سردار: مقاومة كوباني كانت بداية انهيار داعش

أشار سردار حلب إلى تنظيم داعش الإرهابي قد تعاظمت قوته بعد السيطرة على الموصل الرقة، ووصل إلى ذروة قوته عند بدء الهجوم على كوباني، لكن المقاومة في كوباني شكلت بداية انهيار داعش.

قبل ستة أعوام من الآن، زرع تنظيم داعش الإرهابي الخوف والرعب بين الناس في الشرق الأوسط والعالم أجمع، بعد أن أعلن خلافته المزعومة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، حيث كان يسيطر هذا التنظيم الإرهابي على ثلث العراق ونصف مساحة سوريا.

 بتاريخ الخامس عشر من أيلول 2014، وبعد أن تسلحت داعش بأسلحة أمريكية استولت عليها من الجيش العراقي في الموصل وقاعدة سبايكر، إلى جانب الأسلحة الروسية التي استولت عليها من مواقع الجيش السوري في الفرقة (17) ومطار الطبقة العسكرية واللواء (93) في عين عيسى؛ قررت التوجه نحو كوباني على نحو مفاجئ، بعد أن كانت الوجهة "دمشق" بحسب ما ذكرته قيادات الصف الأول من داعش.

وكانت الصدمة كبيرة لتنظيم داعش الإرهابي عندما واجه مقاومة عظيمة استمرت 134 يوماً من طرف وحدات حماية الشعب (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ) في كوباني، شكلت هذه المقاومة نقطة البداية في مسيرة انهيار وهزيمة داعش.

حيث كان يوم 26 كانون الثاني 2015، انعطافاً وتحولاً كبيراً في تمدد داعش في المنطقة بشكل عام، حيث تراجعت قوتها وتقلصت نفوذها يوماً بعد يوم إلى أن انهارت عسكرياً في بلدة الباغوز بالريف الشرقي لدير الزور، يوم 21 آذار 2019.

وتحولت كوباني إلى رمز المقاومة في العالم أجمع وخط الدفاع الأول في وجه الإرهاب الدولي، دفاعاً عن البشرية جمعاء.

تحدث القيادي في وحدات حماية الشعب (YPG) سردار حلب، لوكالة أنباء فرات (ANF) عن مقاومة كوباني في الذكرى السادسة لتحريرها من تنظيم داعش الإرهابي:

وذكر سردار حلب أن داعش كانت في ذروة قوتها عندما هاجمت داعش، وكانت تهدف من وراء هذا الهجوم إلى أهداف سياسية، وقال " الشرارة الأولى لثورة روج آفا في 19 تموز 2012 انطلقت من كوباني، كما أنها المدينة الأولى في روج آفا التي دخلها القائد عبدالله أوجلان في بداية ثورة حرية كردستان، لذلك جمع العدو بين هاتين الخاصيتين ووجه داعش للهجوم على كوباني، حيث كان الهجمة الأولى لداعش على ريف كوباني في شهر تموز 2014 بهدف القضاء على ثورة روج آفا، ولكنها واجهت مقاومة ملحمية وعظيمة لم تمكنها من تحقيق مآربها، بعدها أرادت توجيه رسالة للشعب الكردي من خلال ارتكابها مجزرة شنكال في 3 آب بوحشية كبيرة."

وأضاف سردار في حديثه " بعد أن كانت داعش قد سيطرت على الموصل وشنكال ومناطق واسعة في العراق وسوريا، واستحوذت على كميات كبيرة من الأسلحة ومارست حرباً نفسية مرعبة، قررت الهجوم الكبير على كوباني بتاريخ 15 أيلول."

وأكد القيادي في وحدات حماية الشعب أن داعش مارس حرباً نفسية مرعبة وناجحة، استطاع من خلالها هزيمة الخصوم في العراق وسوريا، إلا أنهم في وحدات حماية الشعب لم يأبهوا بهذه الحرب النفسية واستطاعوا دحر وتنظيم هذا التنظيم الإرهابي.

وقال سردار حلب " نحن ثوار ضد الظلم والطغاة وحملنا على عاتقنا مسؤولية الدفاع عن الشعب، وتيقنا بأنه من الواجب تلبية نداء الشعب والوطن، وإن لم نفعل ذلك سيحاسبنا الشعب والتاريخ؛ كانت داعش قد حاصرت كوباني من ثلاث وهاجمت بالآلاف المرتزقة والعتاد الثقيل من المدافع والدبابات، وفي مواجهة هذا الهجوم الكير والوحشي، قررت وحدات حماية الشعب والمرأة (YPG-YPJ) الدفاع عن المدينة وشعبها بالرغم من الأعداد القليلة للوحدات والأسلحة الفردية."

وأردف القيادي سردار في حديثه، أنهم كانوا يدرسون ويخططون لكيفية مواجهة قوة كبيرة ووحشية بحجم داعش، بأعدادهم القليلة وأسلحتهم الفردية البسيطة نسبياً، وقال " نفذنا خططاً وتكتيكات فعالة وناجحة، على سبيل المثال؛ داعش كانت تهدف إلى القضاء على وحداتنا جميعها باستنزافها في أرياف كوباني، ولكننا أدركنا ذلك وتداركنا الموقف وأفشلنا خطتها، حيث قمنا بإجلاء المدنيين والأهالي من الأرياف إلى داخل المدينة، لأن هدفنا الأساسي هو حماية الشعب، وعلمنا جيداً أن داعش تريد إعادة مأساة شنكال في كوباني."

وتطرق سردار إلى موقف دولة الاحتلال التركي ورئيسها أردوغان، قائلاً " بالتوازي مع فتاوى داعش التي تبيح كافة المحرمات من اغتصاب أملاك وأعراض الكرد، كان أردوغان لا يهدأ له بال ولم يكن يتوقف عن الصراخ وكان يردد " كوباني سقطت وكوباني ستسقط"، لكن الإرادة والإيمان بأحقية وعدالة قضيتنا منحتنا القوة للدفاع عن شعبنا ومجابهة كل هذه القوة الوحشية والحرب النفسية."

وفي استذكاره لأيام المقاومة  والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ببطولة لا متناهية، أدخلت الرعب في قلوب الغزاة المحتلين، قال  " نعم آرين ميركان جسدت التضحية والفداء في كوباني، ولكن لم تكن هناك "آرين واحدة" بل روح آرين كان متجسداً في الشهيد باران، الشهيد أيريش، الشهيد خويندا والشهيد بوطان الأحمر والشهيد رشو؛ هذه الروح الفدائية هي التي استطاعت الدفاع عن كوباني وجلبت لها الانتصار وألحقت الهزيمة بداعش."

واختتم القيادي سردار حلب حديثه بالقول " بمجموعة صغيرة ممن آمنوا بعدالة قضيتهم وتحلوا بالتضحية والفداء، استطعنا هزيمة داعش، وأصبحت مقاومة كوباني بداية انهيار داعش."