فنانون كرد ينددون بمقتل الشاب الكردي باريش

أعرب فنانون كرد عن سخطهم حيال مقتل باريش جاكان، الذي قُتل بسبب استماعه لاغنية كردية في أنقرة.

أصبحت موجة الفاشية في الدولة التركية أكثر خطورة. من حيث الممارسة من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية والحركة القومية الشوفينية ، ومن ناحية أخرى، تقوم بهجمات شديدة على الشعب الكردي، من كافة النواحي عسكرياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً. بسبب السياسات الشوفينية للدولة، ويتعرض الشعب الكردي للهجمات العنصرية في شمال كردستان وتركيا كل يوم.

حيث قُتل شاب يُدعى باريش جاكان (20عام ) ليلة 31 أيار حوالي الساعة العاشرة والنصف مساءً في أنقرة بحجة الاستماع إلى الموسيقى الكردية. وبدورهم انتفض الفنانون الكرد ضد هذا الهجوم العنصري الوحشي وقالوا إنهم جميعاً سيغنون أغانيهم لباريش.

وفي هذا السياق تحدث الفنان كاوا عن هذا الحدث الوحشي وقال: "شعب كردستان يمر دائما بأوضاع غير عادية وطارئة، حيث لا يتوفر سبب لقيام دولة حرة ومستقلة. يتم دفع تضحيات ثمينة للحرية والحقوق المشروعة والاستقلال في جميع أنحاء البلاد. فالثقافة والفن أساسيان للنضال. لقد حافظت الثقافة القديمة على أمهاتنا وآباءنا وأجدادنا منذ اليوم الأول وحتى الان، وقد نجت حتى يومنا هذا. تريد قوات الاحتلال تدمير هذه اللغة والثقافة القديمة. لهذا السبب، تم حظر الموسيقى الكردية والحياة واللغة والتواصل الاجتماعي الكردي في تركيا لسنوات. إنهم يريدون أن يفصلوا بيننا ويدمروا ذاكرتنا. حيث تعتقل الدولة التركية الفاشية قائدنا وروادنا منذ سنوات وتفرض عليهم عزلة شديدة. فعندما ترغب بالتعبير عن آرأئك في تركيا‘ عليك ان تدفع ثمنا باهضا بسبب النظام الفاشي. لقد قتل العنصريون اليوم شاب كردي. حيث كان باريش جاكان، وهو شاب يستخدم حقوقه الأكثر شرعية، ويتحدث الكردية ويستمع إلى الموسيقى الكردية، هدفاً لاعتداء عنصري. قام ثلاثة أشخاص عنصريون ذوو ذهنية قذرة بطعن قلوبنا وشبابنا بالسكاكين. لم يقتل أحد بسبب لغته في أي مكان في العالم. للاسف، يتم اليوم قتل الكرد في تركيا بسبب لغتهم. نحن كفنانين من ضمير المجتمع ندين بشدة هذه الحادثة ونقول نحن نطلق صرخات من الأناشيد والأغاني من أجل باريش والسلام".

كما ندد الفنان آزاد بدران بهذه الحادثة الوحشية قائلاً: "في البداية انحني اجلالا  أمام استشهاد باريش جاكان. مع هذا الحدث، انتهت الكلمات ولم تعد تكفي، هذه هي الصورة الحقيقية لآلاف السنين لدولة الاحتلال التركي. يأخذ العنصريون قوتهم وسلطتهم من سلطوية الدولة. ولكن الموسيقى أكثر تأثيراً من سلطات وقوانين الدول، لذلك تم الهجوم على باريش وقتله، لانهم يخافون من الثقافة والفن الكردي. حيث وصلت العنصرية  في تركيا إلى أعلى مستوياتها. اليوم في الولايات المتحدة، هناك هجمات على اشخاص من اصول افريقية وفي تركيا على الكرد تحت راية نظام الدولة. العنصرية والذي هو أخطر مرض في المجتمع. لهذا يجب على شعب كردستان والمثقفين والكتاب والصحفيين والفنانين عدم الصمت حيال ذلك والسير وراء الحقيقة. لان هذا الهجوم ليس فقط ضد باريش، بل هو ضد جميع الشعب الكردي. تم ابادة ثقافتنا وموسيقانا ووطننا في أنقرة. من الآن فصاعدا سأقدم كل أغنياتي إلى باريش واغني له. لقد ناضلنا كثيراً من أجل إنجازاتنا، وسنحقق النصر لا محال".

