سائق عربة إسعاف في داعش: كنا نقوم بنقل الجرحى إلى تركيا

محمد عمار عبد القادر، تونسي الأصل وكان يقيم في ألمانيا، قدم من ألمانيا للانضمام إلى داعش في سوريا: كنا ننقل الجرحى ذوي الإصابات الخطيرة بسيارات الإسعاف إلى تركيا عبر المنافذ الحدودية بشكل رسمي.

محمد عمار عبد القادر الملقب بــ (أبو محمد الألماني)، الذي كان من ضمن المتطوعين في جمعية "Helfen in not"  في ألمانيا، تحدث عن مسيرة انضمامه إلى داعش: تعرفت على شخص يدعى "بكر أستورك" وهو صاحب الجمعية والمسؤول عنها، وقد تبين بأن له علاقات جيدة مع مسؤولين وضباط في الدولة التركية؛ في البداية كنا نجمع التبرعات في ألمانيا باسم الجمعية ونشتري الأدوية وسيارات الإسعاف المنسقة، من أجل إرسالها إلى سوريا عبر تركيا؛ وأثناء عبورنا للحدود التركية البلغارية وكذلك عبور الحدود السورية التركية من معبر باب الهوى، لم نكن نواجه أية صعوبات تذكر، نظراص لمعارف بكر آستورك الكثيرة من ضباط الجيش التركي وكذلك في الجمارك، حيث كان معبر باب الهوى مفتوحاً دوماً لسيارات الاسعاف التابعة للجمعية؛ ويضيف بقوله: في شهر أيلول من العام 2014م، وصلت برفقة بكر آستورك وسائق آخر ألماني الأصل يدعى "دومينيك" إلى إدلب، وقد طُلِبَ منا حينها أن نتوجه بسيارتي إسعاف إلى منطقة الباب التي كانت خاضعة لسيطرة داعش.

ويقول محمد عبدالقادر في معرض حديثه؛ أنه في الشهر الثالث أو الرابع من العام 2014م، توجهت إلى اسطنبول في تركيا بأمر من المدعو بكر آستورك، حيث أخبرنا بأننا سوف نستلم سيارات الإسعاف في اسطنبول، والتي بدورها كانت قادمة عن طريق الشحن عبر بلغاريا ، ومن اسطنبول وبعد استلامنا لسيارات الإسعاف من إسطنبول رافقنا المدعو بكر آستورك في التوجه إلى سوريا عبر معبر باب الهوى ومنها إلى مدينة إدلب السورية؛ حيث كان لا بد من تواجد بكر آستورك في كافة مراحل الرحلة لتسهيل المرور، كونه كان على معرفة وعلاقة وثيقة مع ضباط الجيش والشرطة التركية.

يشير محمد عبد القادر إلى التنسيق ما بين داعش وقوات حرس الحدود التركي والدولة التركية، عندما كان يقوم بنقل جرحى داعش من مشافي مدينة الطبقة إلى معبر تل أبيض ومنها إلى تركيا في العام 2015م، فيقول: عندما كنت أقوم بنقل جرحى داعش من مشافي الطبقة إلى تل أبيض، كانت الفرق الطبية هناك تقوم على الفور بنقل المصاب من سيارتي إلى سيارة أخرى ونقلهم إلى مشافي تركيا.

ويضيف عبد القادر عن عمليات نقل جرحى داعش، فيقول: أثناء نقلي لجرحى داعش من مدينة الطبقة إلى مدينة تل أبيض كان هناك شخص آخر هناك يدعى أبو بكر الكردي وله اسم آخر هو أبو إبراهيم الكردي، حيث كانت مهمته نقل الجرحى إلى تركيا.

عندما كنا نوصل الجرحى إلى تل ابيض، في المدينة كان يتم نقل الجرحى ذوي الإصابات الخطيرة إلى سيارات إسعاف أخرى وينقلون إلى المستشفيات في تركيا لتلقي العلاج، وكل هذا الأمر كان يحصل دون أي رقابة وبشكل سهل ومنظم".

محمد عمر عبد القادر والمعروف ضمن تنظيم داعش الإرهابي باسم "أبو محمد الألماني"، معتقل لدى قوات سوريا الديمقراطية (QSD)، وقد تحدث عن كيفية إدخال وإيصال سيارات الإسعاف لصالح مرتزقة داعش عبر تركيا عن طريق منظمة إغاثة ألمانية تسمى (Helfen in not) وهي معروفة من قبل الاستخبارات ووسائل الإعلام الألمانية، كما تحدث أيضاً عن علاقات مسؤول المنظمة "بكر آستورك" مع المسؤولين والضباط الأتراك وعن عمله إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي ونقل جرحى داعش إلى تركيا.

