الخبر العاجل: الاحتلال التركي يقصف ريف عفرين المحتلة

حفتانين ومخمور وشنكال وروج آفا جزء من اتفاقية لوزان

تخطط دولة الاحتلال التركي لإبادة الإيزيديين في شنكال واحتلال أراضي روج آفا ومخمور وإبادة جميع الشعب الكردي كما تسعى إلى ترك الكرد بدون اعتراف ودون هوية، وهي الخطة التي اضحت معالمها في الهجمات على حفتانين ومجزرة الثالث من آب.

تم تقسيم كردستان بموجب معاهدة لوزان في عام 1923، ومرة أخرى تحت قيادة عصمت اينونو تم إعداد وإدارة خطة إصلاحات الشرق في تركيا على الشعب الكردي، وفي عام 2015 أعدت خطة "التركيع" أمام الشعب الكردي بهدف القضاء على حركة حزب العمال الكردستاني، الحصار المفروض على مخمور، واحتلال كامل أراضي جنوب كردستان، والمخططات التي تتبعها حيال منطقة حفتانين والعزلة في إيمرالي تحمل نفس المفهوم.

 مقاتلو حزب العمال الكردستاني في منطقة حفتانين وبمقاومتهم يحبطون خطط أنقرة، فحكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية يريدا توسيع حدود الاحتلال، كما يسعون إلى سحب قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني وقوات الاتحاد الوطني الكردستاني إلى جانبها، فالخطط التي سعت دولة الاحتلال التركي لتنفيذها في حفتانين جميعها فشلت، كانت تتضمن هذه الخطط إنشاء منطقة عازلة، إذا تم تطبيق المنطقة العازلة سوف ينتقلون إلى الخطة التالية وهي استخدام قوات مختلفة في القتال ضد حزب العمال الكردستاني، هذه هي الخطة السرية لأردوغان التي يخطط لها في كركوك وشيلادزه، فمن جهة تلقت ضربات موجعة خلال حملتها على حفتانين ومن جهة أخرى افشلت قوات الكريلا حساباتها.

 ومهما كانت الدولة التركية مصرة في تنفيذ خطة "التركيع"، فإن هذه الخطة تستمر بقتل النساء والأطفال وتواصل قصف أراضي عموم كردستان، وتسعى حكومة حزب العدالة والتنمية من خلال الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى طمس هوية مخمور السياسية من خلال تطبيق الحصار عليه.

يتضح أيضاً الهدف من هجمات حكومة حزب العدالة والتنمية على روج آفا وعلى جنوب كردستان من جهة وعلى إبادة الإيزيديين من جهة أخرى بأنها جزء من نفس المفهوم لتقسيم أراضي كردستان الذي اتفق عليه في معاهدة لوزان. 

لم تتم حماية المجتمع الإيزيدي

عندما كان يقترب الثالث من آب، كان مرتزقة داعش الإرهابية قد استولت على الموصل، فمن جهة كانت تتجه إلى سوريا ومن جهة أخرى إلى مركز شنكال، ولكيلا تبقى جميع أراضي جنوب كردستان تحت تهديد داعش دعت حركة الحرية في كردستان إلى حمايتها، ولكن الأحزاب الحاكمة في جنوب كردستان لم تلب هذه الدعوة، ولذلك كانت شنكال وسوريا تتعرض لتهديد وإرهاب داعش الذي كان يتوسع شيئاً فشئياً.

 بدأت مجزرة شنكال في الثالث من آب 2014، انسحبت البيشمركه التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني تاركة أهالي شنكال عرضة لوحشية مرتزقة داعش، حيث تم ارتكاب المجزرة وقتل الآلاف من الأطفال والشيوخ والنساء من الإيزيديين في شنكال، فإذا وضعت الأحزاب السياسية والشعب الكردي خلافاتهم جانباً لما حدثت هذه المجزرة بحق الإيزيديين في شنكال. 

اثنا عشر من قوات الكريلا أوقفت إرهاب مرتزقة داعش

بعد أن انسحبت قوات البيشمركه التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني من شنكال ولم تقم بحماية الشعب الإيزيدي، اتجه اثنا عشر من مقاتلي الكريلا إلى جبال شنكال لحماية الشعب الإيزيدي، واتضح للمجتمع الدولي وللرأي العام بأن بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني لم تقم بحماية شنكال وتركت الشعب الإيزيدي في مواجهة المجزرة، الإيزيديون الذين اخذوا نصيبهم من هذه المجزرة، سمّوا هذه المجزرة بالمجزرة الثالثة والسبعون، وقالوا: "لم تقم حكومة الحزب الديمقراطي الكردستاني والبشمركة التابعة لها بحمايتنا بل ارتكبت الخيانة بحقنا"، برغم معرفة الأحزاب السياسية في جنوب كردستان بخطورة والتهديد الذي يتعرض له إيزيديو شنكال، إلا أنهم لم يحاربوا ولم يقفوا أمام إرهاب داعش، ومن خلال هذه المجزرة تبين انشقاق الصف الكردي. 

