جياكرد: من شأن الاتفاق السياسي أن يوحد جهود قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري من سري كانيه إلى إدلب

أكد نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أنه بموجب الاتفاق السياسي بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق، يمكن توحيد جهود قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري من سري كانيه إلى إدلب، لمواجهة الاحتلال التركي ومرتزقته.

قَيَّم نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بدران جياكرد، في لقاء مع وكالة أنباء فرات (ANF)؛ الأزمة السورية بشكل عام، والأوضاع التي تعيشها مناطق شمال وشرق سوريا على وجه الخصوص، متطرقاً إلى اللقاءات الثنائية المتعددة ما بين روسيا ودمشق من جهة، وما بين الاستخبارات التركية والسورية من جهة أخرى.

 أوضح جياكرد أن الهدف الرئيسي من ممارسات الدولة التركية في شمال وشرق سوريا، هو انتهاك وحدة الأراضي السورية واقتطاع جزء من أراضيها، وقال: " الدولة التركية تمارس سياساتها بما تتوافق مع دوام بقائها في المنطقة، ولذلك هناك حاجة ملحاحة للنضال الاجتماعي والعسكري والسياسي والدبلوماسي، لأن هناك أجزاء محتلة من سوريا من قبل الاحتلال التركي، والعديد من القوى والأطراف غاضبة من ذلك، كما ان دمشق أيضاً غاضبة من هذا الأمر، حتى أن دمشق غاضبة أيضاً من بعض الاتفاقات التي تجري بين روسيا وتركيا، وأدلت ببعض التصريحات في هذا الصدد، ونحن نرى ذلك مهماً؛ كما ندعم كافة الجهود التي تسعى وتعمل من أجل إنهاء الاحتلال التركي."

وأشار جياكرد إلى أنه لا يمكن الحديث عن أية حلول سياسية، ما دامت هناك أجزاء من الأراضي السورية محتلة؛ وقال:" تحاول روسيا إحداث تقارب ووفاق بين أنقرة ودمشق في الآونة الأخيرة، حيث يتم الرجوع إلى الاتفاقيات الأمنية السابقة، على سبيل المثال، ألتقى الجانبان، السوري والتركي في موسكو منذ يومين، وتناقشا بعض الاتفاقيات السابقة، ومنها " اتفاقية أضنة"، وموقفنا حيال هذا الاتفاق واضح تماماً؛ أي أننا ننظر الى هذا الاتفاق، بكونه موجه ضد إرادة الشعوب وبشكل خاص ضد الشعب الكردي، وجميعنا ندرك أن هذا الاتفاق لا يحمل معه أية حلول ملائمة، وهنا يجدر الإشارة إلى أنه فعلاً إذا وُجِدَتْ إرادة الحل للأزمة السورية، لا بد من إعادة النظر في كافة الاتفاقيات التي عقدت في السابق والتي تعادي مصائر الشعوب."

وسلط جياكرد الضوء على الجهود الروسية، لعقد حوار بين الإدارة الذاتية ودمشق، قائلاً: " أسفرت الجهود الروسية عن تفاهم عسكري بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري، في فترة الاحتلال التركي لمنطقة سريه كانيه وكري سبي/ تل أبيض، وفي حينها وعدتنا موسكو بالتوسط لبدء مرحلة الحوار السياسي، وعلى هذا الأساس قامت روسيا بعقد لقاءات مع الإدارة الذاتية من جهة ومع دمشق من جهة أخرى، ولكن إلى الآن لم تحدث أية لقاءات مباشرة مع دمشق، ولكن لا تزال الجهود مستمرة في هذا السياق."

ولمح إلى أن روسيا تسعى بالفعل إلى ‘حداث نوع من التقارب ما بين الإدارة الذاتية ودمشق وجمعهما في خندق واحد، في محاولة منها لاستلام زمام المبادرة كاملة في سوريا وزيادة نفوذها في المنطقة، وقال " بلا شك أن لنا وجهة نظر في هذا الموضوع، وهي أنه لا بد من الاعتراف بإرادة الإدارة الذاتية بكافة مؤسساتها وقواتها الدفاعية، وتضمين ذلك في الدستور السوري، وعلى هذا الأساس يمكن أن يتحقق الحل السياسي، وليس كما تأمل دمشق بـ " العودة إلى ما قبل 2011".