أبو محمد الألماني تونسي الأصل وحاصل على الإقامة الدائمة في ألمانيا، تعرف على منظمة Helfen in not   في أواخرالعام 2013م عن طريق المدعو بكر آستورك المدرج على قائمة الجهادين المطلوبين للاستخبارات الألمانية، وبدا العمل معها في أوائل العام 2014م.

المنظمة الألمانية المذكورة التي يديرها شخص تركي، تعمل على جمع التبرعات والمساعدات المالية تحت غطاء منظمة إغاثة إنسانية تعمل لصالح السوريين. وقد طلب منه تقديم المساعدة من أجل إيصال سيارات الإسعاف التابعة للمنظمة إلى سوريا عن طريق تركيا، وهو بدوره وافق على ذلك.

كان يوجد في مدينة إدلب فرع آخر للجميع وكانت جميع الأدوية والمستلزمات الطبية التي ترسل إلى سوريا تسلم لهذه المنظمة.

   عن انتقاله من سوريا إلى العراق يتحدث أبو محمد الألماني قائلاً: كنت أقوم بنقل الجرحى ما بين الطبقة وتل أبيض مدة ثلاث أو أربعة أشهر، ومن ثم قاموا بإرسالي إلى العراق. وفي العراق أيضاً كان عملي يقتصر على نقل الجرحى من منطقة الأنبار إلى تل أبيض، ولكن بعد أن بدأت قوات سوريا الديمقراطية حملتها على تل أبيض وتمكنوا من السيطرة عليها، أنقطع الطريق وتوجهت بعدها إلى مدينة الرقة.

مدينة تل ابيض كانت المنفذ الرئيسي لتنظيم داعش، لكن وبعد أن تمكنت قوات سوريا الديمقراطية (QSD) من السيطرة على المدينة قطع طريق إمداد داعش. كنا نسمع أن الجرحى يتم نقلهم عن طريق شبكة إنفاق محفورة تحت الأرض في قرية باب ليمون التابعة لبلدة الراعي، كما أن الأسلحة تصل إلى داعش عن طريق نفس الشبكة.

جرحى داعش كانوا يعالجون في الكثير من المستشفيات في تركيا، فالعلاقة ما بين تنظيم داعش والدولة التركية كانت قوية جداً، لم تكن هناك أي مشاكل في عمليات نقل الجرحى إلى مدن الرها وهاتاي وحتى إسطنبول.

وعن استسلامه لقوات قسد يقول: حاولت مرات عديدة في الهرب من داعش، ولكن لم أتجرأ على فعلها خوفاً على حياتي، إلى أن تمكنت أخيراً من الهرب من داعش في 24 كانون الأول 2017م في منطقة الشحيل التابعة لدير الزور، وقمت بتسليم نفسي إلى قوات سوريا الديمقراطية (QSD).

وعن تحقيقات النيابة العامة الألمانية في مدينة كولن، أكدت النيابة أن منظمة "Helfen in not" أرسلت ما لا يقل عن تسع سيارات إسعاف إلى مرتزقة داعش.

  ووفقاً لمجلة "دير شبيغل" الألمانية، في العدد الصادر في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2016م، نشرت المجلة: في آذار 2014م وبعد أن قامت الجهات الأمنية بالاستماع على مكالمة هاتفية بين شخصين من أعضاء التنظيمات السلفية، توصلوا على معلومات حول عمليات نقل سيارات الإسعاف إلى تركيا ومنها إلى تنظيم داعش الإرهابي في سوريا. فيقول المدعو (مصطفى. أ) للمدعو (ميرزا.ب) بأنه قام بإرسال إحد سيارات الإسعاف إلى سوريا عن طريق تركيا.

  كذلك بحسب تحقيق أجرته وكالتنا، وكالة فرات للأنباء: إن منظمة Helfen in not تواصل نشاطها في مدينة "نويس" الألمانية تحت اسم " Kulturverein Weckhoven e.V (جمعية ويكهوفن الثقافية) وتقوم بجمع التبرعات، كما أن هناك مؤسسة أخرى تدعى "اليتيم" تقدم المساعدة وتعمل إلى جانبها.