جيا كرد: تركيا تشكل تهديداً على المنطقة والعالم

قال بدران جيا كرد، نائب الرئيس المشترك للإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا تركيا تخطط لغزو جديد، وأضاف أن تركيا أصبحت تهديداً لأمن واستقرار المنطقة والعالم. 

تحدث نائب الرئيس المشترك للإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا بدران جيا كرد بشأن هجمات دولة الاحتلال التركي على المنطقة، والحصار الذي يفرضه الحزب الديمقراطي الكردستاني على روج آفا وموقف الحكومة السورية.

ولفت بدران جيا كرد إلى تحرك بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني على الحدود مع روج آفا، وبنائها للمخافر، وقال إن تركيا تحفر أيضًا خنادق على الحدود مع الدرباسية في نفس التوقيت، وصرح جيا كرد أن هذا الوضع بدأ بعد زيارة رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني لأنقرة.

وقال جيا كرد: إن "هذه الزيارة تمت بشكل مفاجئ وفي وقت غير مناسب، أثارت الكثير من الشبهات، في الوقت الذي تشن فيه تركيا هجوماً عنيفاً على مناطق الدفاع المشروع، وقتلت العديد من المدنيين في جنوب كردستان وتهدد شمال شرق سوريا وشنكال، وجاءت هذه الزيارة في وقت تنعقد فيه اجتماعات في منطقتنا لتوحيد الصف الكردي".

وتابع: يسأل الجميع "لماذا تمت هذه الزيارة في هذا التوقيت بالذات، وماذا ستكون نتائجها..؟، قال مولود جاووش أوغلو: "اتفقنا مع نيجيرفان بارزاني على محاربة حزب العمال الكردستاني بشكل مشترك"، ولكن لم يصدر أي صوت من الحزب الديمقراطي الكردستاني، فمن جهتهم احتج أبناء جنوب كردستان وأحزابها وكذلك بغداد على هجمات دولة الاحتلال التركي على جنوب كردستان وحزب العمال الكردستاني، ولكن الحزب الديمقراطي الكردستاني لم يصدر منه أي صوت، بل عكس ذلك، حاول تبرير هجمات دولة الاحتلال التركي، وقال: "لأن حزب العمال الكردستاني موجود هنا، تحدث الحرب".

وأكد أن "هذه السياسة وهذا الموقف لا يخدم الشعب الكردستاني، ولا يخدم مصالح الأطراف الكردية، من المستحيل قبول موقف حزب الديمقراطي الكردستاني الداعم لسياسة الدولة التركية القاتلة وعدوانها واحتلالها، قد يكون للحزب الديمقراطي الكردستاني بعض المصالح والتعاون مع تركيا، لكن هذا لا يبرر التضحية بمصلحة الشعب الكردي والمصلحة الوطنية للكرد، يجب حماية مصلحة الشعب الكردي".

وتابع جيا كرد: "على الحزب الديمقراطي الكردستاني أن يعلن موقفه على الفور، وعليه أن يشرح تحركات الدولة التركية في جنوب كردستان وروج آفا، وكذلك تحركاتهم على الحدود مع روج آفا، يجب أن تدلي بتصريح للرأي العام في كردستان، وأمل ألا يشارك أحد من الأطراف الكردية في الهجمات ضد مصلحة الشعب الكردي، وألا يساند العدو في هذه الهجمات".

تركيا تشكل تهديداً دائماً على مناطقنا

وشدد بدران جيا كردي على أن الجميع يعلم أن تهديدات الاحتلال التركي مستمرة، وقال: إن "سياسة الاعتداء والتهديد والإنكار التي تنتهجها الدولة التركية ضد شعبنا الكردي مستمرة كالعادة، ما لم تتغير هذه العقلية ستستمر هذه التهديدات، فشعبنا في شمال وجنوب كردستان وروجآفا وجها لوجه مع سياسة الإبادة، فالآن هناك مخطط لهجمات من قبل دولة الاحتلال التركي على مناطق الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، وأيضاً يتم تعيين أسماء بعض المناطق للهجوم عليها واحتلالها.

في هذا الصدد، نريد أن نقول: يجب أن نأخذ دائماً في الاعتبار تهديدات وهجمات الدولة التركية، لأنه ليس لدينا اتفاق ولا تحالف مع الدولة التركية، عندما تسنح الفرصة وتكون الأرضية مهيأة سوف تهجم، لأن هدفها تدمير إنجازاتنا وإبادة شعبنا، بهذه الطريقة تحمي سلطتها، كما يعلم شعبنا فهو عدو متوحش، ويجب أن نكون مستعدين لشن هجمات جديدة".

