شهود مجزرة قامشلو 1980 يصفون وحشية الاحتلال التركي 

أكد شهود عيان والناجي الوحيد من مجزرة 12 كانون الأول عام 1980 في مدينة قامشلو والتي راح ضحيتها 16 شخصاً، أن الدولة التركي لا تتردد لحظة واحدة في قتل أبناء الشعب الكردي وأنها تختلق شتى الحجج والأعذار فقط لإبادة الكرد. 

لا تتوانى الدولة التركية في خلق الحجج والأعذار لقتل أبناء الشعب الكردي، وفي الثاني عشر من شهر كانون الأول عام 1980، بدعم وتعاون مع الاستخبارات السورية هاجمت منزل في مدينة قامشلو وقتلت مسؤولين كبار في منظمة (كاوا) وأصحاب المنزل لتكون حصيلة المجزرة 16 مواطن كردي وطني بينهم جنين لا يزال في بطن أمه. 
وكانت هذه هي العملية الوحيد التي نفذتها الاستخبارات التركية خارج الحدود بعد انتفاضة آكري في العام 1930.
وتشن تركيا التي لا تتردد لحظة واحدة في قتل أبناء الشعب الكردي اليوم مرة أخرى وبحجة حزب العمال الكردستاني(PKK)، وحدات حماية الشعب (YPG) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) هجمات أخرى على الكرد في عموم روج آفا، في ما يتعلق بقضية كركوك في جنوب كردستان تركيا أعلنت الاستنفار قبل العراق ونشرت قواتها على الحدود عند إعلان الاستفتاء. 
في السابق أيضاً كانت تمارس نفس السياسية بهدف إبادة الشعب الكردي. ففي ليلة الثاني عشر من شهر كانون الأول عام 1980 قامت مجموعة من دائرة الحرب الخاصة التابعة للقيادة العامة للجيش التركي وبالتعاون مع مجموعة من المخابرات السورية وبعض المتعاونين الكرد بمداهمة ومهاجمة أحد المنازل في قرية جرنك التابعة لمدينة قامشلو، وقتل جنود الاحتلال التركي (6) كوادر من تنظيم كاوا و(9) أفراد من العائلة أصحاب المنزل.
وراح ضحية هذه المجزرة عضو اللجنة المركزية لمنظمة (كاوا) حسين أرسلان، عضو اللجنة العسكرية للمنظمة محمد أمين مولتو، مسؤولة لجنة المرأة في المنظمة نجلى باكسي (وكانت حامل في الشهر الرابع) والأعضاء في المنظمة محمد دورسون، مسلم يلدز وحسان أتيش، إضافة إلى أصحاب المنزل رمضان كاب رش وأبنائه: أزاد رمضان ، حنيفة رمضان ،شكرو رمضان ، خوشناف رمضان ، أمينه رمضان، عبد الكريم رمضان، فرهاد كريم وكاوا كريم. 
وعن هذه المجزرة تحدث شهود عيان وناجون من المجزرة إلى وكالة فرات للأنباء (ANF).
هيبت أجيكغوز أحد الأشخاص الذين نجو من المجزرة ، والشهود محمد حجي سيد ، زينب شرو وصالح كدو أكدوا أن الدولة التركي دائماً ما تختلق الأعذار وتلفق التهم بهدف قتل أبناء الشعب الكردي، موضحين أن الذهنية التي كانت تحكم تركيا في تلك الفترة أي قبل 38 عاماً لا تزال تحكمها وتواصل سياسات الإبادة بحق الشعب الكردي.
في المجزرة أصيب هيبت أجيكغوز ب‍ـ 14 رصاصة وعدد من الشظايا، هيبت الناجي الوحيد من المجزرة، ومن العاصمة السويدية ستوكهولم وعبر وسائل التواصل الاجتماعي تحدث عن المجزرة.
وقال: بعد انقلاب الثاني عشر من أيلول في تركيا ولأجل العمل في إطار التنظيم في باقي أجزاء كردستان توجهوا إلى سوريا، هناك كنا في ضيافة الشخصية الوطنية الكردية رمضان كاب رش في مدينة قامشلو. وفي ليله 12 كانون الأول 1980 وعند الساعة بحدود العاشرة وبينما كنا في المنزل سمعنا صوت انفجار وكانت القوات التركية والاستخبارات السورية تحاصر المنزل، كان هناك سلاح واحد في حوزتي. حيث كنت في الغرفة أغلقت الباب واختبأت خلف الحائط. لكن الرصاص كان يطلق علينا من كل الجهات ، لا أعلم كم دام اطلاق النار لكن وبعد نحو 4-5 دقائق شبت النيران في المنزل.
وتابع أجيكغوز: "أهالي القرية أخرجوني من المنزل ونقلوني إلى المستشفى، بعد فترة من العلاج تم نقلي إلى سجن مدينة الحسكة، ثم إلى حلب ومن بعدها إلى العاصمة دمشق. هناك كان النظام السوري يحاول تسليمي إلى تركيا مقابل بعض المطلوبين لدى النظام السوري من جماعة الإخوان المسلمين في تركيا. لكن وبفضل جهود محمد باكسي شقيق نجلى باكسي، رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني (YNK) مام جلال طلباني والحزب الشيوعي العراقي تمكنت من الخروج من السجن والوصول إلى السويد". 
