فرحان الحاج عيسى: الدولة التركية تسعى لإقامة "منطقة آمنة" في بقعة جغرافية مستقرة

أكدت الرئاسة المشتركة للجنة العلاقات العامة في مجلس  الرقة المدني أن الدولة التركية تحاول نشر العديد من المنظمات الإرهابية من خلال إقامة منطقة آمنة في بقعة جغرافية مستقرة.

تستمر الدولة التركية بانتهاكاتها بحق الشعب الآمن والمسالم من خلال التهديدات المتواصلة ضد الشمال السوري وتلجأ إلى تصدير أزمتها الداخلية على الصعيدين السياسي والاقتصادي إلى الخارج من خلال التهديدات التركية وإنشاء المنطقة آمنة.   

وخلال لقاء أجرته وكالة الفرات للأنباء  ANF مع الرئيس المشترك للجنة العلاقات العامة في مجلس الرقة المدني فرحان الحج عيسى، قال في مستهل حديثه: "مع الأسف تعاطت الدولة التركية مع الملف السوري بطريقة تخدم المطامع الاستعمارية الدفينة لديها، كان من المفترض أن تسعى لحل المشاكل السورية كونها دولة جوار مما أدى إلى تفاقم الأزمة الداخلية وظهور العديد من المنظمات الإرهابية التي تهدد الأمن الدولي عامة، وليس سوريا فقط.

وأشار إلى أن الدولة التركية كانت الممول لتلك المجموعات، التي لا تزال تدعمها حتى الآن، إما بالسلاح أو بتوفير المأوى، والملاذ لإقامة معسكرات التدريب، وغسل الأدمغة عن طريق زرع الفكر المتطرف.

وقال عيسى: "إن البقعة الجغرافية، التي تسعى تركيا لإقامة منطقتها الآمنة عليها، هي الأكثر أمناً في عموم سوريا، والدليل على ذلك عدول القوات الموجودة فيها عن القيام بأي تجاوزات على المناطق التركيا المتاخمة لها رغم الممارسات المتبعة من الاحتلال التركي في الأراضي السورية المحتلة كإدلب، وجرابلس، وغيرها.

 وأضاف عيسى "بخصوص ما يطرح الآن فالإدارة الديمقراطية، وقوات سوريا الديمقراطية لا تعارضان ذلك بشرط أن تدار المنطقة الآمنة من قبل أبنائها (أبناء سوريا)، وأن تكون تحت مظلة أممية بعيداً عن إطار الأجندات الإستعمارية التي تدير الأزمة السورية بعيداً عن مصالح الشعب السوري، وبالتالي فهذه التهديدات التركية بعيدة كل البعد عن الرؤية الأممية أو الدولية فالوفود الدولية التي قامت بزيارة مناطقنا تؤكد على أنها الأكثر أماناً في عموم سوريا فلا مانع من إقامة المنطقة الآمنة تحت وصاية دولية تراعي مصالح مكونات المجتمع السوري وقوات سوريا الديمقراطية لا تريد أن تكون سبباً في زعزعة أمن، واستقرار دول الجوار".

 ونوه الحاج عيسى بأن "تركيا تعاني من أزمة داخلية على الصعيدين السياسي، والاقتصادي لذلك لجأت حكومة أردوغان لاجتياح عفرين، وغيرها من المناطق الحدودية مع سوريا سعياً لتصدير أزمتها إلى الخارج أيضاً التواجد التركي في  أفريقيا جاء تبعاً لتلك الأزمة التي تعانيها تركيا كما رأينا في ليبيا حيث يقوم أردوغان بدعم بعض الجماعات بمختلف التسميات، والدليل على ذلك تصريحه بالرد على القوات الحكومية في طرابلس في حال تعرضها لتلك الجماعات زعماً بأنَّ هذا يهدد الأمن القومي ذلك يكشف توجهات أردوغان، والفكر الإسلام والذي هو مترسخ، ومتأصل في الحكومة التركية. فهي تبحث عمَّا أضاعته في الحرب العالمية، وهي أزمة مع المكون الكردي في تركيا، وغيرها من المكونات كالعلويين".

واستطرد: "تلك الشعوب تطالب بحقوقها كتعلم اللغة الأم، هي أبسط تلك الحقوق، وها نحن أولاء في شمال، وشرق سوريا قد حصل كلُّ ذي حقٍّ على حقه هذا يبرهن الاستقرار الذي تنعم به مناطقنا بعد دحر الإرهاب منها".

وأكد: "نحن كإدارة ديمقراطية، ومجلس الرقة المدني نرفض أي تدخل خارجي يهدف لعرقلة مسيرتنا التي بدأناه منذ التحرير نحو التطور، ونيل كافة حقوقنا كجزء من المجتمع السوري كما نستنكر أي عمل يعكر صفونا، ويستهدف أمننا".

ولفت إلى أن الحكومة التركية لا تتقبل حصول المكون الكردي على أي استحقاق إن كان داخل تركيا، أو في الدول المجاورة، والدليل على ذلك تواجد قواعدها الأمنية بكثرة في جنوب كردستان.

واختتم عيسى حديثه قائلاً: "كما هو معروف تركيا تحاول دائمًا التدخل في شؤون دول الجوار، وجعل الأفراد بيادق تستطيع تحريكها بأريحية، ويأتي ذلك تبعًا للأزمات الداخلية التي تعاني منها حيث تحاول حلها عن طريق ما أسلفنا بذكره من سياسات تنتهجها، وممارسات تقوم بها لذلك تُصر على أن تكون المنطقة الآمنة تحت وصايتها، ومرتزقتها لإشباع الرغبات الاستعمارية المترسخة في أذهان من بيدهم حكم تركيا فمن غير المعقول أن نسمح بتكرار أعمال القتل، والترويع التي تمارس على الأهالي بعفرين في المناطق الأخرى المتاخمة للأراضي التركية".