محادثات أحزاب الوحدة الوطنية الكردية وأحزاب المجلس الوطني الكردي

وتعليقا على اللقاءات بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية وأحزاب المجلس الوطني الكردي، قال بدران جيا كرد: "الحوار رغم الصعوبات الكثيرة وصل إلى مرحلة جديدة وهناك تقدم ملموس في هذه المحادثات، وتم الاتفاق بشكل عام على إنشاء المجلس الأعلى الكردي، وسيتم الإعلان عنها في الأيام القادمة، تمت مناقشة بعض القضايا، من بينها طريقة مشاركة المجلس الوطني الكردي في الإدارة ، إضافة إلى أن هناك العديد من القضايا الأخرى التي يجب مناقشتها، وستناقش اللجنة التي سيتم تشكيلها تحت مظلة هذا المجلس هذه القضايا مع الإدارة الذاتية الديمقراطية". 

وبشأن مشاركة المجلس الوطني الكردي في الإدارة قال جيا كرد: "نقول هذا باسم الإدارة، من حيث الأساليب والمعايير المشاركة من خلال الانتخابات هي الأصح، وفي هذا الاتفاق يجب تحديد موعد الانتخابات، ويجب على الجميع الاستعداد للمشاركة في هذه الانتخابات وفق حق الانتخاب، من حق كل فرد المشاركة في الانتخابات، وحسب النتائج المحققة يشارك في الإدارة، ولكن دعونا نقول هذا أيضا، من أجل تطوير هذا الحوار والعمل لأجل الشعب الكردي، ونجاح هذا العمل قبل الانتخابات، يجب مناقشة بعض القضايا".

دمشق وتركيا لهما نفس الموقف والسياسة ضد الإدارة الذاتية

وحول موقف الحكومة السورية من الإدارة الذاتية قال بدران جيا كرد: إن "موقف النظام السوري الآن من الحل السياسي في سوريا وخاصة من الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا سيء جداً".

وتابع جيا كرد: "يجب ان يرى النظام السوري من يهدد وحدة الأراضي السورية، من الذي يقوم بتقسيم سوريا، إذا قالت إن الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية تحاول تقسيم سوريا فهذا يعني أنه يشرع هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته في استهداف الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، يعني أنها تفتح الطريق أمام تركيا لاحتلال مناطق جديدة من سوريا".

وأكد جيا كرد أن الدولة السورية بعقليتها الحالية، بمؤسستها الحالية، غير قادرة على العودة إلى مناطق الحكم الذاتي وإدارة المنطقة، موضحاً: أهل المنطقة لا يقبلون هذا، هناك موقف، قبل أيام قليلة قُتِلَ شخصان في الرقة من قبل مجهولين، وأهالي المنطقة هاجموا نقطة للنظام، لأنهم يفهمون بأن النظام وراء هذه الأحداث، فقد لصبح كل شيء واضحاً الآن، تصريحات وليد المعلم بأن"قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، والكرد يفعلون هذا وذاك، وأنهم لا ينفعون لشيء"، لا يأتي بأية نتيجة.

وتابع: يقولون أيضاً إن "الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، تسرق نفطنا"، ألم يأخذ داعش النفط منكم...؟ لماذا لم تحموه وتدافعوا عنه، ولماذا لم تحاولوا تحرير آبار النفط من داعش؟ لقد حررنا حقول النفط في منطقتنا وقدمنا على إثر ذلك شهداء، فعائدات النفط تستخدم اليوم لخدمة المنطقة بأكملها، هل خدم النظام السوري المنطقة حتى الآن...؟ اليوم الإدارة الذاتية فقط تخدم المنطقة، ويفعل ذلك من خلال عائدات النفط، لماذا لم تقل "داعش يسرق نفطنا" عندما كانت حقول النفط بيد داعش وكان داعش تبيع النفط لتركيا؟

واستطرد: هذا يدل على وجود تعاون بين النظام البعثي ونظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشي، هناك خطة سرية، يظهرون نفس السياسة والموقف تجاه مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية، وبهذه الطريقة يريدون إغراق منطقتنا في الفوضى ليتقاتل شعبنا ضد بعضه البعض.

كما أشار جيا كرد إلى أن الشعب على دراية تامة بدعايات التشهير هذه، وأن الشعب مع إدارته الذاتية ومع قواته قوات سوريا الديمقراطية.