ويضيف أجيكغوز "الدولة التركية تواصل نفس السياسات والإبادة بحق الكرد منذ أربعين عاماً، ولا فرق بين تلك الحكومة وحكومة اليوم، تركيا ومنذ مدة قصيرة بدأت باختلاق الأعذار وبدأت بشن هجومها على مناطق روج آفا وإلي اليوم تواصل هجماتها بحجج وذرائع مختلفة. في الثمانينات لم تكن هناك قوة حقيقية للشعب الكردي وكنا رغم كل شيء ضعافاً بالمقارنة مع اليوم، لكن تركيا كانت تنظر إلينا على أننا نشكل خطراً على الدولة التركية وكانت لا تتواني لحظة واحدة في مهاجمتنا والقضاء على تنظيمنا". 
واستطرد: "اليوم أيضاً تحاول (تركيا) القضاء على مكتسبات الشعب الكردي في روج آفا، المسؤولية التي تقع على كل شخص كردي اليوم هي دعم ثورة روج آفا بكل الطرق والسبل للحفاظ عليها، وهذا واجب وضرورة حتمية وجزء من الوفاء لذكرى الشهداء، واجبنا اليوم حماية قيم الشهداء وهذا يكون عبر دعم روج آفا التي أنجزت بفضل تضحيات شهدائنا وهذا ما ينتظره منا كل مناضل ومضحي في سبيلنا". 
بدوره أوضح المواطن محمد حجي سيد، جار رمضان كاب رش وشاهد على المجزرة، أن منفذي العملية وفي ليلة ماطرة دخلوا الأراضي السورية عبر الحدود وتوجهوا مباشرة إلى منزل رمضان.
وقال: "كان واضحاً أنهم حصلوا على معلومات موثقة ودقيقة، ومؤكد أن بينهم متعاونون كذلك من غير الممكن أن يعبروا الحدود وينفذوا العملية دون علم المخابرات السورية. كنا نعلم أن الذين في منزل كاب رش هم طلاب، لكننا لا نعلم من هم. وعندما حاولنا الوصول إلى المنزل كانوا قد نفذوا العملية وقتلوا الجميع باستثناء شخص واحد كان يعاني من جروح بليغة. النيران كانت مشتعلة في المنزل. جثامين البعض من ضحايا المجزرة أرسلت إلى تركيا في وقت لاحق أما رمضان وأفراد عائلته دفنوا هنا في القرية". 
وأوضح محمد حجي سعيد أن أحد جنود الجيش التركي سأل أحد الأطفال العائدين من المدرسة، على الطريق، عن اسمه وعندما عرف أنه من عائلة كاب رش قام بقتله فوراً.
وتابع: "عدونا لا يفرق بين صغير وكبير ومن أجل قتل الكرد دائماً ما يختلق الأعذار والحجج".
شاهدة أخرى على المجزرة السيدة زينب شرو أكدت حادثة قتل الطفل من عائلة كاب رش أثناء عودته من المدرسة وقالت: "حاصروا المنزل بشكل مفاجئ وألقوا القنابل على المنزل وكانت أصوات إطلاق الرصاص على كل مكان، لم نكن قادرين على الخروج من المنزل، البعض من أهالي القرية حاولوا التوجه نحو منزل كاب رش لكن تم إطلاق الرصاص تجاههم ومنعهم من التقدم".
وأوضحت شرو أن الناجين من العائلة هم طفلين فقط وتابعت: "أحدهم كان طفلاً رضيعاً، والثاني كان يختبئ في الفراش. أما البقية جميعاً تم قتلهم بشكل وحشي من قبل جنود الاحتلال التركي، عندما وصلنا إلى المنزل لم نشاهد سوى الدماء في كل مكان". 
وأكدت أن تركيا عدو للكرد وتواصل عداءها لنا منذ تاريخ طويل وحتى اليوم يقوم جنود الاحتلال التركي باستهداف وقتل أولادنا على الحدود كلما كانت الفرصة متاحة. 
بدوره قال الأمين العام لحزب اليسار الديمقراطي الكردستاني في سوريا صالح كدو والذي توجه إلى مكان الحادث: "ضحايا المجزرة هم كوادر ومن المسؤولين الأوائل في منظمة كاوا، منفذو العملية عبروا الحدود السورية التركية متجهين نحو منزل كاب رش عند الساعة الثامنة مساءاً وقاموا بإطلاق النار على الموجودين في المنزل بعد محاصرته ثم أشعلوا النار في المنزل. كنت أحد الذين وصلوا إلى المكان بعد الحادث بشكل مباشر، أخرجنا جثث الضحايا، وما شاهدناه مجزرة وحشية بكل ما في الكلمة من معنى. وأن تقوم قوات بلد مجاور بدخول أراضي دولة أخرى لتنفيذ عملية بهذا الشكل فهذا له معنى كبير.
وأضاف "تنظيم كاوا وبهذه العملية تلقى ضربة موجعة وراح ضحيتها قادة التنظيم، عندما وصلنا إلى هناك لم ينجوا أحد من المجزرة سوى شخص وحيد يدعى هيبت وكان مصاباً ب‍ـ 14 طلق ناري، هو الأخر تلقى العلاج في الحسكة ثم نقل إلى العاصمة دمشق ومن هناك غادر إلى السويد وفي السويد أيضا خضع للعلاج لمدة أربعة اشهر وهو لا يزال يقيم هناك".