جنرال أمريكي يحذر من حرب داخل حلف الناتو بسبب تركيا.. ويدعو لنشر قوات باليونان

بينما تتأهب اليونان وحلفاءها ضد الاستفزازات التركية في المتوسط قبل أيام من انعقاد قمة أوروبية من المقرر أن تبحث فرض عقوبات على تركيا، حذر جنرال أمريكي من أن مغامرات أردوغان قد تؤدي إلى اندلاع حرب داخل حلف الناتو، إذا لم تتدخل واشنطن.

وأشار الجنرال المتقاعد توماس تراسك، نائب القائد السابق لقيادة العمليات الخاصة الأميركية، في مقال له بموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إلى التحول الحاصل داخل تركيا، فما " كان في السابق شريكا غربيا علمانيا وديمقراطيا يحرس الجناح الجنوبي الشرقي لحلف شمال الأطلسي أصبح الآن أكثر إسلامية وقومية واستبدادية".
وقال تراسك إن السمة الأساسية لسياسة تركيا الجديدة هي "تدخلها في شرق البحر الأبيض المتوسط، إذ تطبق نسخة تركية من دبلوماسية الزوارق الحربية"
ودعا تراسك الولايات المتحدة للتدخل دبلوماسيا لنزع فتيل الأزمة في ظل احجام أوروبا عن ردع تركيا، بقوله "يمكن للقيادة الدبلوماسية الأمريكية أيضًا المساعدة في تهدئة التوترات بين أنقرة وأثينا، وكلاهما يظل منفتحًا على المحادثات. واتفاقية المنطقة الاقتصادية الخالصة التي تم التوصل إليها الشهر الماضي بين اليونان ومصر ، والتي تم التوصل إليها وفقًا للقانون الدولي ، لم تمنع المفاوضات المستقبلية بين تركيا ومصر."
واعتبر المسؤول العسكري الأمريكي السابق أن اكتشاف احتياطيات كبيرة من الطاقة تحت البحر من قبل قبرص ومصر وإسرائيل والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى المحتملة في المستقبل، يعد "محركا كبيرا للأطماع التركية في البحر المتوسط، حيث تدخلت أنقرة عسكريا في ليبيا لإنقاذ حكومة طرابلس التابعة لتنظيم الإخوان، مقابل الحصول على اتفاقية حدود بحرية تهدف إلى الاعتراف بالمطالبات الإقليمية التركية الواسعة في شرق البحر المتوسط".
واشار التوترات حاليا في احتدام، إذ أرسلت تركيا سفنا للتنقيب عن الطاقة برفقة سفن حربية إلى المياه القبرصية واليونانية الشهر الماضي.
ورغم عضوية الولايات المتحدة كمراقب في منتدى غاز شرق المتوسط، دعا الكاتب إلى تعيين مبعوث خاص للتحرك في تلك المسألة، مضيفا "وأمام هذه التوترات التي تهدد باندلاع حرب داخل حلف الناتو، فإن على الولايات المتحدة أن تمارس نفوذها من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة لمعالجة هذه الأزمات المنتشرة وحماية المصالح الأميركية"، ودعا الجنرال الأمريكي إلى تعيين مبعوث خاص لشرق المتوسط للعمل مع منتدى غاز شرق البحر الأبيض المتوسط، الذي يضم قبرص ومصر واليونان وإسرائيل وإيطاليا والأردن وفلسطين، لخلق ثقل موازن واضح لعرقلة تركيا المتزايدة لتطوير الطاقة الإقليمية.
ودعا تراسك الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها العسكري في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وقال إن "تعميق العلاقات الدفاعية مع أثينا سيساعد في مواجهة كل من تركيا وروسيا. يمكن تحقيق ذلك من خلال عمليات نشر إضافية دورية للقوات الأميركية، وزيادة التمويل العسكري الأجنبي لمشتريات اليونان من الأسلحة الأميركية، وربما حتى إقامة قواعد دائمة في اليونان".
واعتبر انه يجب أن يُنظر إلى القرار الأخير الذي اتخذته واشنطن لتخفيف حظر الأسلحة المفروض على قبرص على أنه خطوة مثمرة سينتج عنه تعاونا دفاعيا أوثق مع نيقوسيا.
كما يجب أن ينهي المبعوث الخاص عقدًا من "القيادة من خلف الكواليس" في ليبيا، حيث يبدو أن تركيا وروسيا تعملان على إنشاء رؤوس جسور دائمة والتنسيق لتشكيل مستقبل البلاد، على الرغم من وجودهما على طرفي نزاع متعارض. من بين الأولويات الأخرى، يجب على المسؤولين الأمريكيين التركيز على الحد من نفوذ أنقرة على حكومة طرابلس. يجب أن تشمل هذه القيود الاستفادة من الخيارات لإعادة نشر الأصول العسكرية الأمريكية خارج تركيا، وربما التفكير في نشرها في اليونان.
وتابع "كتكملة لتحركات دبلوماسية أقوى، يجب على الولايات المتحدة أيضًا تعزيز وجودها العسكري في شرق البحر الأبيض المتوسط. إن تعميق العلاقات الدفاعية مع أثينا سيساعد في مواجهة كل من تركيا وروسيا. يمكن تحقيق ذلك من خلال عمليات نشر إضافية دورية للولايات المتحدة، وزيادة التمويل العسكري الأجنبي لمشتريات اليونان من الأسلحة الأمريكية، وربما حتى إقامة قواعد دائمة في اليونان."