وبدوره قال مسعود جيف: "من ناحية، نتحدث عن التطورات الفكرية والتكنولوجية والفضائية والتطورات المختلفة، لكن من ناحية أخرى، تتحدث المؤسسات والوكالات عن كواكب مختلفة، وتبحث عن توفر فرص الحياة فيها ام لا ،. ولكن وللاسف، لا يزال الناس في الشرق الأوسط وبلدنا يتعرضون للقتل بسبب لغتهم وثقافتهم. يجب أن تجلس هذه الدولة وتفكر وتسأل نفسها اين نحن من كل هذا. في هذا البلد، يُقتل الناس بسبب لغتهم وأغانيهم الكردية. ما سبب هذا الغضب وأين يبدأ؟ كيف يقتل الشاب بسبب لغته؟ وقع الحادث في الشارع، لكن القاتل هو مسير من الدولة نفسها. تزيد سياسات الدولة ولغة السلطات من الحوادث العنصرية. ولكن سيأتي يوما سنكون قادرين على الغناء بحرية في بلادنا. جميع أغانينا ستكون لباريش وسوف نتحدث بلغتنا دائماً. لا يمكن لأي قدر من القمع أن يبعدنا عن لغتنا وثقافتنا".

كما اعرب الفنان سيدخان عن سخطه وتنديده حيال ما حدث للشاب الكردي وقال: "إن شعب كردستان يمر بعملية بالغة الأهمية. العمليات السياسية من جهة والإبادة الجماعية من جهة أخرى. ومع ذلك، تم حظر قيمنا ولغتنا وثقافتنا. يتم اعتقال الناس وإلقاء القبض عليهم كل يوم. ويهدف الحكم الفاشي لحزب العدالة والتنمية - حزب الحركة القومية الفاشية إلى تدمير الكرد وإبادة قيمهم ووجودهم. ويعاني الشعب بسبب هذه السياسة الوحشية والعنصرية بشكل يومي. حيث يهددون الفنانين، وأي شخص يتحدث لغته إما يُقتل أو يُضرب. يكشف هذا الطغيان الواقع والحقيقة ويرتكب جرائم منافية للانسانية ضد الشعب الكردي كل يوم. لا يوجد قانون أو عدالة في تركيا.

وقد تم إعدام عشرات الكرد في الشوارع من قبل العنصريين. حيث اغتال عنصريون وفاشيون أتراك مؤخراً شاباً يدعى باريش جاكان، استمع إلى الأغاني الكردية. إنهم يريدون إرسال رسالة إلى شعب كردستان بالقتل والمذابح. ، فإن الشيء الذي يقع على عاتقنا هو كيف يمكننا أن نحافظ على قيمنا لمواجهة هذه العنصرية والشوفينية. لهذا إذا أردنا أن نحصل على حياة حرة، ونحمي حقوق الشباب الكردي وننتقم لشهدائنا، فسيتعين علينا أن نحافظ على وجودنا ونسير على دربهم. وعلينا بناء وحدتنا والدفاع عن مكتسباتنا التي تحققت بفضل دماء الشهداء، من اجل التصدي لهذه الهجمات الوحشية والفاشية. فإذا لم نتحد، فسيكون بعض الشباب هدفا للهجمات الفاشية غدا. كان باريش شاباً كردياً من كردستان، أحب لغته وهويته وثقافته. هذا هو أيضا الحق الأكثر شرعية لجميع البشر".