 فتح الممر

استقر آلاف الايزيديين الفارين من الإبادة الجماعية في جبال شنكال، خلال الممر الذي فتحه كل من قوات الدفاع الشعبي وقوات المرأة الحرةـ ستار و وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة بين روج آفا وشنكال، في القرى والمناطق التي هاجمها مرتزقة داعش قُتل المئات من الإيزيديين، وخاصة في قرية كوجو ومن نفس العائلة قتل العشرات منهم في آن واحد، هذه القرية وجميع المناطق التي كانت تتعرض للنهب والهجوم من قبل مرتزقة داعش الإرهابية، قوبلت بمقاومة عظيمة لكريلا حزب العمال الكردستاني.

خلال هذه المجزرة خُطفت المئات من النساء الإيزيديات وتم بيعهن في الأسواق، بعد عام من المقاومة، وفي 20 كانون الثاني 2014، اشتد القتال والاشتباكات في وسط شنكال، وقد تم تحرير ثلاثة أحياء من أيدي مرتزقة داعش، في 13تشرين الثاني  2015 تم تحرير شنكال بالكامل بعد أن نظف مقاتلو حزب العمال الكردستاني شنكال بيت بيت، وشارع شارع  من إرهابيي داعش.

الدولة التركية شريك المجزرة

رغم حقيقة أن مقاتلي حزب العمال الكردستاني وقفوا في وجه إرهاب داعش ودافعوا عن الشعب الإيزيدي، إلا أن الحزب الديمقراطي الكردستاني لم ير هذه المقاومة وهذه البطولة التي أبدتها قوات الكريلا، ورغم أن بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني لم تقم بحماية الإيزيديين أثناء هجوم مرتزقة داعش على شنكال، ذكروا في وسائل إعلامهم أن البيشمركه هم من حرروا شنكال.

 هذا الهجوم وهذا المخطط لداعش تم وضعه في اجتماع بدولة عمان من قبل السعودية وتركيا وقطر وبعض القوى الإقليمية والدولية، الإيزيديون الذين ظلوا بدون حماية اتخذوا قرارهم بتنظيم أنفسهم للدفاع عن شنكال وشكلوا قوات حماية المجتمع الخاصة بهم، وأيضاً تم تشكيل قوات حماية شنكال وقوات المرأة لحماية شنكال، كثرت المساعي من أجل الاعتراف الدولي بالإبادة الجماعية للإيزيديين، وكذلك الاعتراف بالحكم الذاتي لشنكال ومعرفة مصير الذين اختطفهم الدواعش هناك مساعي حثيثة على المستوى العالمي، مجزرة الثالث من آب تم التخطيط لها من قبل الدولة التركية ومرتزقة داعش على حدٍ سواء وهذا دليل ان الدولة التركية شريكة في هذه المجزرة.

الهدف هو السيطرة على المنطقة

وكان القائد عبد الله أوجلان قد صرح في لقاء له بأنه تم الانتقام من الإيزيديين، مرتزقة داعش الإرهابية التي كانت تحاول إبادة الشعب الكردي تلقت خسائر فادحة على جبهات الرقة وكركوك وشنكال ودير الزور من قبل المقاتلين الكرد.

 فشلت حسابات المتحالفين مع داعش في سوريا والعراق على إبادة الشعب الكردي، في الخامس عشر من آب 2018 استشهد عضو منسقية المجتمع الإيزيدي زكي شنكالي وقائد قوات وحدات حماية شنكال زردشت شنكالي على يد دولة الاحتلال التركي، الإيزيديون الذين عانوا من مأساة كبيرة وجدوا الحلول في الدفاع وإدارة انفسهم بأنفسهم، لم تكن مجزرة الثالث من آب مجرد مؤامرة ضد المجتمع الإيزيدي وشنكال، بل كانت إبادة الكرد والسيطرة على المنطقة هدف بعض القوى الدولية وبعض القوى الداعمة للدولة التركية ولداعش.

الإدارة الذاتية لشنكال

بينما تهاجم دولة الاحتلال التركي مناطق روج آفا، وبنفس الوقت تهدف حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية مع بعض القوات في المنطقة إلى احتلال وتشتيت المجتمع الإيزيدي.

لم يُعرف مصير الآلاف من الإيزيديين الذين قُتلوا وخُطفوا، ومئات الإيزيديين الذين لهم مقابر في هذه المجزرة لم يتم التعرف على أقاربهم وعائلاتهم، الإيزيديون المنتشرون في جميع أنحاء العالم يعودون الآن إلى شنكال، يريدون الاعتراف بالحكم الذاتي لشنكال، كما يريدون الاعتراف الدولي بمجزرة الثالث من آب كإبادة جماعية.

 الإيزيديون الذين نزحوا من شنكال إلى جميع أنحاء العالم نتيجة بطش ووحشية مرتزقة داعش الإرهابية أثناء المجزرة، يعودون إلى شنكال وينظمون أنفسهم ويؤسسون قواتهم الخاصة بهم للدفاع عن شنكال، والآن يريد المجتمع الإيزيدي الاعتراف بالإدارة الذاتية والحكم الذاتي لشنكال.