ولفت نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية، الانتباه إلى أن الاحتلال التركي لمناطق (سريه كانيه- كري سبي/ تل أبيض) كان نتيجة اتفاق ثلاثي ما بين روسيا وأمريكا وتركيا، وقال " بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من المنطقة، فتحت بذلك المجال أمام الاحتلال التركي، وكذلك تركت للروس العديد من المناطق الحدودية ومنبج وكوباني، وتوجهت أمريكا صوب المناطق النفطية في تربه سبيه وديريك إلى دير الزور في المناطق الشرقية المحاذية للحدود السورية العراقية."

وعَبّرَ جياكرد عن شكوكه في نوايا هذه القوى الدولية، مشيراً إلى أن الاتفاق ما بين الولايات المتحدة والدولة التركية، تسبب في احتلال سريه كانيه وكري سبي/ تل أبيض، كما أن الاتفاق السابق ما بين روسيا والدولة التركية قد تسبب في احتلال عفرين، ولذلك نحن ننظر بعين الشك لسياسات هذه الدول."

وأكد جياكرد أن الاحتلال التركي للعدي من مناطق شمال سوريا، مثل إدلب وعفرين وجرابلس وإعزاز وسري كانيه وكري سبي/ تل أبيض، يعتبر تهديداً مباشراً للنفوذ الروسي والحكومة السورية أيضاً، قائلاً " إن مشروع دولة الاحتلال التركي، هو مشروع تقسيم سوريا، ومجموعات المرتزقة والإرهابيين المتواجدين في هذه المناطق يشكلون تهديداً للجميع، وعلى وجه الخصوص يشكلون تهديداً لوجود ووحدة الدولة السورية."

وأضاف بأن هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقته على شمال وشرق سوريا، لم تنتهي بعد، وأن الإدارة الذاتية تبني كافة حساباتها في مواجهة هذه التهديدات والهجمات.

وذكر جياكرد بأن التفاهم العسكري ما بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري، كان بهدف مواجهة الاحتلال التركي ومرتزقته، وقال " في الوقت الذي حدث فيه هذا التفاهم العسكري، من الممكن أن نقوم بالعديد من الأعمال السياسية المشتركة، وحينها بالإمكان أن تقوم قوات سوريا الديمقراطية إلى جانب الجيش السوري بالوقوف في وجه الاحتلال التركي ومرتزقته؛ على طول الجغرافيا الممتدة من سري كانيه إلى إدلب، ونؤكد بأن السبيل إلى ذلك ممكن فقط بالتفاهمات السياسية، وكما نقول دائماً بأن الاتفاق السياسي بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق، من شأنها أن تعزز التفاهم العسكري المشترك ما بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري."

وتطرق جياكرد من جانبه إلى العدوان التركي الذي يستهدف الوجود الكردي والكردستاني، وقال " إن الدولة التركي هي من توجه الإرهابيين إلى مناطقنا وتستهدف وجودنا وإرادتنا، وقد دعمن داعش أيضاً في هجومها على كركوك والموصل وشنكال ومناطق إقليم كردستان، ولذلك أن جميع هجمات دولة الاحتلال التركي هي متزامنة مع بعضها البعض، ولها الأهداف نفسها، ولذلك علينا أن نبدي موقفاً موحداً تجاه هذه الهجمات وهذه الأخطار التي تتهدد وجودنا وكياننا؛ على سبيل المثال: وحدت الدولة التركية موقفها مع إيران والحكومة العراقية لمواجهة إقليم كردستان في فترة الاستفتاء الشعبي الذي جرى في العام 2017."

كما ركز جياكرد في نهاية حديثه على التوتر الحاصل في المنطقة جراء التصعيد ما بين الولايات المتحدة وإيران، والتي تفرض علينا اتخاذ استراتيجية مشتركة، وقال "  من الواضح أن الحرب ستستمر في المنطقة وستتصاعد في الفترة المقبلة، إلا أنه من الممكن أن تنتج مواجهة مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، لكن العراق وسوريا ستصبحان ساحتان لتصفية الحسابات، ولذلك من الضروري جداً أن تتوصل كل من روج آفا/ شمال وشرق سوريا وإقليم كردستان إلى علاقات قوية ومتينة بغية مواجهة السيناريوهات المحتملة."