 24 من تموز اعلنت نفسها الحاكم على البلاد من خلال الحرب. وها هي اليوم تمارس نفس الانتهاكات والحيل كي تفرض حكمها على شمال كردستان واسطنبول لذلك يجب التكاتف والاتحاد وتشكيل البديل لهذا الحكم الفاشي فنحن بحاجة الى نضال منظم وبديل لهذا الحكم.

نحن بحاجة إلى نضال مكثف

وفي الحقيقة اننا بحاجة الى نضال مكثف في مجال الادارة السياسية. فالفاشية المتمثلة بحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية(AKP-MHP) هزمت في الانتخابات بسبب سلطويتها وديكتا توريتها لان ادارة اردوغان هي ادارة تعتمد على الحيل والمؤامرات.

واكد كالكان بأن الاتفاق بين حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الشعب الجمهوري يجب ان يتطور اكثر ويجب تشكيل ادارة مشتركة ولكن في الاوضاع الراهنة لا يستطيعون الالتقاء والنقاش حول الازمة العارمة في بلدهم. وهذا يشكل قوة وامل لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية(AKP-MHP) وتعطيهم الشجاعة لشن الهجمات. لذلك يجب على حزب الشعب الجمهوري ان يتحمل المسؤولية كاملةً.

كما اكد كالكان بأن عصر اردوغان قد انتهى وعلى الجميع ادراك هذا، لذلك يجب على المرء اسقاطه من الحكم. فهو يسعى بكل امكانياته لإخفاء هزيمته في الانتخابات المحلية ، وبدورنا علينا ادراك ذلك والا ننجرف مع حيله والاعيبه. لهذا نحن نؤكد ببدء عصر جديد بعد الانتخابات المحلية التي جرت في 31 آذار المنصرم.

فلم يبقى شيء لدى حزب العدالة والتنمية ليقدمه للشعب ومن الأفضل لها ان تنسحب وان تسمح لإدارة قادرة على حل الازمة في تركيا عن طريق الديمقراطية بالتقدم للأمام.

السلطة الفاشية تسعى لتجريد المجتمع من كرامته

وفي هذه المرحلة العصيبة يجب على المسؤولين تحمل الاعباء والامساك بذمام الامور والتصرف بجدية ولا يمكن جعل الناس مجردين من الكرامة، والسلطة الفاشية الراهنة تسعى الى كسر المجتمع وتجريده من الكرامة والثقة والايمان بالقضية لذلك يجب الا نسمح بهذه السياسة ويجب ان نكون اكثر جدية في هذه المرحلة العصيبة. يجب ان تنهض بعض الشخصيات وان يواجهوا هذا النظام.

على الحزبين "الجمهوري" و"الديمقراطي" أن يتحملا مسؤولية المرحلة

وفي اجابته على السؤال حول ما يخص حزب الشعب الجمهوري(CHP)  من اجل الازمة في تركيا والقضية الكردية ماذا تقول؟ ولماذا لا يتفق مع حزب الشعوب الديمقراطي. أجاب كالكان بالقول ان حزب الشعوب الديمقراطي حقق نسبة عالية من الاصوات في انحاء تركيا. وموقف حزب الشعب الجمهوري حيال حزب الشعوب الديمقراطي يعطي القوة لإدارة اردوغان لذلك يجب عليها ان تتحمل المسؤولية بشكل اكثر وعلى الحزبين ان يتصرفوا بجدية وان يدركوا جدية الموقف وجدية المرحلة الراهنة وعليهم تشكيل ادارة ديمقراطية بديلة عن دكتاتورية اردوغان واسقاطه وذلك من خلال الدعم المطلوب من الشعب.